الدار البيضاء - جميلة عمر
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون ناصر بوريطة، في ندوة صحافية صباح الجمعة 18 آذار/ مارس، في مقر وزارة الخارجية والتعاون في الرباط، أن إلغاء المغرب لإسهاماته التطوعية المقدرة بـ3 ملايين دولار لسير بعثة المينورسو لأنه لا يمكن للمغاربة أن يدفعوا من جيوبهم أجر من يصفون بلدهم بالمحتل، مشيرا إلى أن 84 موظفا من البعثة سيغادرون المغرب في غضون الثلاثة أيام المقبلة.
واعتبر ناصر بوريطة، أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ارتكب عددا من الانزلاقات الخطيرة التي كان على المغرب أن يرد عليها بالحزم الكافي.
أولى هذه الانزلاقات، يؤكد بوريطة هي وصفه للمغرب بالمحتل، وهو ما يخالف قرارات مجلس الأمن، ويمس بحياديته بصفته أمين عام الأمم المتحدة.
وأكد بوريطة أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يمكن أن تكون له آراء شخصية؛ فهو مجرد موظف يطبق قرارات الدول الأعضاء، أما ثاني الانزلاقات التي كانت تتطلب ردا من المغرب بحسب بوريطة، فهي محاولة إحياء كي مون المتحدة الاستفتاء الذي تتم الإشارة إليه في أي تقرير منذ عام 2004، مبرزا أن الحديث عن الاستفتاء من طرف الأمين العام يعد انزلاقا خطيرا وخروجا عن تقارير الأمم المتحدة نفسها.
ثالث الانزلاقات التي استفزت المغرب بحسب وزير الخارجية المنتدب، هي تلويح الأمين العام للأمم المتحدة بشارة النصر تضامنا مع "الجبهة"؛ وهو ما يعد دليلا واضحا على فقدانه الحياد والتجرد في ملف أصبح منذ مدة في يد مجلس الأمن. ورابع الانزلاقات التي ارتكبها "كي مون" تجاهله الانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها الجزائر في مخيمات تندوف وحديثه عن التحضير لمؤتمر المانحين، دون أن يشير لا من قريب أو من بعيد لموضوع إحصاء سكان المخيمات، وهنا طرح بوريطة عدة تسائلات منها "على أي أساس يريد كي مون عقد مؤتمر المانحين؟ ألا يتطلب مؤتمرا كهذا ضرورة وجود إحصاءات رسمية تحدد عدد السكان لتحديد الحاجيات؟".
وانتقد بوريطة بشدة تعبير الأمين العام للأمم المتحدة عن غضبه من مسيرة الرباط التي شارك فيها 3 ملايين، مبرزا أن "كي مون" أكد لمزوار غضبه وانزعاجه من المسيرة لأنها ضد الأمين العام وضد الأمم المتحدة، لكننا نقول "إن المغرب يفرق بين الأمين العام للأمم المتحدة وبين الأمم المتحدة، والمغرب لا يحتاج دروسا في هذا الباب"، مضيفا أن المغرب يحترم قرارات الأمم المتحدة ويشارك في عمليات حفظ السلام من خلال 2300 جندي مغربي.
وأوضح ناصر بوريطة أن انسحاب المغرب من بعثات الأمم المتحدة لا يزال قيد الدراسة لكون دول أفريقيا جنوب الصحراء التي يعنيها الأمر طلبت منه عدم الانسحاب، فضلا عن طلبات أعضاء مجلس الأمن.