لندن - سليم كرم
كشفت جريدة ديلي ميل أن طالب الطب البريطاني "أحمد خضر" (24 عامًا) الذي ظهر في فيديو دعائي لـ"داعش" وحث المسعفين المسلمين على الانضمام إليه في سورية اعتاد على شرب الكحول وتعاطي المخدرات خلال أيام دراسته، وحصلت الجريدة على صورة توضح احتفال خضر مع زملائه بنتائج الامتحانات بتناول البيرة في أغسطس/ آب 2009، وأشار أصدقاء خضر في المدرسة إلى أنه كان جزء من نادي القتال المحظور في مدرسة وايت غيفت في كرويدون حيث كان الطلاب يتشاجرون في استراحة الغداء قبل حظر المجموعة، وكان أحمد خضر واحد من تسعة طلاب طب بريطانيين تركوا دراستهم في السودان وسافروا إلى سورية في مارس/ آذار 2015، ويُعتقد أن خضر الذي لقب نفسه بأبو عامر المهاجر يعمل في المستشفيات في الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش في دير الزور في سورية.
واعتاد أحمد على لعب الرجبي في المدرسة وحظى بشعبية بين أقرانه، ولم يكن خضر جزء من المشاكل في المدرسة إلا حينما تم احتجازه بواسطة مدير المدرسة لتورطه في نادي القتال المحظور، وكان خضر واحد من مجموعة الطلاب الذين ينافسون بعضهم البعض أثناء استراحة الغداء ممن يقلدون نادي الشجار في فيلم هوليود "نادي القتال" عام 1999، وأشار زميل سابق إلى ضرب أحد الطلاب في إحدى المباريات في نادي القتال وعوقبت المجموعة لاحقا من قبل المدرسة لتورطهم في الأمر، وأضاف مصدر أراد عدم ذكر اسمه " قاتل خضر نفسه وفاز في إحدى المباريات وأعطاه مدير المدرسة احتجاز بسبب دوره في المجموعة".
وحاول طالب أخر التقليل من أهمية النادي زاعما أنه يضم خضر الذي يعمل والده طبيبا ومجموعة صغيرة من الطلاب الذين يعبثون فقط بقفازات الملاكمة، وأوضح زملاء خضر أنه كان شخص مرح واجتماعي وكان يحصل على امتياز في شهادة الثانوية العامة، وقاده تفوقه الأكاديمي للحصول على عرض لقراءة الطب في كينغز كوليدغ لندن، لكنه فقد مستواه وانتقل إلى السودان لدراسة الطب في جامعة العلوم الطبية والتكنولوجية بالقرب من الخرطوم، ويذكر أن خضر لديه أصل سوداني ودرس باجتهاد في الفترة التي قضاها في الجامعة الخاصة وحافظ على تواصله مع أصدقائه مرة أخرى في بريطانيا.
وأضاف أحد أصدقائه القدامى " ظل على تواصل مع أصدقائه في بريطانيا خلال السنة الأولى من عمله في السودان وكان يزورهم عندما يأتي"، ويبدو أن خضر انجذب إلى داعش من خلال مجموعة دينية يديرها الطلاب في الجامعة، وكان محمد فخري القيادي في جمعية الثقافة الإسلامية يستخدم المجموعة لتجنيد الطلاب للسفر إلى سورية، وسافر فخري من تيسايد إلى سورية عام 2014 قبل أن يشجع ما لا يقل عن 17 طالبًا أخر من البريطانيين السودانيين بما في ذلك أحمد خضر للانضمام إلى داعش، ومنذ ذلك الحين أغلقت جمعية الثقافة الإسلامية التي تأسست عام 2006، وأفاد صديق قديم أنه في حيرة من انتهاء الحال بخضر إلى الانضمام إلى داعش.
وأشار المصدر إلى أنه رأي علامات قليلة على اتجاه خضر إلى التطرف لكنه أصبح أكثر اهتماما بالسياسة العالمية في الجامعة، مضيفا " أصبح خضر مهتما بمجال السياسة قليلا من خلال المقالات التي ينشرها على الـ"فيسبوك" لكنه لم ينشر شئ متطرف"، وأكدت التقارير انتقال خضر وشقيقته ندى بين مجموعة الطلاب إلى سورية عندما ظهر خضر في شريط دعائي لـ"داعش"، حيث ظهر خضر حليق اللحية جاليًا أمام مكتب فارغ كبير ومتفاخرا بالمرافق الطبية في محافظة دير الزور السورية، وصرح أنه يتحدث نيابة عن الأطباء والمجلس الطبي هنا في ولاية الخير في دير الزور.
وتابع خضر " أبعث بتحياتي من الدولة الإسلامية إلى جميع إخوتي وأخواتي الأعزاء داخل الدولة الإسلامية وخارجها، وهناك في الواقع خدمة طبية جيدة حقا هنا العديد من المستشفيات والكثير من الخدمات المقدمة، وأناشد من يتمنوا أن يصبحوا مجندين القافلة تغادر وأمل أن أراكم جميعا هنا وجميع الأطباء يساعدون، وعلى كل شخص أن يسأل نفسه أين يريد أن يقف أمام الله؟"، وذكر صديق سابق لخضر أنه كان شخص له شعبية فيما وصفه أحد الأصدقاء بأنه أسطورة، مضيفا " كان شخص معروف داخل وخارج المدرسة وكان شخص تحب رفقته".
ويعتقد أن خضر وشقيقته ندى سافرا إلى سورية عبر تركيا مع سبعة طلاب طب آخرين من الجامعة في السودان، وكان الطلاب البريطانيين الأخرين هم محمد بدري ولينا عبد القادر وتسنين حسين وروان كمال زين العابدين ولوجين أبو صبا وتامر أحمد أبو صبا وهشام الشيخ من نوتنغهام، ويلاحظ على موقع الجامعة أن هشام الشيخ هو الطالب المتميز في العام لإنجازاته الأكاديمية، ويعتبر الكندي اسماعيل حمدون والأميركي محمد مليح ضمن المجموعة أيضا، وهناك مجموعة أخرى من طلاب نفس الجامعة بينهم شقيقان بريطانيان من ليستر سيتي قاموا بنفس الرحلة للانضمام إلى داعش في سورية الصيف الماضي، ويعتقد أن محمد وإبراهيم أجيد ضمن المجموعة الثانية ومعهم طالب من إيرلندا الشمالية.