الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أثارت تصريحات عضو المكتب السياسي لـ"الحركة الشعبية" ووزير الوظيفية العمومية محمد مبديع، التي نفى فيها ارتباطه بقيادة التنظيم التصحيحي والتخطيط للانقلاب على الأمين العام للحزب امحند العنصر، حالة من الغضب بين أعضاء الحركة التصحيحية، الذين اعتبروا تصريحاته "تضليلية إن لم تكن ضالة وغير حقيقية بخصوص قيادة الحركة التصحيحية من قبل ثلاثة أشخاص قدموا استقالتهم".
وكشف زعيم الحركة التصحيحية سعيد أولباشا، أنَّه فعلا التقى مبديع، في فندق "سوفيتيل" في الرباط برفقة حسن الماعوني ومحمد المرابط، وهو اللقاء الذي جر على مبديع انتقادات لاذعة داخل الحزب خصوصًا من قبل امحند العنصر ومحمد أوزين وحليمة العسالي، ما دفع به إلى إعلان حسن السيرة والسلوك أمام الملأ برفقة الحسن حداد.
وأوضح أولباشا أنَّ "وزير الوظيفية العمومية يعلم جيدا أن التصحيحيين لم يقدم أحد منهم استقالته من أجهزة الحزب، وبتصريحاته في ملتقى لاماب، إنما يكذب على المغاربة وما عليه إلا أن ينشر الإستقالات المزعومة من الحزب".
وأكد النائب البرلماني ورئيس منظمة الشبيبة الحركية عزيز الدرمومي، لقاء أعضاء الحركة التصحيحية بمحمد مبديع في فندق "سوفيتيل"، كاشفا أن "مبديع كان قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة به من الحكومة في التعديل الأخير، ولهذا السبب كان يصدر تصريحات ثم ينفيها ومفادها الانضمام للحركة التصحيحية التي كان هو من روادها الأوائل لكن رغبته في تحقيق مصالح شخصية آنية هي من تفقده مصداقيته يوما بعد يوم"، معتقدًا بأنَّ "نهايته السياسية قريبة جدا وستكشفها الانتخابات المقبلة".
واعتبر الدرمومي، أنَّ "من حق محمد مبديع الاعتزاز بالحركة الشعبية بقيادة امحند العنصر ومحمد أوزين وحليمة العسالي، لأنهم من لا شيء جعلوا منه وزيرًا بحكم خدمته وتقربه من حليمة العسالي، وهو المنصب لذي لم يكن يحلم به بتاتا"، على حد قوله.
وأشار إلى أن "مبديع يتميز بنوع من الدهاء ويعرف كيف يصرف مواقفه في الوقت المناسب للاستفادة بشكل كبير من الوضع، وأنه كان دائما يضرب ويفاوض ولولا ذلك لما حصل على الاستوزار بالطريقة التي يعرفها الجميع".
وتساءل عن "موقف مبديع قبل أن يصبح وزيرا، والكل يعلم كيف كان يسب ويضرب الطاولة في وجوه أعضاء المكتب السياسي للحزب وفي الوقت نفسه يتقرب من القيادة".