باريس - مارينا منصف
تسلمت فرنسـا من بلجيكـا المدعو صلاح عبد السلام الناجي الوحيد المشارك بشكل مباشر في هجمات باريس والتي كانت قد وقعت في تشرين الثاني / نوفمبر2015، وفق ما ذكر الادعاء العام في كلا البلدين أمس الأربعاء. وكان عبد السلام تلقى في وقتٍ لاحق إتهامات في المحكمة الفرنسية بالقتل المرتبط بالإرهاب والاشتراك في مؤامرة إرهابية وحيازة أسلحة ومتفجرات، كما أعلن مكتب المدعي العام في باريس.
و يعتقد أيضا أن عبد السلام كان على صلة في الهجمات التي وقعت في بروكسل الشهر الماضي موضوع مذكرة إعتقال أوروبية، مما يؤدي إلى تبسيط عملية التسليم بين دول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح مكتب المدعي الفيدرالي البلجيكي في بيانٍ له بأن تسليم صلاح عبد السلام إلي السلطات الفرنسية صباح الأربعاء قد جاء في إطار الهجمات التي تعرضت لها باريس في 13 تشرين الثاني / نوفمبر من عام 2015. فيما ذكر بيان مكتب المدعي العام في باريس بأن عبد السلام قد وصل إلى الأراضي الفرنسية في 05 : 9 صباحاً، إلا أنه لم يحدد كيف أو من أين أقتيد إلى السلطات الفرنسية من سجن شديد الحراسة حيث كان قد اعتقل في بيفرين، البلجيكية.
وقال وزير العدل الفرنسي جان جاك أورفوا بعد عقد اجتماع لمجلس الوزراء بأن عبد السلام سوف يتم احتجازه في زنزانة إنفرادية داخل سجن في منطقة باريس، على أن تعين حراسة من قبل فريق متخصص في الاعتقال لهؤلاء الأشخاص شديدي الخطورة.
ويعتقد بأن عبد السلام كان أحد عناصر الفريق من تنظيم "داعش" المكون من 10 أشخاص، والذين قاموا بتنفيذ سلسلة من عمليات إطلاق النار والتفجير الإنتحاري في باريس وضاحية "سان دوني" الشمالية مساء 13 من تشرين الثاني / نوفمبر مما أدى إلى مقتل 130 شخصا وإصابة ما يزيد عن 400 آخرين.
وأقام عبد السلام وهو المواطن الفرنسي من أصول مغربية والبالغ من العمر 26 عاماً في بلجيكـا، وقد لاذ بالفرار من باريس، وإتجه إلى بروكسل في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، التالي لوقوع الهجمات. ومنذ ذلك الوقت، فقد أصبح هدفاً طوال أربعة أشهر من المطاردة الدولية، قبل أن يتم إعتقاله في 18 من آذار / مارس في حي "مولنبيك" في بروكسل حيث مسقط رأسه والذي يقع فيه الحانة التي كان يديرها مع شقيقه إبراهيم، الذي فجر حزاماً ناسفاً داخل مقهى، وسط العاصمة باريس في 13 من تشرين الثاني / نوفمبر.
وتوصل المحققون من فرنسا وبلجيكـا إلى الأدلة التي تشير بأن عبد السلام كان متورطًا بشدة في التحضير لهجمات باريس، حيث قام باستئجار سيارات ومنزل واحد على الأقل إضافةً إلى شراء المواد المستخدمة في التفجيرات والقيادة عبر أوروبا لاصطحاب مشتبه بهم آخرين. إلا أن الدور بالتحديد الذي تم تكليف عبد السلام به مساء يوم الهجمات يبقى غير واضح، فيما شكك الخبراء في مدى أهمية عبد السلام بالنسبة للمحققين في فرنسا، على الرغم من الارتياح الذي عبرت عنه السلطات الفرنسية وعائلات الضحايا في مثول أحد المشاركين في الهجمات أمام المحكمة.
ويشتبه في قيام عبد السلام باصطحاب 3 مفجرين إنتحاريين إلى ملعب فرنسـا لكرة القدم في سان دوني . فيما لا يزال المحققون يحاولون تحديد ما إذا كان ينوي تنفيذ هجوم آخر. وأخبر عبد السلام المحققين بعد فترة قصيرة من إلقاء القبض عليه بأنه لم يدعم استهداف ملعب فرنسا بالتفجيرات الإنتحارية، بينما صرح المحامي الجنائي الفرنسي فرانك بيرتون الثلاثاء عقب لقائه عبد السلام في السجن بأنه سوف يدافع عن المشتبه به في فرنسـا، مؤكداً لقناة BFM TV الإخبارية الأربعاء بأن موكله لن يبقى هادئاً.
وفي لقاء مع صحيفة Libération الفرنسية، قال سفين ماري وهو المحامي الخاص لعبد السلام في بلجيكـا بأن موكله يعد مجرما ضيق الأفق والذي يتبع ولا يقود. وصرح ماري للصحيفة بأنه كافح من أجل كسب ثقة عبد السلام ولا يزال من غير الواضح كونه متطرفاً، مشيراً إلى أنه حينما سأله عن ما إذا كان قد قرأ القرآن، فقد أجاب بأنه قرأ تفسيراته على الإنترنت.
كما يشتبه أيضاً في علاقة عبد السلام بالتفجيرات الإنتحارية التي تعرض لها مطار بروكسل ومحطة مترو الأنفاق في العاصمة البلجيكية في 22 من آذار / مارس وراح ضحيتها 32 شخصاً. حيث يعتقد بأن هذه الهجمات قام بتنفيذها عناصر من الشبكة التي دبرت مذبحة باريس. ولكن عبد السلام الذي تم إلقاء القبض عليه قبل 4 أيام من الهجمات في بروكسل، وأنكر علمه المسبق في المؤامرة