تونس-حياة الغانمي
دشنّ تنظيم "داعش" العديد من المعسكرات للتدريب والقتال الخاصة بالأطفال المجندين، وأطلقوا عليها مسمى "أشبال العز" أو "معسكرات طيور الجنة"، لتضم الآلاف من الضحايا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و14 عامًا، يتم استخدامهم في النزاعات المسلحة في مناطق التوتر حول العالم، معظمهم ضحايا لعائلاتهم وكثير منهم تم اختطافه أو ضربه أو تغريره وحتى شراؤه لاستغلاله لاحقًا.
وبعد استغلال المختلين عقليًا على غرار ما كان يحدث في العراق من تفجيرات للسيارات المفخخة، وتم اكتشاف أن منفذيها أشخاص لا يملكون قرارهم بسبب إصابتهم بالأمراض العقلية، توجهت الأنظار إلى الأطفال فتم استقطابهم من أجل تدريبهم وتكوينهم وتعليمهم القتال والتجسس وتلقينهم فكر التطرف الذي تسير عليه تلك الجماعات الإرهابية. ويتم تجنيد الأطفال ليكونوا لاحقًا قيادات يمكن الوثوق بها. وتستغل التنظيمات الأطفال في حمل المتاع والطهي أو استخدامهم جواسيس، كما يتم إجبارهم على حضور جرائم قطع الرؤوس ورجم النساء بغرض إنشاء جيل جديد يتغذى على العنف والإرهاب. بينما تستغل الفتيات جنسيًا فيما عرف بجهاد النكاح.
وطالت ظاهرة استغلال الأطفال من قبّل التنظيمات والجماعات الإرهابية في تونس، فوجدنا أطفالًا صغارًا صلب ما يعرف بكتيبة عقبة ابن نافع، حيث تم تنزيل مقاطع فيديو تثبت اعتماد هؤلاء على الأطفال وتشريكهم في معاركهم الظالمة ضد رجال الأمن والجيش وغيرهم من المواطنين التونسيين. وتم إلقاء القبض على الأطفال الذين تم توريطهم في قضايا إرهابية عبر مشاركتهم وانتماءهم للجماعات المتطرفة التي تفجر وتقتل وتذبح.
وأكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية سفيان السليطي، إحالة الأطفال المقبوض عليهم إلى التحقيق باعتباره وجوبي في قضايا الإرهاب، وصدّرت في حقهم بطاقات إيداع بعد أن ثبت أن دورهم أساسي في عدة قضايا إرهابية، مشيرًا إلى أن الأطفال الذين تم التحقيق معهم في قضايا إرهابية تراوحت أعمارهم بين 14 و16 عامًا، وأضاف "أنه يتم إيداعهم بالإصلاحيات، وأن التحقيق مع هؤلاء يكون عن طريق قضاة مختصون في قضايا الأطفال، ومن الصعب إحصاء عدد الأطفال الذين تم استغلالهم من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية".
وحسب أرقام وزارة الداخلية فإن الجماعات المتطرفة استخدمت حوالي 290 طفلًا تونسيًا خلال العام الماضي ضمن جهازها الاستخباراتي واللوجيستي والإعلامي فضلًا عن استغلالهم كدروع بشرية أثناء المواجهات مع وحدات الأمن. وأعلنت وزارة الداخلية عن نجاح الوحدات الأمنية في القبض على طفل حامل لإعاقة ويبلغ من العمر الـ14 عامًا في منطقة سبيطلة التابعة لولاية القصرين أثناء قيامه بعملية رصد لمركز شرطة في الجهة. وتم إلقاء القبض على طفلة تبلغ من العمر 15 عامًا ضمن خلية خططت لاستهداف وزارة الداخلية إلى جانب الطفلة التي كانت من بين المشرفين على الجناح الإعلامي لكتيبة عقبة بن نافع المتحصنة بجبل الشعانبي. ووفق تحقيقات وزارة الداخلية واستنطاق عدد من العناصر المتطرفة التي تم القبض عليها، فإن الجماعات المتطرفة عمدت إلى استغلال الأطفال في عمليات رصد الأمنيين والعسكريين والإعلاميين والشخصيات السياسية المستهدفة من خلال تردّدهم على المقرات القضائية والأمنية وبعض المقاهي لتحديد تحركاتهم بكل تفاصيلها اليومية.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" من تزايد عمليات تجنيد الأطفال من قبل التنظيمات المتطرفة وإجبارهم على المشاركة في عمليات القتل الوحشية أو مشاهدتها على الأقل. وذكر موقع المنظمة في بيان كان قد نشره على موقعه أنه "تم تجنيد عشرات آلاف الأطفال من قبل المجموعات المسلحة في الصراعات الدائرة في أكثر من 20 دولة حول العالم ويقع الكثير منهم ضحايا لأحداث غاية في الوحشية أو يشهدون مثل هذه الأفعال أو يجبرون على المشاركة فيها". وأوضح البيان أن تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق يوسع عمليات تجنيد الأطفال بشكل كبير حيث يعمد إرهابيوه لإخضاع أطفال في سن الـ 12 للتدريب العسكري ويتم استخدامهم كمخبرين وحراس لنقاط التفتيش والمواقع الاستراتيجية كما يتم إجبارهم أحيانًا على العمل كانتحاريين ومنفذين لعمليات الإعدام.