لندن ـ ماريا طبراني
زعمت مصادر أمنية بريطانية أن شقيقين بريطانيين من مدينة ليستر سافرا إلى سورية "سرًا" وانضما إلى تنظيم داعش المتطرف، ضمن مجموعة كبيرة من طلاب الطب الذين كانوا يدرسون في السودان.
ورجَّحت المصادر أن يكون إبراهيم ومحمد أجيد قد غادرا الخرطوم جنبًا إلى جنب مع ما لا يقل عن 5 مواطنين بريطانيين آخرين واثنين من الطلاب من كندا وأميركا، حيث كانوا يدرسون في المدرسة الطبية الخاصة، وغادرا الجمعة الماضية مع الفريق إلى تركيا ويعتقد أنهم متوجهون إلى سورية.
كان الشقيقان أجيد في السنة النهائية في الجامعة المملوكة للقطاع الخاص للعلوم الطبية والتكنولوجيا (UMST)، إذ كان من المتوقع أن يشهدا امتحاناتهما النهائية هذا الأسبوع.
وتأتي هذه الأنباء بعد أن تم الكشف عن هوية 9 طلاب بريطانيين سافروا للانضمام إلى داعش في آذار/ مارس الماضي، وإجمالاً، انضم ما لا يقل عن 16 طالبًا سودانيًّا وبريطانيًّا من كلية الطب إلى صفوف داعش في الأشهر الأربعة الأخيرة.
ويعتقد أن مجموعة من 5 رجال و4 نساء فقط في نهاية سن المراهقة أو أوائل العشرينات يدرسون في كلية الطب في العاصمة السودانية الخرطوم، سافروا إلى سورية، وجاءت أسماؤهم كالآتي: لينا مأمون عبدالقادر، وندى سمير عبدالقادر، وتسنيم سليمان حسين إسماعيل حمدون، وروان كمال زين العابدين، وتامر أحمد الإيبو سبها، وهشام محمد فضل الله، وسامي أحمد عبدالقادر، ومحمد عثمان بدري محمد.
وسافر أولياء أمور الطلبة إلى تركيا على أمل محاولة إقناع ذويهم للعودة من منطقة الصراع، ولكن دون جدوى.
ونشأ إبراهيم ومحمد، الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و23 عامًا، في أودبي، ليستر، مع الوالديين عادل أجيد، وهو طبيب، ونوال صالح.
ومثل الكثير من الآباء والأمهات من المجموعة الذين انضم أولادهم إلى داعش في آذار ماضي، يعتقد أن السيد أجيد سافر جوًا إلى تركيا في محاولة لتعقب أبنائه ومنعهم من عبور الحدود، وكانت أمهم "قلقة للغاية ومنزعجة" بسبب مغادرة نجليها فجأة دون إدراك عواقب أفعالهما.
وأظهرت صفحات الشقيقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الانعكاسات المعتادة للشابين من خلال اهتمامهما بكرة القدم والألعاب مثل كولد بلاي وبرامج تلفزيونية مثل "لعبة العروش"، إلى النقيض.
وكان الخبر بمثابة صدمة لمجتمع أودبي، حيث نما الشقيقان؛ إذ أكد الجار روجر إدواردز بقوله: "إنه بمثابة صدمة، لقد كانوا هنا خلال 5 أعوام وكانوا مهذبين جدًا وجيران لطفاء"، ووصف آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، أحدهما بأنه "رجل لطيف للغاية".
وأكد الدكتور أحمد بابكر، وهو عميد في الجامعة التي يدرس بها الشقيقان: التقارير الواردة من أطراف متعددة تبرز أن 12 طالبًا من كلية الطب في الجامعة، 3 منهم من النساء، سافروا إلى تركيا يوم الجمعة، ويقول المنطق إنهم سافروا للانضمام إلى داعش.
وصرَّحت متحدث باسم وزارة الخارجية أن 7 مواطنين بريطانيين سافروا إلى تركيا من السودان، مضيفة: نحن نعمل بشكل وثيق مع السلطات التركية للتعرف على أماكن وجودهم وتقديم المساعدة القنصلية.
تأتي هذه الأنباء بعد أسبوعين من إفراج داعش عن شريط فيديو دعائي يضم طبيب بريطانيين، يحث المسلمين في السودان وإنجلترا على الانضمام إلى صفوف التنظيم.
وظهر الطبيب، تحت الاسم الحركي أبوعامر المهاجر، وهو حليق الذقن ويتحدث اللغة الإنجليزية التي لا تشوبها شائبة حول مختلف المرافق الطبية في محافظة دير الزور السورية، ويعلن أنه ظهر نيابة عن الأطباء والمجلس الطبي في ولاية الخير (محافظة دير الزور) في داعش.
وأضاف "أبعث بتحياتي من داعش، إلى جميع إخواني وأخواتي الأعزاء داخل الدولة الإسلامية وخارجها"، وفي الدقائق الأخيرة من الفيديو، بعد خطاب مطول، حث المسلمين من ذوي المهارات في مجال الطب على الانضمام إلى داعش، لاسيما المسلمين في إنجلترا، مؤكدًا أن داعش لديه "قضية عظيمة تخاض هنا".
وأكمل: "كل إخواني في السودان، أيها الإخوة والأخوات الذين يترددون، الرجاء فتح أعينكم والهجرة إلى هذه الأرض، حيث يقاتل الناس من أجل الإسلام، لا نقاتل من أجل الديمقراطية، لا نقاتل من أجل تحقيق مكاسب سياسية، ويحتاج الجميع أن يسألوا أنفسهم السؤال هنا "أين أريد أن أقف، أين أريد أن أكون أمام الله؟"