دمشق - جورج الشامي
سقط 45 قتيلاً من قوات الجيش السوري، الخميس، في اشتباكات مع عناصر الحر "المعارضة" في قرية الكوم في ريف اللاذقية، في الوقت الذي تعرضت فيه العاصمة دمشق لقصف عنيف من الطيران الحربي، فيما أعلن الرئيس بشار الأسد، أن "أن موازين القوى العسكرية في معاركه مع المعاركة انقلبت تمامًا لمصلحة جيشه، وأنه سيشارك في مؤتمر (جنيف 2)، في حين طالبت القيادة العسكرية العليا لـ"هيئة أركان
الثورة السورية"، الائتلاف الوطني بتمثيلها كقوى ثورية وعسكرية بـ 50% .
وأفادت شبكة "شام" الإخبارية، أن دمشق تعرضت لقصف عنيف بمختلف الأسلحة الثقيلة استهدف حي برزة، وسط اشتباكات عنيفة في بساتين حي برزة، كما شنت القوات الحكومية حملة دهم واعتقالات في حي ركن الدين، وفي الريف قصف الطيران الحربي بساتين بلدة المليحة وقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات بيت سحم وجسرين ودوما وعقربا ويبرود وداريا ومعضمية الشام والزبداني وبساتين النبك وزملكا وحرستا وعربين وعلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة داخل حاجز مجمع تاميكو في المليحة، بعد تمكن الجيش الحر من اقتحامه، فيما ذكرت لجان التنسيق المحلية، أن اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي دارت على أطراف طريق مطار دمشق الدولي، وقصف الأخير المنطقة الصناعية في حي القابون في دمشق، في حين جرى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي على القرى المحررة في ريف حماة الشرقي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيطها، وفي حلب قصف الطيران الحربي بلدة دير جمال وسط اشتباكات عنيفة في محيط بلدات نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، في الوقت الذي جرى فيه قصف عنيف بالمدفعية على منطقة الاشتباك وعلى بلدة كفر حمرة، كما دارت اشتباكات في محيط السجن المركزي، رافقه قصف بالطيران الحربي من قبل القوات الحكومية على أطرافه، التي شنت غارات جوية عدة على أطراف مطار منغ العسكري الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أشهر عدة, فيما قصفت الطائرات الحربية برشاشاتها الثقيلة محيط مطار كويرس العسكري وبلدة مارع، وتعرضت مناطق في بلدة الاتارب لقصف مدفعي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي محافظة درعا، قُتل ثلاثة رجال احدهم مقاتل من المعارضة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في حي درعا المحطة، ورجل قتل جراء القصف على حي طريق السد، ورجل من بلدة المسيفرة قضي تحت التعذيب بعد اعتقاله من قبل الجيش السوري منذ أيام عدة, كما تعرض مخيم النازحين في درعا للقصف من قبل القوات الحكومية عند منتصف ليل الأربعاء الخميس، في حين تعرضت بلدة معربة في ريف المدينة للقصف، مما أدى إلى أضرار مادية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي إدلب تعرضت بلدة دركوش في ريف جسر الشغور والمناطق الغربية والشرقية لمدينة معرة النعمان للقصف من قبل القوات الحكومية، كما قُتل عنصر من المعارضة خلال اشتباكات في محيط حاجز الإسكان العسكري في ريف إدلب، كما قُتل 3 أشخاص من جنسيات غير سورية مساء الأربعاء، برصاص القوات الحكومية على طريق إدلب حارم، وقُتل إعلامي مقاتل في "جبهة النصرة" من بلدة بنش.
وأضافت "شام"، إن قصفًا عنيفًا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة جرى على مدن القصير والرستن والحولة، وقصف بقذائف الهاون على بساتين تدمر، وسط اشتباكات قرب مدينة الرستن، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محيط مدينة وبساتين القصير بين الجيش الحر والقوات السورية المدعومة بعناصر "حزب الله" اللبناني، في حين أفاد المركز الإعلامي السوري، أن الأطباء في مدينة القصير أعلنوا نفاد إمدادات الأكسجين، وأطلقوا نداء استغاثة إنساني لإجلاء الجرحى والمرضى من المدينة المحاصرة، وأن أكثر من ألف جريح بحاجة إلى الدواء أو الإجلاء من المدينة المحاصرة، فيما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الطيران السوري شن غارات جوية على قرية الضبعة في ريف القصير وعلى أطراف المدينة.
وأكد الجيش السوري الحر، أن القوات الحكومية ومسلحي "حزب الله" واصلوا قصف المدينة براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، فضلاً عن الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية، وأن أكثر من 40 عنصرًا من الحزب اللبناني قُتلوا خلال يومين من القتال، وأُصيب نحو 70 آخرين.
وحاول الجيش السوري استعادة مدينة القصير ومحيطها، منذ ساعات الفجر، عبر القصف العنيف، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القصف تركز على مطار الضبعة شمال القصير، الذي يُعد منفذًا أساسيا للثوار المتحصنين في الأحياء الشمالية من المدينة، وتحاول القوات الحكومية استعادته، بينما وثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، مقتل 183 شخصًا في القصير منذ بدء العملية العسكرية عليها قبل نحو 10 أيام، في حين بلغ عدد الجرحى نحو 1300، ثلثهم من المدنيين
وأعلن "لواء التوحيد"، التابع للجيش السوري الحر، استهدافه تجمعات ومعاقل لـ"حزب الله" في منطقة الهرمل اللبنانية المحاذية للحدود السورية، حيث بث اللواء مشاهد تظهر استخدام عناصره صواريخ "غراد" في القصف، كما تبين مواقع سقوطها على الجانب الآخر من الحدود.
واتهم رئيس أركان "الجيش السوري الحر"، اللواء سليم إدريس، "حزب الله" اللبناني بغزو سورية، وزعم بأن 7000 مقاتل منه يشاركون بالهجمات على بلدة القصير الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، مضيفًا أن "الجيش الحر لديه نحو 1500 مقاتل يشاركون في معركة القصير بأسلحة خفيفة فقط، وهناك أكثر من 50 ألف شخص من سكانها محاصرون"، محذرًا من "وقوع مذبحة في حال سقطت المدينة"، فيما ناشد القوى الغربية تقديم المزيد من الأسلحة للجيش الحر "لتمكينه من الدفاع عن المواطنين"، مضيفًا "نحن نحتضر، تعالوا وساعدونا".
وقال اللواء إدريس، "إنه تلقى معلومات عن مشاركة مقاتلين إيرانيين في الهجوم على القصير"، محملاً وسائل الإعلام مسؤولية تضخيم قضية الجماعات "الجهادية" في سورية، والتي أشار إلى أنها "لا تشكل أكثر من 5 إلى 8% من جميع المقاتلين"، فيما أكد أنه لا يتفق مع عقيدة "الجهاديين"، وأقر أنه "ليس في وضع يسمح له بردع أي شخص يريد المشاركة في القتال ضد الحكومة السورية، وحين نحصل على الدعم بالسلاح والذخيرة، نستطيع تقديم أي نوع من الضمانات التي تريدها الجهات المانحة بأن هذه الأسلحة ستذهب إلى الأيدي الصحيحة"، مطالبًا المعارضة السورية في المنفى، في إشارة إلى الائتلاف الوطني السوري، بـ "الكف عن المشاحنات الداخلية، والموافقة على الفور على حضور مؤتمر السلام المقرر عقده في جنيف الشهر المقبل".
وهددت القيادة العسكرية العليا لـ"هيئة أركان الثورة السورية"، الائتلاف الوطني بسحب شرعيته، في حال رفض تمثيل القوى الثورية بنسبة 50%، بعدما جددت القيادة العسكرية مطالبتها الائتلاف في هذا الشأن.
وأضافت القيادة العسكرية، في بيان لها، أن "أي محاولة للمماطلة والالتفاف على التمثيل العسكري والثوري الشرعي في الداخل، فلن يُكتب لها النجاح تحت أي ضغط، ويهمنا التأكيد أن جميع القوى الثورية في سورية، ممثلة في القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة السورية المنتخبة من القوى الثورية والعسكرية على الأرض، وأن هذه القيادة طالبت وتؤكد مطالبتها بتمثيلها كقوى ثورية وعسكرية بـ 50% من الائتلاف الوطني، وأي محاولة للمماطلة والتشويش والالتفاف على التمثيل العسكري والثوري الشرعي في الداخل, لن يكتب لها النجاح بأي شكل أو تحت أي ضغط، ونقول لكم أخيرًا إن شرعية الائتلاف لن تؤخذ إلا من الداخل، وأي التفاف على القوى الثورية بتمثيلها بالنسبة المذكورة ستسحب منكم هذه الشرعية".
وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أن "الجيش السوري حقق إنجازات كبيرة على الأرض في مواجهة المسلحين، وأن موازين القوى العسكرية انقلبت تمامًا لمصلحة جيشه، وأنّ سورية و(حزب الله) في محور واحد، وأن هناك مجموعات من مقاتلي الحزب في مناطق حدودية مع لبنان، لكن الجيش السوري هو من يقاتل ويدير المعارك في وجه المجموعات المسلحة، وسيستمر في هذه المعركة حتى القضاء على الإرهابيين".
ودان الأسد دور كل من تركيا والسعودية وقطر في دعم المجموعات المسلحة وتمويلها، وتحدث عن وجود نحو مائة ألف مسلح من جنسيات عربية وأجنبية دخلوا إلى سورية بدعم من هذه الدول، فيما أكد القرار المبدئي بالمشاركة في لقاء "جنيف 2"، منتقدًا قيادات المعارضة في الخارج، لكنه لم يظهر قناعته بخروج الاجتماع بنتائج مهمة.
وفي الموضوع الإسرائيلي، أكد الأسد أن "الجيش السوري سيردّ فورًا على أي اعتداء إسرائيلي جديد على الأراضي السورية، وأن دمشق لن تقف في وجه أي مجموعات سورية تريد شنّ حرب مقاومة لتحرير الجولان"، مشيرًا إلى أن "سورية حصلت على دفعة أولى من صواريخ (إس 300) الروسية المضادة للطائرات، وأن بقية الحمولة ستصل قريبًا".