الجزائر – سفيان سي يوسف
التزمت الحكومة الجزائرية ونظيرتها النيجرية بتعزيز التعاون الأمني المشترك لتأمين الحدود المشتركة في ظل التهديدات الأمنية في محيطهما الإقليمي، لاسيما في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة في الفترة الأخيرة والتي باتت تهدد أمن واستقرار البلدين الذين يتقاسمان حدودا برية على مسافة 1000 كلم.
وقال مصدر أمني جزائري لـــ"المغرب اليوم"، إن البلدين اتفقا على تشكيل لجنة خبراء عسكرية مشتركة من أجل بحث توقيع اتفاقية أمنية طويلة الأمد بين البلدين، وذلك خلال الزيارة الأخيرة لرئيس دبلوماسية النيجر للجزائر، مضيفا أن التعاون الأمني سيشمل حدود البلدين خاصة على مستوى منطقتي تمنراست وإيليزي في الجزائر، ومنطقة طاهوة واغاديز بالنيجر.
وقال وزير الخارجية النيجيري، إبراهيم ياكوبو الذي يزور الجزائر، الأربعاء، "إننا مرتاحون لنوعية التعاون القائم بين النيجر والجزائر سيما على الصعيد الأمني"، مضيفا "لدينا مع الجزائر مسؤوليات الجوار ونحن نأمل في تحملها خاصة في المجال الأمني وفي هذا السياق نعتبر التعاون مثاليا بيننا". وأشار المتحدث إلى أن "الجزائر تقوم بالكثير مع النيجر في إطار تسيير المسائل الأمنية"، مضيفا أن البلدين اتفقا في هذا الصدد "على تعميق هذه العلاقة من أجل مواجهة التحديات والرهانات"، وتابع قوله أن العلاقات الثنائية التي تزيد عن خمسين سنة "ذات نوعية جيدة وهي تتعزز أكثر"، معربا عن ارتياحه لكون البلدين يتوفران على "قاعدة سياسية بفضل إرادة رئيسيهما".
وأبرز الوزير النيجيري من جانب آخر أن التعاون الثنائي قد عرف تطورا سواء على المستوى السياسي من خلال "مواقف منسجمة" أو في مجالي التكوين والتعليم العالي، حيث قال أن ذلك التقدم من شأنه كذلك أن يتوسع إلى المجال الاقتصادي سيما من حيث المبادلات التجارية التي يجب أن تكون في مستوى إمكانيات البلدين.
وأكد وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، على ضرورة أن تتميز العلاقات بين الجزائر والنيجر "بطابع الأخوية والصداقة وحسن الجوار والتعاون"، مضيفا أن "كل واحدة من تلك الكلمات القوية تنعكس في علاقاتنا بإجراءات ملموسة وتقدم و انجازات معتبرة". وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية إننا" "تمسك بلدينا بعدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستقلال قد شكل العنصر الأساسي لعملنا على مستوى القارة الإفريقية من أجل وقاية عدد معين من البلدان من التفكك والانقسام". لقد عملنا معا -يضيف لعمامرة- على تجسيد كل ذلك وباستطاعتنا الارتياح لما استطعنا على الدوام تقديمه من مساهمات معتبرة لتسوية المشاكل على الصعيد القاري.
وأشار في ذات السياق إلى أن "المشاركة الأخيرة للنيجر في فريق الوساطة الدولية من اجل مالي كانت معتبرة"، مضيفا "لقد استطعنا معا مساعدة إخواننا وجيراننا الماليين على تجاوز ظرف صعب والانفتاح على آفاق جديدة". وأكد انه "علاوة على مسالة الأمن التي تظل تشكل انشغالا كبيرا يدفعنا إلى الحصول على الإمكانيات لتحمل مسؤولياتنا المشتركة بشكل منسق ومنسجم لدينا كذلك الأولويات التنموية"، التي قال بشأنها أنه "ينبغي علينا التوصل إلى الإنتاج معا والازدهار معا واستهلاك المواد التي ينتجها اقتصادينا"، داعيا إلى "الانتقال إلى السرعة الأكبر وعلى المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين أن يطوروا شراكة منتجة للثروات".