الرباط - عمار شيخي
بعد أيام من التزام الصمت، خرج البيت الأبيض ليعلن موقفه من تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، التي استفزت "الرباط" وأخرجت الملايين اليوم الأحد للاحتجاج في العاصمة المغربية، وعبَّرت الولايات المتحدة الأميركية عن عدم رضاها عن الموقف الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية، تصريح الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، حيث أوضح أن الإدارة الأميركية تعتبر موقف الأمين العام للأمم المتحدة بمثابة دعوة إلى تأجيج الأوضاع في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وهذا ما ترفضه الإدارة تمامًا، مضيفا أن الدول الأعضاء في مجلس الأمن كانت دائما مع إرساء المسار الأممي دون أن تتخذ موقفًا منحازًا إلى أي طرف من أطراف النزاع.
وشدد البيت الأبيض، على أن الإدارة الأميركية تدعم ما قرره مجلس الأمن الدولي، ولا يمكن أن تدعم إطلاقا أي تصريحات يمكن أن تفضي الى تأزيم الأوضاع الأمنية في المنطقة، موضحة أن أميركا ستدافع عن مواقفها أثناء مناقشة التقرير المتعلق بالصحراء المغربية، الذي سيعرضه الأمين العام للأمم المتحدة خلال شهر نيسان/أبريل المقبل.
وكانت فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، جددت دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب من أجل تسوية قضية الصحراء، عقب تصريحات بان كي مون، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، في لقاء مع الصحافة، إن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007، يشكل بالنسبة إلى فرنسا قاعدة جدية تحظى بالمصداقية، من أجل التوصل الى حل متفاوض بشأنه لقضية الصحراء، وأكد المتحدث أن موقف فرنسا في شأن قضية الصحراء "معروف ولم يتغير"، مشيرًا إلى أن باريس "تؤيد البحث عن حل عادل، دائم ومقبول من الاطراف تحت رعاية الامم المتحدة".
وكانت الحكومة المغربية، أعربت الثلاثاء الماضي، عن احتجاجها القوي على تصريحات الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في شأن قضية الصحراء، أدلى بها خلال زيارته إلى المنطقة، معتبرة أن هذا الأخير تخلى عن حياده وموضوعيته وعن عدم انحيازه، وعبر بشكل صريح عن تساهل مدان مع دولة وهمية تفتقد إلى كل المقومات، بدون تراب ولا ساكنة ولا علم معترف به.
واعتبر بيان للحكومة المغربية أن تجاوزات" بان كي مون، وهي أبعد ما يكون عن تحقيق الهدف الذي أعلنه خلال هذه الزيارة والمتمثل في إحياء المفاوضات السياسية، تهدد بتقويض هذه المفاوضات.