الناظور- كمال لمريني
أعادت فرقة الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الإقليمية للأمن بالناظور، الخميس 26 أيار/مايو الجاري، إعادة تمثيل جريمة القتل التي راح ضحيتها سائق التاكسي الصغيرة (ف.ع)، الاثنين الماضي، في منطقة "اربوز" في حي أولاد بوطيب، وسط حضور امني مكثف، وحشد غفير من المواطنين.
وقامت المصالح الأمنية بإنزال الجناة الثلاثة ملثمين من سيارة الأمن "صطافيت" وإركابهما في سيارة الأجرة، حيث كشفا عن تفاصيل الجريمة، فيما هتف المواطنون بشعارات تدعوا إلى إصدار عقوبة الإعدام في حق مقترفي الفعل الجرمي.
وعاين مراسل "المغرب اليوم" الذي كان متواجدا في مسرح الجريمة، هجوم المئات من المواطنين على الجناة بغية التعرف على وجوههم، الشيء الذي دفع مصالح الأمن إلى إعادة إركاب الجناة في سيارة "صطافيت" واقتيادهم إلى مقر الشرطة القضائية لإنهاء مسطرة البحث والتحقيق، في انتظار تقديمهم إلى العدالة من اجل المنسوب إليهم.
وذكر مصدر أمني في تصريحه إلى "المغرب اليوم"، أن المواطنين الذي حجوا إلى مسرح الجريمة قدر عددهم بما يزيد عن 4000 شخصا، معتبرا الأمر سابقة من نوعها.
ونجحت فرقة الشرطة القضائية في المنطقة الإقليمية للأمن في الناظور، أمس الأربعاء، من فك لغز الجريمة، بعدما أوقفت 3 أشخاص يشتبه في ارتكابهم لجريمة القتل.
وأسفرت التحريات والأبحاث التي باشرتها فرقة الشرطة القضائية في الموضوع، إلى الوصول إلى الجناة بناء على روايات الشهود والاعترافات التي أدلو بها، حيث أكدوا على أن الضحية أوصل سيدتين تشتغلان نادلتان في الأعراس إلى منطقة "اربوز" في حي أولاد بوطيب "الفوقاني"، وأنه أثناء نزولهما من التاكسي اعترضا سبيلهما الجناة مدججين بالأسلحة البيضاء.
وكشف الشهود، أن الجناة قاموا بتفتيش السيدتين من أجل سرقة ما في حوزتهما، وفي الوقت الذي تبين أنهم لا يتوفرن على أي أغراض ثمينة أخلو سبيلهما، ليقوموا فيما بعد بتفتيش سائق التاكسي الذي رفض الانصياع لأوامرهما، الشيء الذي جعل عملية السرقة تتطور إلى جريمة قتل، حيث وجه له أحدهم 13 طعنة قاتلة بواسطة سكين أسقطته الأرض.
وقادت تحقيقات فرقة الشرطة القضائية إلى توقيف أحد المشتبه فيهما والبالغ (24 عاما)، الثلاثاء الماضي، والذي تبين أثناء إستنطاقه أنه مهاجر في أوروبا عاد إلى أرض الوطن للإنخراط في العمل الإجرامي، فيما نجحت في حدود الساعة الحدية عشر ليلا من نفس اليوم من توقيف المشتبه في الثاني في حي إشوماي في الناظور.
وكشفت نتائج التحقيق مع الموقوفين أنهما من ذوي السوابق القضائية، فيما أكدت التحريات الميدانية، مدعومة بالخبرات التقنية، تورطهما في إرتكاب عمليتي سرقة بالعنف في حق سائقين لسيارات الأجرة، فضلا عن الاشتباه في ضلوعهما في إرتكاب جريمة القتل العمد المقرونة بالسرقة.
وعثرت عناصر الشرطة القضائية بحوزة أحد المشتبه فيهما على جزء من المسروقات، عبارة عن هاتف محمول مملوك لأحد الضحايا.
وأفلحت فرقة الشرطة القضائية، بناء على تحرياتها وأبحاثها، أمس الأربعاء، في توقيف المشتبه فيه الرئيسي داخل منزل جدته في مدينة بني أنصار، حيث كان مختبئا منذ إرتكابه للجريمة، وانه أثناء إخضاع لعملية البحث والتحقيق اعترف بكل المنسوب إليه، ودل مصالح الأمن على مكان أداة الجريمة، الشيء الذي جعلها تقتاده إلى حي "بويزرزارن" حيث عثرت في إحدى الأودية المهجورة على سكين وسيف كانت تستعمله العصابة في أعمالها الإجرامية.