الجزائر – سفيان سي يوسف
تم تشييع جنازة الراحل بوعلام بسايح، وزير الدولة، المستشار الخاص والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الجمعة ، والذي وافته المنية، الخميس، في المستشفى العسكري "عين النعجة"، عن عمر يناهز 86 عامًا إثر مرض عضال.
وجرى تشييع جنازة الفقيد في مربع الشهداء في مقبرة "العالية"، في العاصمة الجزائرية، بحضور مسؤولين بارزين في الدولة، يتقدمهم رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيسي غرفتي البرلمان عبد القادر بن صالح، ومحمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الدستوري، ومراد مدلسي، مدير الديوان في الرئاسة، ونائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، وأعضاء من الطاقم الحكومي، إلى جانب شخصيات سياسية، وعدد من أصدقاء وأقارب المرحوم.
وبعث الرئيس عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى أسرة الفقيد، أكد فيها أن الراحل كان رجلاً عظيمًا، بقدر المهام التي أداها على أحسن وجه، والمهام والمسؤوليات التي قام بها.
وقال رئيس الجمهورية في برقيته: "خرست لعمر الله ألسنتنا، لما تكلم فوقها القدر، وما عساي أن أقول بعد سماعي نبأ انتقال صديقي العزيز ورفيقي في النضال السياسي والدبلوماسي المغفور له بإذنه تعالى وزير الدولة، الممثل الشخصي والمبعوث الخاص، المجاهد بوعلام بسايح، إلى رحمة الله وعفوه، ما عساي أن أقول في ذلك النبع المتدفق بالحكمة والحنكة، بالأدب والفن، بالشعر والذوق الرفيع، بالدبلوماسية المهذبة والسياسية الحكيمة، وبالتجربة الطويلة والخبرة الفائقة، بالوفاء للصديق والإخلاص للوطن، بشمائل حلوة وخصال حميدة، جعلت منه رجلاً عظيمًا عظمة المهام التي أداها على أحسن ما تؤدى المهام ، سفيرًا لبلاده تارة، وعلى رأس دبلوماسيتها مرة، ورئيسًا لمجلسها الدستوري مرة أخرى، ورجل دولة في كل الأحوال".
وأضاف: "فقدت فيه صديقًا عزيزًا طالما استأنست بآرائه، واسترشدت بأفكاره، ونهلت من جميل كتاباته، معجبًا كل الإعجاب بعذوبة أسلوبه، وبلاغة معانيه، والمواضيع التي كان يختارها في التاريخ، وفيما دبج في عالم السينما، مبرزا مآثر رموز الثورة الجزائرية عبر التاريخ".
وتابع رئيس الجمهورية: "وإنه بهذه الفضائل سيظل قدوة للأجيال، وعبرة يتحصنون بها في الحفاظ على العهد إلى الأبد، واليوم تنطفئ فيه تلك الروح الوثابة، وتخمد الحيوية ويخرس اللسان عن البيان، وينطفئ النور عن تلك العينين اللتين لطالما سهرا في التفكير والعمل، ولكنهما بقيتا ثاقبتي النظر، إلى أن غشيهما القدر في آخر العمل".
ويذكر أن "بسايح" من مواليد عام 1930 في محافظة البيض، وهو سياسي وكاتب ومجاهد، وشغل العديد من المناصب السياسية والدبلوماسية، ويعد المسؤول الوحيد في البلاد الذي عمل مع كل رؤساء الجزائر منذ الاستقلال، وإلى أن وافته المنية.