طهران ـ مهدي موسوي
كشفت "حملة الدفاع عن السجناء السياسيين في إيران" عن أسماء 30 داعية من أهل السنة مهددين بالإعدام الوشيك، وهم من بين 200 سجين من الدعاة وطلبة العلوم الدينية وأغلبهم من الأكراد الإيرانيين، حسب تقرير الحملة.
وقالت الحملة، في بيان عبر موقعها الرسمي، إن 30 سجينا من أهل السنة يواجهون خطر الإعدام في سجن "رجائي شهر" بمدينة كرج، غرب طهران، بتهم" التآمر ضد الأمن القومي" و"الدعاية ضد النظام"، حسب قضاياهم بمحاكم الثورة الإيرانية.
وجاء في التقرير أنه يوجد أكثر من 200 سجين عقائدي من أهل السنة الأكراد، موزعين على سجون كرج وطهران وسنندج وهمدان وكرمانشاه وأرومية وسقز ومهاباد ومريوان. وأكد التقرير أنهم محرومون من حقوقهم الأساسية كباقي السجناء، وتتم معاملتهم بقسوة من قبل سلطات السجن، وفي الكثير من الأحيان يُمنعون من القيام بفرائضهم الدينية.
وأكدت مصادر حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية، أن هؤلاء المعدومين كانوا يمارسون أنشطة مذهبية سلمية من قبيل تنظيم صفوف للدروس الدينية في المساجد السنية في كردستان إيران، إلا أن السلطات نسبت إليهم اغتيال رجل دين سني موال للنظام الإيراني في محافظة كردستان، الأمر الذي نفاه المعدومون.
وبحسب حملة الدفاع عن السجناء السياسيين، فإن هناك المزيد من السجناء متهمون بنفس تهمة اغتيال رجل الدين السني، وقال ذوو بعض السجناء إن أبناءهم كانوا معتقلين لأكثر من 4 سنوات دون البت بقضاياهم أو تقديمهم إلى المحاكمة.
وقال بعض الدعاة إنهم تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد لمدة عام كامل من التحقيق في الزنزانات الانفرادية، بمركز الاستخبارات الإيرانية بمدينة سنندج، مركز محافظة كردستان.
وكشف التقرير أن السجناء تحدثوا عن أبشع أنواع التعذيب خلال رسائل وجهوها لمنظمات حقوق الإنسان ومقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان في إيران، وقالوا إن أساليب التعذيب تنوعت بين "الصعق بالكهرباء بالأعضاء التناسلية والتعليق بالسقف من الكتفين بشكل مقلوب، إلى الضرب المبرح بالأسلاك وحفلات الشواء بالنار".
أما الأساليب الأخرى للتعذيب فكانت "إبقاء المعتقل على العطش لعدة أيام" أو التعذيب النفسي كـ"إذلاله من خلال إجباره على حلق ذقنه" وكذلك "سب وشتم وإهانة معتقدات أهل السنة"، إضافة إلى "تهديد وإرعاب عوائل السجناء".
ويقول النشطاء إن السلطات تمنع أهل السنة من أداء شعائرهم وواجباتهم الدينية بحرية، كمنعهم من بناء مسجد لهم في العاصمة الإيرانية، حيث قامت بلدية طهران وبدعم من قوات الأمن بهدم المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران، في يوليو الماضي، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط السنة.
ومن أبرز الدعاة في سجن رجائي شهر، شهرام أحمدي، المعتقل منذ 7 أعوام بتهم "الترويج ضد النظام عن طريق المشاركة في صفوف عقائدية وسياسية، وبيع بعض الكتب والأقراص المدمجة الدينية"، مع شقيقه حامد الذي أُعدم في مارس 2015 وكان بعمر 17 عاما حين اعتقاله حيث اتهم بعملية اغتيال رجل دين سني مقرب من النظام، برفقة 5 سجناء آخرين.
كما أعدمت السلطات الإيرانية حينها بالإضافة إلى حامد أحمدي، كلا من كمال ملائي وجمشید دهقاني وجهانغیر دهقاني وصديق محمدي وهادي حسيني.