لندن - سليم كرم
كشفت صحيفة بريطانية واسعة الانتشار عن مزاعم بعض النشطاء بشأن التقارير الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، حول الغارات الجوية الروسية التي تستهدف المدنيين، بأنها أكثر من المقاتلين التابعين لتنظيم "داعش" المتطرَف، وذلك خلال الحملة التي يقودها الكرملين منذ أواخر العام الماضي في سورية وبالتحديد في 30 من أيلول/سبتمبر من أجل دعم حليفه المحاصر بشار الأسد في مواجهة المعارضين.
وتعرَضت الحملة للاتهامات منذ بدئها بكونها تنال من قوات المعارضة المعتدلة وتقتل المدنيين بشكل غير مقصود، مع إعلان المرصد الحقوقي في سورية عن مقتل 893. وبعد مزاعم موسكو بأنها نفذت ما يزيد عن ستة آلاف غارة جوية في كافة أرجاء البلاد التي دمرتها الحرب، فقد خرجت المؤسسة لترجح بأن إجمالي القتلى نتيجة قصف للطيران الروسي بلغ نحو ثلاثة آلاف شخصًا.
وبدأت كل من الحكومة السورية والمعارضة إجراء محادثات في جنيف، الإثنين، من أجل تمهيد الطريق للتوصل إلى تسوية سياسية مع وضع دستور جديد وإجراء انتخابات في غضون عام ونصف. وفشل المفاوضون الدوليون بما فيهم الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من جهة والرئيس السوري وداعميه روسيا وإيران من جهة أخرى في التوصل إلى اتفاق يتيح للجماعات السورية المسلحة بأن تكون جزءًا من المحادثات السياسية، وهو ما دعا الى عقد اجتماع، الأربعاء، ما بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي جون كيري، للتباحث بشأن الخلافات والاتفاق على من هو مؤهل للانضمام الى محادثات السلام بوساطة من الأمم المتحدة.
وأعلنت وكالات الأخبار الروسية الأربعاء، نقلاً عن المتحدث الإعلامي للجيش الروسي إيغور كوناشنكوف بأن العمليات العسكرية لم يتم تنفيذها سوى في مدينتي اللاذقية، ودير الزور، التي كانت تعاني حصارًا من قبل تنظيم "داعش، وذلك بسبب الظروف المناخية الغير مواتية ولتجنب تعرض المدنيين لمخاطر جراء القصف.
وأضاف كوناشنكوف، أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت 57 موقعًا داخل هاتين المدينتين وذلك في 16 مهمة قتالية، كما أشار المتحدث الإعلامي إلى أن روسيا عملت على توصيل 50 طنًا من المساعدات الإنسانية إلى مدينة دير الزور المحاصرة في 15 من كانون الثاني/يناير والتي تأتي استكمالًا للمساعدات الإنسانية التي وصلت في وقت سابق هذا الاسبوع إلى المدينة السورية المحاصرة وبلغت أكثر من 40 طنًا.
ويسيطر متطرفو "داعش" في الوقت الحالي على 60 بالمائة من مدينة دير الزور مع قيامهم بتشديد الحصار والذي تسبب في معاناة نحو 200 ألف شخصًا ممن لا يزالوا يقيمون في المدينة. وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن حوالي 70 بالمائة مما تبقى من السكان هم من الأطفال والنساء.