دمشق - نور خوام
أعلن الجيش الأميركي الثلاثاء، عن قتله لـ 10 من قادة تنظيم "داعش" بغارات جوية في سورية والعراق، مشيرًا إلى أن بعضهم مرتبط مباشرة بالهجمات المتطرفة الأخيرة التي حصلت في باريس، وبمؤامرات أخرى لتنفيذ هجمات في دول الغرب. حيث جاء كشف مقتل هؤلاء بالتزامن مع خسارة التنظيم بلدة مهين والجبال المحيطة بها في ريف حمص بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري التي تقدمَت تحت غطاء قصف جوي كثيف نفّذته الطائرات الروسية والسورية.
ودارت، الثلاثاء، معارك شرسة في مدينة الشيخ مسكين التي تُعتبر عقدة مواصلات بين محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، إذ تمكنت القوات الحكومية مدعومة بعناصر «حزب الله» ومستشارين إيرانيين من التقدم فجرًا والسيطرة على مقر اللواء 82، قبل أن تشن المعارضة هجومًا معاكسًا لاستعادة ما خسرته وتفادي قطع خط أساسي للإمداد على الطريق الدولي دمشق- درعا - عمّان.
وكشف الناطق باسم التحالف الدولي لمكافحة تنظيم "داعش" العقيد ستيف وارين، في واشنطن، أن الفرنسي شرف المؤذن، العنصر في التنظيم و«له علاقة مباشرة» بالبلجيكي عبد الحميد أبا عود المخطط المفترض لاعتداءات باريس، قُتل في سورية.
وأضاف أن المؤذن الذي قُتل بتاريخ 24 كانون الأول/ديسمبر الجاري هو في عداد 10 قياديين آخرين في «داعش» قُتلوا خلال الشهر الجاري. وأوضح أن المؤذن «كان يُعد لهجمات أخرى» وأنه كان صديق أحد الانتحاريين الذين نفذوا الاعتداء على مسرح باتاكلان الباريسي سامي عميمور وقد ذهب إلى سورية في 2013 فيما كان موقوفًا على ذمة التحقيق في فرنسا لكن أفرج عنه بكفالة قضائية.
ولم يقدّم وارين معلومات مفصّلة عن القتلى، لكنه قال إنهم قضوا في غالبيتهم بغارات شنتها طائرات من دون طيار في سورية والعراق. وأضاف أن أحدهم بنغلادشي قضى فترة من عمره في بريطانيا وكان يعمل خبير اختراق أجهزة الكومبيوتر ومنسق تكنولوجيا مكافحة التنصّت والمراقبة الإلكترونية في "داعش".
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري، أن قوات الجيش «أحكمت سيطرتها على تل الهش ومعسكر اللواء 82 بالكامل» في ضواحي الشيخ مسكين شمال مدينة درعا بنحو 22 كلم، لافتة إلى سيطرتها في بداية الهجوم الاثنين، على عدد من المواقع داخل مدينة الشيخ مسكين ومحيطها.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن «القوات الحكومية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني وضباط إيرانيين، استعادت السيطرة على معظم الحي الشمالي واللواء 82 في محيط البلدة، ما مكّن الحكومة من رصد الحي الشمالي الغربي والسيطرة عليه ناريًا»، موضحًا أن النظام يهدف «إلى السيطرة على طريق الإمداد للفصائل بين بلدة بصر الحرير ومدينة نوى».
وتحدث المرصد لاحقًا عن معلومات عن سيطرة المعارضة مجددًا على اللواء بعد هجوم معاكس، لافتًا إلى تفجير "جبهة النصرة" عربة مفخخة واحدة على الأقل في الهجوم. كما أوردت وكالة "مسار برس" المعارضة أن كتائب الثوار استعادت السيطرة على أجزاء واسعة من اللواء 82 شمال الشيخ مسكين، وذلك بعد معارك مع قوات الأسد المدعومة بميليشيا حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني، وذكرت أن المعارضة بدأت عملية استعادة السيطرة على اللواء بعد وصول مؤازرات عسكرية من مدن المحافظة (درعا)»، مشيرة إلى أن "الاشتباكات ما زالت مستمرة بين الطرفين في محيط كتيبة النيران التابعة للواء 82 والتي سيطرت عليها قوات الأسد الاثنين».
وذكر المرصد في محافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، إن تنظيم «داعش» شن هجومًا على مواقع «قوات سورية الديموقراطية» في تل بارود بالريف الجنوبي لمدينة الحسكة، لكنه خسر ثلاثة من عناصره سحبت «القوات الديموقراطية» جثثهم من موقع الهجوم.
وفي لندن، أفيد الثلاثاء بأن محكمة الجنايات «أولد بايلي» دانت رجلًا وزوجته بمؤامرة لتنفيذ هجمات انتحارية تستهدف محطة لقطارات الأنفاق ومجمع «وستفيلد» التجاري الضخم في الذكرى العاشرة لهجمات السابع من تموز (يوليو) التي استهدفت باصًا وثلاث محطات للقطارات في العاصمة البريطانية، ما أوقع مئات القتلى والجرحى. وعثرت الشرطة على مواد كيميائية تُستخدم لتصنيع القنابل في منزل محمد رحمن (25 عامًا) وزوجته سناء أحمد خان (24 عامًا) في مدينة ردينغ غرب لندن، كما عثرت على أدلة مصورة على أن الزوج أجرى اختبارًا على قنبلة في حديقة منزله. وكان محمد رحمن يستخدم اسم «المفجّر الصامت» في تواصله مع متشددين على شبكة الإنترنت.