الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أكد عضو المكتب السياسي لحزب "الإتحاد الاشتراكي" الذي كان يتحدث خلال يوم دراسي نظمه الفريق الإتحادي في مجلس المستشارين حول "مواجهة الإرهاب مسؤولية الدولة والمجتمع" عبد الكريم بنعتيق، الخميس، أنّ وجود عدد كبير من المغاربة الذين يحتلون مواقع قيادية في التنظيمات المتطرفة يشكل تهديدًا للمغرب.
وحسب بنعتيق أن فرنسا أصبحت تحتل الصف الأول في الدول الغربية المهددة عوض أميركا، فيما المغرب المستهدف الأول في العالم العربي، مؤكدًا وجود 95 إسمًا مغربيًا ضمن لائحة المستهدفين الموجودة على المواقع المذكورة، ومحذًرا في نفس الوقت من وجود مجموعة من القياديين المغاربة في مراكز صناعة القرار في التنظيمات المتطرفة.
وأشار إلى أن تهديداتهم تنصب في عدة اتجاهات منها القيام بعمليات مثل ما يحدث في كينيا لخلق الرعب والخوف ودفع الدولة إلى الارتباك، والتي لا تتطلب احترافًا كبيرًا، ولا تقتضي سوى خلايا نائمة مكونة من عنصرين أو ثلاثة بوسائل بدائية، إلا أنها تستدعي حسب المتحدث نفسه "توخي الحيطة والحذر من طرف الدولة والمجتمع".
وعاب بنعتيق على السلطات المغربية حول "القطيعة" التي تنتهجها مع الخبراء الأكاديميين فيما يتعلق بمواجهة التطرف، بينما أصبح هذا الأمر معمولًا به في دول كفرنسا إذ كل معاهد البحث والجامعات فيها تنفتح على كل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية والدفاعية، وكل مسؤول يصنع القرار له مجموعة من الخبراء تابعين إليه.
وانتقد وجود هذه القطيعة في المغرب، والتي لن تفيد في مواجهة التطرف المعولم، لأنه لا يمكن لصانع القرار أن يستوعب هذه الأشياء المعقدة فقط بقرار تقني، أو بآلية للمتابعة التقنية دون استشارة الخبراء أو البحث والانفتاح على الجامعات.
وبعد تطرقه إلى الأوضاع الداخلية في بلدان المغرب الكبير، أكد أن للمغرب مجموعة سمات تميز تعامله مع التطرف، منها الصرامة على مستوى الثوابت الأساسية الدينية والروحية والمؤسساتية، إلى جانب حسن المعالجة في القضايا الخلافية الكبرى لإيجاد التوافقات الكبرى إلى جانب التفاعل البراغماتي للدولة مع المتغيرات الدولية، مثلًا الحضور الإنساني في سوريا وإفريقيا، الشيء الذي يضمن لها موقعًا متميزًا يحافظ على مصالحها على حد قوله.