صنعاء ـ علي ربيع
حصل مصر اليوم على نسخة من الأقراص المدمجة التي تحتوي على اعترافات 3 يمنيين أعدمهم تنظيم القاعدة ذبحًا، الثلاثاء، وألقى بجثثهم في وسط مدينة مأرب شرق العاصمة صنعاء، تاركًا معها أقراصًا مدمجة، تحتوي على مقطع فيديو، يفيد اعترافات للضحايا الثلاثة بأنهم عملاء لأجهزة الأمن اليمنية، في حين نفى مصدر أمني يمني رفيع
لـ"مصر اليوم" أن يكون للمواطنين الذين أقدمت"القاعدة" على إعدامهم، أي علاقة بالأجهزة الأمنية، معتبرًا أن تلك الاعترافات التي احتوتها الأقراص " انتزعت منهم بالقوة". وتبلغ مدة مقطع "الفيديو" في حدود 5 دقائق، يظهر فيها القتلى الثلاثة تباعًا مدلين باعترافاتهم، حول صفاتهم وهوياتهم، والأعمال التي قاموا بها ضد تنظيم "القاعدة"، لصالح أجهزة الأمن السياسي والأمن القومي(المخابرات)، والأمن العام.
ويبدأ التسجيل بظهور "علم التنظيم الأسود المدون عليه "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، يلي ذلك مقدمة كتابية، تفيد أن تنظيم"قاعدة"الجهاد في جزيرة العرب، ألقى القبض على 3 جواسيس، كانوا يعملون لصالح الأمن القومي والأمن السياسي، تحت إشراف مباشر من ضباط استخبارات أميركيين وسعوديين، بحسب ما أورده مقطع "الفيديو". وتضيف المقدمة الكتابية، أن من أبرز الأعمال التي قام بها الضحايا، الذين وصفتهم بـ"الجواسيس"، هو زرعهم شرائح في سيارات، كن يستقلها من وصفتهم المقدمة بـ"المجاهدين"، إلى جانب إبلاغ الأجهزة الأمنية "عن أماكن تواجدهم"، وهو ما أدى بحسب اتهامات"القاعدة" إلى مقتل 19من عناصره، واعتقال 17 آخرين. كما يظهر التسجيل اعترافات الضحايا، بزرع شرائح والإبلاغ عن عناصر التنظيم، ما أدى إلى استهداف الطائرات الأميركية من دون طيار لهؤلاء العناصر. كما أفادت اعترافاتهم بأنهم أدلوا في محاضر التحقيق التي سجلها التنظيم كتابيًا بأسماء الضباط الذين كانوا يعملون معهم ، إضافة إلى العناصر الذين جندهم الثلاثة القتلى للعمل معهم، دون أن يظهر مقطع الفيديو، أي معلومات عن تلك الأسماء. ويتلو اعترافات الضحايا، بحسب مقطع الفيديو، سرد كتابي بأسماء، من قال التنظيم أنهم "المجاهدون" الذين استهدفتهم غارات الطائرات الأميركية من دون طيار، بعد أن ألصق "الجواسيس" الثلاثة، على حد تعبيره، شرائح ممغنطة، في ثلاث سيارات كان يستقلها "المجاهدون"، بالإضافة إلى تسبب الضحايا، في مقتل "قاعدي" سقط في نقطة عسكرية يمنية، إذ يتهمهم"الفيديو" بالوشاية به. ومن التأمل في الأسماء التي قال مقطع "الفيديو" أنهم قتلوا في الغارات الأميركية، يتضح أن معظمها لأشخاص ينتمون إلى مناطق قبلية في مأرب، إضافة إلى أشخاص تشير أسماؤهم إلى أنهم من محافظتي شبوة وحضرموت، فضلاً عن قتيلين أحدهما مصري، ويكنى بـ"أبو عبيدة المصري"، والأخر سعودي اسمه بحسب الفيديو"أبو محمد الشهري". وفي ختام مقطع الفيديو، توعد تنظيم "القاعدة" من أسماهم "الجواسيس" الثلاثة بأنهم سيلاقون جزاءهم من جنس عملهم، على حد تعبيره، وهو بالفعل ما أقدم عليه التنظيم، حيث أقدم على قتل المواطنين اليمنيين الثلاثة، ذبحًا ورمى جثثهم في شوارع مدينة مأرب. في السياق ذاته، نفى مصدر أمن يمني لـ"العرب اليوم" أن يكون للقتلى الثلاثة أي علاقة بأجهزة الأمن اليمنية، أو العمل لصالحها ضد"القاعدة"، متهمًا التنظيم بإجبار الضحايا، على اعترافات لا علاقة لهم بها، وإنما أدلوا بها بحسب قوله" تحت الإكراه". ويعتقد المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن "القاعدة" يسعى من خلال إقدامه على قتل هؤلاء الأبرياء، إلى ترويع المواطنين من التعاون مع أجهزة الأمن بشأن الإدلاء بأي معلومات عن مسلحي التنظيم، مؤكدًا أن الضحايا الثلاثة كانوا يعملون في بيع"نبتة" القات(تعتبر مخدرة في بعض الدول)، لكنه لا يستبعد أنهم كانوا يعرفون بعض عناصر"التنظيم" الذي يمضغون أوراق نبتة "القات"، حيث يعتقد المصدرـ أن ذلك سبب كافٍ لاشتباه"القاعدة" فيهم، بأنهم على علاقة باستهداف عناصره "الإرهابية". وكان مصدر أمني ، في محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء) قد أفاد، الثلاثاء، لـ"العرب اليوم" بأن تنظيم "القاعدة الإرهابي"، قتل 3 مواطنين ذبحًا، وألقى جثثهم على الشارع الرئيس وسط مدينة مأرب، بطريقة بشعة فصلت فيها أعناقهم عن أجسادهم. كما كان المصدر، قد أكد أن الشرطة عثرت على أقراص مدمجة بجانب جثث الضحايا، تبين بعد التحقق منها، أنها تحتوي على اعترافات مسجلة، أدلى بها القتلى، وتفيد تعاونهم مع الأجهزة الأمنية اليمنية، وتزويدها بمعلومات لاستهداف عناصر "القاعدة". كما أشار إلى، أن اثنين من القتلى ينتمون لمحافظة ريمة، فيما ينتمي الثالث لمحافظة عمران، مشيرًا إلى أن الثلاثة يعملون في بيع نبتة "القات"(المخدرة) في محافظة مأرب، والتي يمضغها معظم اليمنيين، بما فيهم عناصر من تنظيم "القاعدة" نفسه. يذكر أن طائرات أميركية من دون طيار، كانت قد استهدفت خلال آب/ أغسطس، وأيلول/سبتمبر الماضيين، عددًا من مسلحي تنظيم"القاعدة" في منطقة مأرب الصحراوية(شرق صنعاء)، في إطار حرب واشنطن على الإرهاب، وقالت السلطات اليمنية حينها، إن قياديين في التنظيم سقطوا بصواريخ غارات جوية استهدفت سيارات كانوا يستقلونها. يشار إلى أن تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، يتخذ من اليمن مقرًا لنشاطاته، منذ ميلاده في كانون الثاني/يناير 2009 بعد دمج الفرعين السعودي واليمني للتنظيم الإرهابي في كيان واحد، حيث فر كثير من أنصاره إلى اليمن، بعد ضربات قوية تلقاها التنظيم من السلطات السعودية. وكانت جماعة" أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، قد استولت على مدن في محافظتي أبين وشبوة، وأعلنتها إمارات إسلامية، منذ 2011، حتى تمكن الجيش اليمني من دحر مقاتليها مدعومًا بمليشيات قبلية عرفت باسم"اللجان الشعبية" من خلال حملة عسكرية واسعة سيرها في أيار/مايو 2012.