دمشق – خليل حسين
استغلت القوات الحكومية السورية الصراع المحتدم بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" لتسيطر على مساحات جديدة في عمق الغوطة الشرقية في حين أغار الطيران الحربي على عدد من المواقع في حمص وحلب ودير الزور وحماة إدلب وفي غضون ذلك أعلن الجيش السوري عن التوصل اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في ريف دمشق واللاذقية.
وأكد بيان صدر عن قيادة الجيش السوري نشر ظهر اليوم "حفاظا على تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية المتفق عليه يطبق بدأ من الساعة الواحدة صباح يوم /30/ نيسان / أبريل "نظام تهدئة" يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة /24/ ساعة ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة /72/ ساعة، واضاف إن نظام التهدئة يهدف إلى قطع الطريق على بعض المجموعات "الإرهابية" ومن يقف خلفها والتي تسعى جاهدة إلى استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار، وإيجاد الذرائع لاستهداف المدنيين الآمنين، كانت وسائل إعلام نقلت عن مصدر دبلوماسي في جنيف لم تسمه بأن العسكريين الروس والأمريكيين توصلوا إلى اتفاق في إطار "اللجنة الخاصة بوقف القتال" حول "تهدئة" في مناطق اللاذقية وضواحي دمشق اعتبارا من السبت.
وأوضح المصدر الدبلوماسي أن روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما دولتين ترأسان بالتناوب اللجنة الخاصة بوقف القتال في سوريا ستكونان ضامنتين لهذا الاتفاق وتأملان أن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالتهدئة، وفي الغوطة الشرقية قال مصدر ميداني لموقع العرب اليوم إن القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها سيطرت على مساحات واسعة من بلدة الركابية في محور دير العصافير.
واضاف المصدر "تحت غطاء جوي كثيف من الطيران الحربي تقدمت الوحدات المقاتلة في بلدة الركابية وتمكنت من تحرير مساحات كبيرة مستغلة انشغال مسلحي جيش الإسلام وفيلق الرحمن بخلافاتهما الداخلية والاقتتال الدائر بينهما في الغوطة، وفي هذا السياق قالت وسائل إعلام معارضة إن المعارك العنيفة تواصلت في محوري مسرابا وزملكا بين "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" من جانب آخر وسط معلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين فيما سقطت عدة قذائف صاروخية أطلقتها فصائل المعارضة على مناطق في ضاحية الأسد بالقرب من مدينة حرستا.
واختطفت مجموعة من الأشخاص الملثمين قائد المجلس العسكري لمدينة دمشق وريفها، جنوبي سورية الخميس، واقتادوه إلى جهة مجهولة، حيث لم يعرف مصيره بعد، وأصدر المجلس العسكري لدمشق وريفها بيانا قال فيه أن مجموعة من الأشخاص الملثمين مجهولي الهوية قاموا صباح الخميس باختطاف قائد المجلس العسكري لمدينة دمشق وريفها العقيد الطيار الركن عمار النمر من مدينة مسرابا واقتادوه إلى جهة مجهولة مضيفا أنه «نحمل الجهة الخاطفة سلامته ونطالبهم بالإفراج عنه مباشرة»، مؤكداً «تنسيق المجلس العسكري مع جميع ضباط التشكيلات والفصائل في أي عمل عسكري على جبهات الغوطة الشرقية وفي حين وجهت أصابع الاتهام لفيلق الرحمن، الذي قام صباح الجمعة باقتحام مقار ومنازل قياديين في جيش الإسلام بالإضافة لقيامهم باعتقال عدة شخصيات شرعية وطبية وعسكرية كان منها اعتقال الدكتور محمد حشيش عضو مجلس إدارة المكتب الطبي الموحد في منطقة مرج السلطان، وفي أقصى جنوب البلاد تجددت الاشتباكات في محيط سد سحم الجولان بريف درعا الغربي بين الفصائل المعارضة وجبهة النصرة من طرف، ولواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم “داعش” من طرف آخر ما أدى لخسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وناشد سكان منطقة حوض اليرموك الخاضعة لسيطرة "لواء شهداء اليرموك" فك حصار الجيش السوري الحر لمنطقتهم بموافقتها، و"مراعاة" الظروف المعيشية الصعبة التي يُعاني منها معظم سكّان المنطقة.
وطالب أحد وجهاء المنطقة عبر شريطٍ مصوّر بُثَّ على صفحات معارضة في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، محكمة دار العدل بالسماح بدخول المواد الإغاثية والاحتياجات الأساسية والمحروقات للمنطقة، موضّحاً أن أسعار معظم المواد ارتفعت أكثر من 50 بالمئة مؤخرا، وخاصة المحروقات.
وتفرض الحواجز العسكرية التابعة للجيش الحر المنصوبة في بلدتي تسيل وسحم الخاضعتين لسيطرة المعارضة حصاراً على منطقة حوض اليرموك التي تضم قرى وبلدات يزيد عدد سكّانها عن 60 ألف نسمة، وتمنع التجار المحليين من إدخال الغاز والبنزين والمازوت إضافة إلى أصناف عديدة من المواد الأساسية، خشية استعمالها من قبل لواء شهداء اليرموك، كما يُعاني عشرات المزارعين، منذ أكثر من أسبوعين، من صعوبة في إخراج المحاصيل الزراعية من منطقة وادي اليرموك إلى مدن وبلدات درعا، بسبب القيود التي تفرضها حواجز الجيش الحر في محيط المنطقة، وغالباً ما تمنع الأخيرة السيارات الزراعية من الخروج من المنطقة، وأحيانًا تفرض عليهم المرور من طرق وعِرة بين القرى والبلدات بالريف الغربي. ويُذكر أن الجيش الحر يحاول منذ حوالي أسبوعين التقدم نحو قرى وبلدات تخضع لسيطرة لواء شهداء اليرموك بريف درعا الغربي، إلا أن مواجهة اللواء وكمائنه والمراصد الليلة، حالت دون ذلك حتى الآن، وفي حمص قال مصدر عسكري سوري إن الطيران الحرب أغار ظهر اليوم على مقرات لتنظيم "داعش" في محيطة المحطة الثالثة ومحطة أرك النفطية ودمر اثنين من المقرات الرئيسية.
وتصدى تنظيم "داعش" لمحاولة القوات الحكومية التقدم باتجاه منطقة آراك التي تحوي حقل غاز، ومحطة القطار الثالثة، قرب مدينة تدمر الخاضعة لسيطرتها بريف حمص الشرقي، وسط استهداف الطيران الحربي نقاط التنظيم في محيط المواجهات، وسيطر التنظيم الخميس، على جبل المزار وثلاث نقاط أخرى شمال غرب المدينة، ودمر عربة "شيلكا" للقوات الحكومية وقتل طاقمها عبر استهدافها بصاروخ موجه قرب مطار تدمر، وسط مواجهات عنيفة تدور بين الطرفين في محيط المدينة منذ أسبوع.
وذكرت صفحات موالية للحكومة في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن أهالي حي الزهراء الخاضع لسيطرة القوات الحكومية في مدينة حمص، شيعوا 19 قتيلا "مجهولي الهوية" عثر عليهم في مدينة تدمر بعد سيطرة القوات الحكومية عليها، حيث تم دفنهم في مقبرة الفردوس بالحي، وفي حماة قال مصدر أمني لموقع "العرب اليوم" إن القوات الحكومية مدعومة بمسلحين من "كتائب البعث" التابعة لحزب البعث الحاكم في سوريا تمكنت من السيطرة على قريتي العمية والعلية بريف سلمية الشرقي.
واعتبر المصدر ان هذه التقدم والسيطرة سيساعد في قطع طرق التهريب إلى مناطق سيطرة المعارضة وتأمين قسم من الطريق الدولي الواصل بين الشيخ هلال والسعن من زرع العبوات الناسفة إضافة إلى تثبيت نقاط متقدمة تسهل عمليات التقدم والسيطرة على العديد من القرى في الفترة المقبلة"، وقالت مصادر المعارضة أن مدفعية القوات الحكومية قصفت قرية سكيك بريف حماة الشمالي دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، عقبه قصف من قبل الطيران المروحي لأماكن في القرية، في حين استهدفت طائرات حربية مناطق في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي ما أدى لسقوط جرحى ومعلومات أولية عن مقتل شخصين اثنين، وفي حلب تواصلت الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة ما ادى إلى سقوط المزيد من القتلى حيث قال مصدر في قيادة شرطة حلب إن حصيلة ضحايا اليوم بلغت حتى ظهر اليوم بلغت 16 قتيلا وأكثر من 30 جريحا بسبب سقوط قذائف على أحياء خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وأوضحت وسائل إعلام معارضة أن الطيران الحربي السوري أغار على عدد من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة مؤكدة سقوط 20قتيلا على الأقل خلال القصف، واصيب اصابة 9 مدنيين بينهم 5 أطفال بجروح، جراء قصف مجموعات المعارضة المسلحة بعدد من القذائف الصاروخية قرى "قسطل جندو، بافلونة وقطمة" في ريف عفرين ذات الأغلبية الكردية.
وأصدرت قيادة وحدات الحماية الكردية بيانا علقت فيه على التجول بجثث نحو 50 مقاتلاً من المعارضة ممن قضوا خلال هجومهم على منطقتي عين دقنة والبيلونة بريف حلب الشمالي واشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية في مدينة عفرين قالت فيه ”أقدم بعض العناصر من وحداتنا الأربعاء ٢٨/٤/٢٠١٦ ممن استشهد لهم اخوة واقرباء في حي الشيخ مقصود وكردة فعل غير مدروسة بنقل جثث القتلى الذين قضوا في اشتباكات عين دقنة وبلدة ارفاد عبر الشارع الرئيسي بمقاطعة عفرين باستخدام شاحنة نقل، ونحن في القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بمقاطعة عفرين نؤكد ان هذا العمل تصرف فردي ولا يمت للرسالة الانسانية التي تسعى وحداتنا جاهدة لنشرها، كما ان هذا العمل لا يتماشى مع قيمنا الاخلاقية والثورية ونؤكد ان من قام بهذا التصرف سيكون موضع محاسبة، معاهدين بمواصلة نشر الأمن والسلام في المنطقة، ولن نسمح بتكرار هكذا حوادث مرة اخرى”، وفي الحسكة افادت مواقع كردية بان طفلان من حي الآشورية في مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي أصيبوا برصاص الجيش التركي إصابة أحدهما خطرة.
وأفاد مصدر محلي لموقع "العرب اليوم" عن وصول تعزيزات لقوات "سورية الديمقراطية" المتمركزة جنوب مدينة الحسكة وتحديدا مدينة الشدادي / اسلحة وقوة بشرية/ غالبيتها تابعة لوحدات الحماية الكردية استعدادا لإطلاق حملة عسكرية جديدة للسيطرة على ناحية مركدا 100 كم جنوب مدينة الحسكة باتجاه محافظة دير الزور.
وتلقت قوات "سورية الديمقراطية" خلال الفترة القليلة الماضية خسائر في صفوفها نتيجة الهجمات المتكررة لتنظيم "داعش" المتحصن في مركدا مستفيدا من جغرافية المنطقة كثيرة التضاريس واجبار "قسد" على التراجع عن عدة مواقع سيطروا عليها بوقت سابق كقرية الدشيشة.
وربط المصدر التعزيزات الآتية بالحديث عن عمل عسكري لقوات "سورية الديمقراطية" للسيطرة على محافظة الرقة بدعم جوي من طيران التحالف الامريكي معتبرا أن ما يؤكد اقتراب موعد العملية العسكرية على محافظة الرقة وصول الدفعة الاولى من العناصر الامريكية يوم امس الى مطار رميلان الذين تم نقلهم بعشر سيارات نوع تويوتا "جيب" لون ابيض تحمل لوحات عراقية ومن ثم تم نقلهم الى ناحية عين عيسى التابعة لمحافظة الرقة اداريا، وفي اللاذقية قال مصدر ميداني لموقع "المغرب اليوم" إن القوات الحكومية سيطرت على جبل الزويقات وتلة 1145 في الريف الشمالي بعد القضاء على العديد من مسلحي "جبهة النصرة" مبينا أن الجبل اهم النقاط في المنطقة ومن خلالها يمكن السيطرة على على كباني والإشراف على الناجية وبداما حتى جسر الشغور.
وأكدت وكالة سبوتنيك الروسية أن "نظام التهدئة" سيبدأ اعتبارا من الساعة 00:00 من ليل 29/30 أبريل/نيسان في اللاذقية وريف دمشق ولن يشمل حلب التي تشهد منذ نحو أسبوع معارك دامية واشتباكات عنيفة راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 200 قتيل كما انه لن يشمل المواجهة مع "داعش" و"النصرة" والتنظيمات المرنبطة بهما بالاشارة الى تنظيمي أحرار الشام وجيش الأسلام، وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف "ألكسي بورودافكين" أن الجيش السوري بدعم من سلاح الجو الروسي يخطّط للهجوم باتجاه دير الزور والرقة.
وذكر "بورودافكين" الجمعة بأن الهدنة لا تشمل تنظيمي "داعش" و"النصرة" وغيرهما من المجموعات المتطرفة، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي على ضرورة محاربة المتطرفين، وقال بورودافكين "هكذا تعمل القوات المسلحة السورية بدعم من القوات الجوية الروسية، ونتيجة هذا العمل تم تحرير تدمر، والآن يجري الإعداد لعمليات هجومية باتجاه دير الزور والرقة، و ضد مجموعات مثل "النصرة" تدور المعارك في حلب وبعض الأماكن الأخرى".
وأشار "بورودافكين "إلى تقدم معين في فصل فصائل المعارضة المسلحة عن "جبهة النصرة" وانضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية في سورية، مؤكّدًا أن الهدنة يجري الالتزام بها بشكل عام، ولكن توجد قوى تستفز انتهاكها عمدا، وموسكو لم تحصل على تأكيد انضمام "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" إلى نظام وقف إطلاق النار.وتقدّمت روسيا بطلب ضم التنظيمين المرتبطين بـ"النصرة" و"داعش" إلى قائمة مجلس الأمن الدولي للمنظمات المتطرفة، وقال بورودافكين "إذا كان "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" يريدان البحث جديا عن تسوية سياسية للنزاع في سورية فيجب أن يغيرا مواقفهما راديكاليا"، مشيرًا الى أن موسكو تنتظر إجراء جولة جديدة من المفاوضات السورية السورية بمشاركة الأكراد السوريين، يجري خلالها حوار مباشر بين الوفود المشاركة.