دمشق ـ وكالات
أفاد ناشطون سوريون بأن 50 شخصًا قتلوا ،الخميس، في عمليات القصف والهجمات وحملات للدهم وإعدامات نفذتها قوات حكومية سورية،وكشفت استخبارات غربية عن استخدام إيران للأجواء العراقية في نقل عسكريين وكميات من الأسلحة إلى دمشق لمساعدة حكومة الأسد ضد المعارضة فيما تنطلق في مدينة لاهاي الهولندية أعمال مؤتمر "أصدقاء سورية" للبحث في فرض مزيد من العقوبات على الحكومة السورية بعد موافقة الاتحاد الأوروبي على الحاجة لزيادة العقوبات على الدائرة المقربة من الرئيس السوري . وأضاف "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن اشتباكات تدور بين قوات النظام وعناصر للجيش الحر في الرقة وسط قصف مدفعي"، كما أفيد عن "اشتباكات في مدينة الرستن وقصف يستهدف الأحياء الشمالية للمدينة". وأن 18 شخصًا قتلوا في حمص، و6 في دمشق وريفها، و3 في حلب، و2 في حماه، وشخص في كل من إدلب واللاذقية، ومن حلب أفادت لجان التنسيق بـ "سقوط عدد من القتلى، نتيجة القصف على حيي الصاخور والمرجة".
وفي دمشق، اقتحمت قوات الأمن السورية حي اليرموك، وشنت حملة للاعتقالات شملت العشرات، كما اقتحمت مستشفى "فايز حلاوة" في الحي، واعتقلت عددًا من الجرحى.
أما في ريف دمشق، فاقتحمت دبابات مدعومة بأعداد كبيرة من الجنود بلدة بيت جن، وسط إطلاق كثيف للنار – بحسب ما أفاد ناشطون -.
وتجدد القصف بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة على أحياء الخالدية وجوبر وأحياء حمص القديمة، كما تعرضت مدن تلبيسة والرستن وبلدة الغنطو في ريف حمص إلى قصف مدفعي عنيف. فيما تجدد القصف المدفعي على أحياء طريق الباب والشعار والميسر في حلب، في وقت تعرضت مدينتا الباب وبزاغة الواقعتان في ريف حلب إلى قصف عنيف من الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة.
وفي ريف درعا تجدد القصف المدفعي على بلدة المزيريب، كما اقتحم الجيش الحكومي مدينة إزرع بالدبابات، وسط إطلاق للنار.
وعلى صعيد ذو صلة ، كشف تقرير استخباري غربي النقاب عن "استخدام إيران لطائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة إلى سورية عبر الأجواء العراقية، لمساعدة الرئيس بشار الأسد في مواجهة معارضيه".
وروى التقرير أن "الطائرات تطير من إيران إلى سورية عبر العراق على نحو شبه يومي، حاملة أفرادًا من الحرس الثوري الإيراني، وعشرات الأطنان من الأسلحة لقوات الأمن السورية، والمليشيات التي تقاتل المعارضة".
وتحدث التقرير عن طائرتين من طراز "بوينغ 474"، مشيرًا إلى أنهما "تستخدمان في عمليات لنقل الأسلحة، وكانتا ضمن 117 طائرة شملتها عقوبات فرضتها وزارة الخزانة الأميركية".
وفي السياق نفسه أضافت وزارة الخزانة إلى لائحتها السوداء 117 طائرة تستخدمها شركات الطيران الإيرانية "إيران آير"، و"مهان آير" و"ياس آير".
وبحسب الوزارة، فإن "إيران استخدمت خلال صيف 2012 رحلات لـ "إيران آير" و"مهان آير" بين طهران ودمشق، لتوصل معدات عسكرية إلى النظام السوري".
يذكر أن شركات الطيران الإيرانية الثلاث مدرجة على اللوائح السوداء لوزارة الخزانة الأميركية، لكن المؤسسات المالية الأجنبية، التي ستقوم عن عمد بتعاملات مهمة مع هذه الشركات أو مع "بلفنيشبروم سيرفيس"، قد تفقد تعاملها مع النظام المصرفي في الولايات المتحدة، بموجب قانون جديد، نشره الرئيس الأميركي باراك أوباما في آب/أغسطس، كما قالت الحكومة الأميركية.
وجاء في التقرير الذي بثته رويترز نقلا عن دبلوماسيين غربيين أنه "جدير بالتصديق أن إيران أبرمت اتفاقًا مع العراق، لاستخدام مجاله الجوي".
ورجح الدبلوماسيون أن "طهران وبغداد لم تعقدا أي اتفاق رسمي، وإنما تفاهمًا غير رسمي على عدم طرح أية أسئلة، بشأن احتمال وجود عمليات نقل أسلحة إلى سورية".
هذا وأوصت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة بـ "إضافة شركة الطيران الإيرانية "ياس إير" إلى القائمة السوداء الخاصة بالأمم المتحدة، لمساعدتها طهران على التغلب على حظر السلاح، الذي تفرضه المنظمة الدولية".
وكانت تقارير لجنة الخبراء تتحدث في السابق عن شحنات من الأسلحة الإيرانية إلى سورية عبر تركيا وليس عبر العراق. بينما قال تقرير المخابرات الجديد "إن مثل هذه الرحلات الجوية عبر المجال الجوي التركي توقفت".
وكان مسؤولون أميركيون طلبوا في وقت سابق من الشهر الجاري "إيضاحات من العراق بشأن الرحلات الجوية الإيرانية"، في حين هدد السناتور الأميركي جون كيري بـ "إعادة النظر في المعونة الأميركية لبغداد، ما لم توقف مثل هذه الرحلات".
وتشير "رويترز" في هذا الصدد إلى أن "اتهام العراق بالسماح لإيران بنقل أسلحة إلى دمشق ليس جديدًا، لكن التقرير الاستخباري يقول إن نطاق هذه الشحنات أكبر كثيرًا مما أقر به علنًا وأكثر انتظامًا بكثير، نتيجة للاتفاق بين مسؤولين كبار من العراق وإيران".
وبينما لم يدلِ المسؤولون العراقيون في بغداد ونيويورك على الفور بأي تعليق، تردد موضوع شحنات السلاح الإيرانية إلى سورية بشكل متكرر في جلسة عقدها مجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، بشأن التصديق على تعيين روبرت بيكروفت سفيرًا للولايات المتحدة لدى بغداد, بحيث تساءل رئيس لجنة العلاقات الخارجية جون كيري عما ستفعله السفارة لإقناع العراقيين بمنع إيران من استخدام مجالهم الجوي في نقل الأسلحة.
ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء في مؤتمر صحافي مكرس لافتتاح الدورة الـ 67 للجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة: إن التدخل العسكري ليس هو الحل لإنهاء الصراع في سورية، رغم أن الحكومة والمعارضة عازمتان - على ما يبدو - على حسمه بالقوة.
وأعرب بان كي مون عن "قلقه العميق من استمرار المواجهة العسكرية في سورية"، مشددًا على أنه "لا توجد نهاية في الأفق لهذا الصراع". وأكد أن "سورية تحتاج إلى إطلاق حوار سياسي".
وكان رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا، دعا العرب والأوروبيين إلى "مبادرة سريعة، وتدخل إسعافي لوقف القتل في سورية". وأضاف سيدا: إن المبادرات الدبلوماسية لم تسهم حتى الآن في تحسين الوضع في سورية، ووقف عمليات القتل التي يشنها النظام ضد المدنيين.
وكانت الولايات المتحدة اتهمت، الأربعاء، شركة "بيلا" (روسية حكومية) بـ "دعم الجيش السورى والإسهام في العنف الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد ضد الشعب السوري". بينما كشفت وزارة الخزانة في بيان أن شركة "بلفنيشبروم سيرفيس": قدمت خدمات لمكتب لإمدادات الجيش السورى.
وجاء في البيان أيضًا أن "المكتب السوري استعد لتسليم قطع يمكن استخدامها صواعق لقذائف جوية متعددة الأوجه من جانب شركة "بلفنيشبروم سيرفيس"، في آذار/مارس 2011، دون تحديد للمكان الذي تم فيه التسليم.
بينما قالت وزارة الخزانة إنها "أضافت الشركة البيلاروسية إلى لائحتها السوداء للأفراد الطبيعيين أو المعنويين، الخاضعين إلى العقوبات بسبب دعمهم النظام السورى". وبالتالى، فإن الأرصدة التي قد تملكها هذه الشركة في الولايات المتحدة، جمدت وبات محظورًا على أي من الرعايا الأميركيين إجراء أى تعامل معها تحت طائلة الملاحقات الجنائية.
وتخضع الشركة البيلاروسية، منذ كانون الأول/ديسمبر، إلى عقوبات لوزارة الخارجية الأميركية، بموجب قانون أميركي، بشأن حظر الانتشار النووي، ذلك إن الوزارة الأميركية تتهمها بالمساهمة في برنامج لتسليح إيران.
ومن ناحية أخرى رفض مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري "المعلومات التي وصفها بـ "المغلوطة"، والتي وردت في تقرير الأمين العام بشأن الأطفال والنزاع المسلح"، مستنكرًا "تسييس هذه المسألة".
وقال الجعفري خلال الجلسة التي خصصها مجلس الأمن لمناقشة التقرير، الأربعاء: إن التقرير غير أمين، وكتب بدوافع تحريضية، ترمي إلى الإساءة إلى سورية.
وأوضح الدبلوماسي السوري أن "تقرير لجنة التحقيق الدولية الأخير يشير إلى أن المجموعات المسلحة هي من تقوم بانتهاكات لحقوق الطفل في سورية، عبر تجنيد للأطفال وعرقلة لإجلاء الجرحى والمرضى"، داعيًا مجلس الأمن إلى "الضغط على الدول التي تقوم بتمويل الإرهاب في سورية".
وكان التلفزيون السوري أعلن عن "سقوط طائرة مروحية في مدينة دوما، في القرب من العاصمة (دمشق)". بحيث تعتمد القوات الحكومية على نحو متزايد على الطائرات المروحية وغيرها، في مسعاها لقمع الانتفاضة المسلحة. في حين ذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية: إن 150 شخصًا قتلوا، الأربعاء، منهم 72 في دمشق وريفها، خصوصًا في أحياء الحجر الأسود وجوبر والقدم، وتوزع القتلى الباقون على حلب وحمص ودير الزور.