طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، عن اتصالات يجريها المجلس مع “القيادة العامة للجيش” وجميع القيادات العسكرية في الشرق والغرب لبدء العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في سرت.
وطالب السراج في كلمة مصورة له ، القيادات العسكرية بتحديد متطلبات معركة سرت المالية والفنية والعسكرية، وإيجاد غرفة مشتركة تضمن مشاركة جميع القوات المسلحة في البلاد، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي “لن يسمح بأن تكون معركة سرت خاضعة للمساومات السياسية”، وفق قوله.
وفي سياق آخر، دعا السراج مجلس النواب إلى إكمال استحقاقاته، وطالب الأجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي بالالتزام بالصلاحيات الممنوحة لها دون أي تجاوز.
وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني: إنهم في المجلس وضعوا خططا وحلولا سريعة لمشاكل المواطن الاقتصادية، وخلال الأسابيع القادمة ستُوفّر جميع احتياجات المواطنين، حسب قوله
وكان المجلس الأعلى للدولة قد دعا، في بيان له الأحد الماضي، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إلى الإسراع في تكليف قوة عسكرية من مناطق مختلفة تكون مهمتها “تحرير مدينة سرت” إلى حين تسمية المجلس الرئاسي المناصب العسكرية والأمنية العليا وفقاً لأحكام الاتفاق السياسي الليبي.
وكان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج قد قال في كلمة إلى الشعب الليبي، مساء أمس، إن المجلس بالتنسيق مع وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني العقيد المهدي البرغثي، بدأ الاتصال بجميع قيادات الأركان والقيادة العامة للجيش وبكل القيادات العسكرية في الشرق والغرب والجنوب، لوضع الترتيبات اللازمة لمباشرة عملية تحرير سرت، وخاصة تحديد المتطلبات المالية والفنية العسكرية، وكذلك إيجاد غرفة مشتركة للعمليات تضمن مشاركة القوات المسلحة الليبية في كافة انحاء البلاد.
هذا وقد وجه رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح انتقادات لاذعة للبيان الصادر عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، واصفه بأنه يضيف مزيدا من الانتهاكات والخروقات الممنهجة للاتفاق السياسي، كما أنه يطعن في عقيدة الجيش الليبي.
وأدان في بيان له الليلة الماضية بأشد العبارات بيان المجلس الرئاسي، حول اعتبار رئيس المجلس الرئاسي (القائد الأعلى للجيش تحت توحيد الجهود لمحاربة داعش). وأضاف البيان “نذكّر المجلس الرئاسي بأنه قفز علي الاستحقاقات الدستورية وأعطي لنفسه صفة وتخويل لا يملكها (القائد الأعلى) ونذكّره بأنه أحد أجسام الاتفاق السياسي وأن كل قراراته وبياناته فاقدة للشرعية الدستورية والقانونية لكون أن الاتفاق السياسي لم يشرعن ولم يضمّن بعد في شكل تعديل دستوري”.
وتابع البيان: المجلس الرئاسي غير مخول بتعيين قيادة عسكرية جديدة وبأن القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية ورئاسة الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية هي موسسات عسكرية نظامية شرعية منبثقة عن مجلس النواب الليبي المنتخب من الإرادة الشعبية الحرة في انتخابات حرة ونزيهة وبأنه مؤسسة عسكرية نظامية تحارب الإرهاب القاعدي والداعشي منذ أكثر من عامين وقدمت التضحيات بالغالي والنفيس من أجل أن تكون ليبيا خالية من الاٍرهاب والتطرف.
وكانت قوات "الصاعقة" الليبية الداعمة للسلطة الشرعية في بنغازي سيطرت الجمعة، على معسكر "القوارشة" ، فيما تحاصر الآن مصنع الأنابيب. بعدما كبدت عناصر تنظيم "داعش" والتشيكلات المسلحة الموالية له خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، واستعادت ثلاث عربات مسلحة وذخائر تركها المقاتلون خلفهم.
وتواصل القوات الخاصة والوحدات العسكرية على المحاور الأخرى في منطقة القوارشة السيطرة على مواقع جديدة. وقال مصدر أمني في غرفة عمليات "مراده زلة" أنه وصل اليوم الجمعة العقيد ركن عبدالله نورالدين إلى منطقة مرادة قادماً من مدينة اجدابيا وبرفقة مجموعة من الضباط وأولى الكتائب المتجه إلى مدينة سرت وكان في استقبالهم آمر سرية مرادة المقاتلة وآمر مجموعة مقاتلة متمركزة في منطقة زلة .
وأكد المصدر أن الرتل التابع للجيش الليبي سيقوم بجولة تفقدية في منطقة مرادة والحقول النفطية المحيطة بها لغرض تأمينها والتمركز بها إلى حين وصول باقي القوات والانطلاق منها إلى بلدة زلة للالتحاق بباقي القوة الموجودة هناك والتحرك منها في الوقت المناسب باتجاه مدينة سرت .
وفي لندن اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الجمعة، إنه لا يرى أي تهديد وشيك لأوروبا من قواعد تنظيم داعش في ليبيا. وبحسب وكالة رويترز فقد أضاف هاموند أنه لا يتوقع أن تطلب الحكومة الليبية قريبا تدخل قوات أجنبية في ليبيا، سواء للتدريب أو لمهام قتالية.
وأكد هاموند أن بلاده لا تستبعد أي تدخل عسكري في ليبيا في حال وجود تهديد يأتي من القواعد الإرهابية في ليبيا.