دمشق – خليل حسين
رفض مسلحو مدينة "جيرود" في ريف دمشق وساطة روسية لتوقيع هدنة مع القوات الحكومية السورية التي قتل 22 من عناصرها في هجوم عنيف لتنظيم "داعش" على حقل حيان النفطي بريف تدمر، بينما حاولت القوات الحكومة مدعومة بمسلحين تابعين لحزب "البعث" الحاكم مواقع المعارضة المسلحة في منطقة الصراف بريف اللاذقية تحت غطاء من الطيران الحربي السوري الذي امتدت غاراته لتطال مناطق في حلب وإدلب ودير الزور والرستن.
ففي ريف دمشق اشترط أهالي مدينة جيرود الإفراج عن 280 معتقلا وتسوية أوضاع ما يقارب 300 مطلوب من المدينة وتسهيل الدخول عبر الحواجز ودخول المساعدات الإنسانية إلى داخل المدينة قبل التوقيع على هدنة مع القوات الحكومية السورية.
وذكر مصدر محلي من المدينة لموقع "المغرب اليوم" إن هذه المطالب تم تقديمها إلى وفد عسكري روسي زار المدينة بغية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع القوات الحكومية مبينا أن رئيس الوفد الروسي العقيد يوري زرايف اعتذر عن تنفيذ المطالب لأنه "مجرد وسيط ويجب عرض المطالب على الحكومة السورية والجهات الأمنية"، بحسب تعبيره.
وأوضح المصدر أنه تم خلال زيارة الوفد الروسي توزيع 800 سلة غذائية على الأهالي على أمل أن تكون بادرة حسن نية لتوقيع الهدنة في وقت لاحق.
وفي مدينة الزبداني التي تخضع لهدنة المدن الأربع الموقعة برعاية تركية إيرانية، قصفت القوات الحكومية ومقاتلو "حزب الله" مواقع متفرقة من المدينة، ما اسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، بينما تحدث مصدر في بلدة الكسوة عن إصابة شخص جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته. وفي جنوب البلاد تعرضت مناطق في أطراف بلدة كفرناسج بريف درعا الشمالي الغربي، لقصف من قبل القوات الحكومية، دون أنباء عن إصابات.
وفي ريف حمص أقرَّ مصدر ميداني سوري في تصريح لموقع "العرب اليوم" بمقتل 22 عنصرا من القوات الحكومية خلال الهجوم العنيف الذي شنه تنظيم "داعش" على مواقع عسكرية في محيط حقل حيان النفطي القريب من حقل الشاعر النفطي.
وذكر المصدر أن القوات الحكومية تمكنت من التصدي للهجوم والثبات في مواقعها بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة تحت غطاء من المروحيات الروسية والطيران الحربي السوري الذي استهدف بغاراته أرتالا لتنظيم "داعش" شرق مدينة تدمر وحقل الشاعر النفطي.
وتقدمت القوات الحكومية أمس على حساب تنظيم "داعش" حيث سيطرت على عدة نقاط في جبل خنزير شرق القريتين جنوب شرق مدينة حمص بحوالي 100 كم. وذكر المصدر أن حقل مهر النفطي القريب من المنطقة أصبح آمنا بشكل كامل بعد تمكن القوات الحكومية من دحر تنظيم "داعش" من محيطه حيث بدأت ورشات الإصلاح بترميم ما لحق به من اضرار خلال الاشتباكات في الفترة الماضية.
وفي الريف الشمالي تأكد مقتل 4 أشخاص بحسب وسائل إعلام معارضة نتيجة غارة جوية للطيران الحربي على مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة منذ أكثر من 3 سنوات.
وفي حماة هدأت حدة الاشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في منطقة حر بنفسه والزارة في حين استمر الطيران الحربي بالتحليق في الأجواء دون أن ينفذ أي غارة في المنطقة.
أما في دير الزور فقد قصف تنظيم "داعش" بقذائف الهاون مناطق في أحياء هرابش والجورة والقصور الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، دون أنباء عن إصابات، بينما نفذت طائرات حربية ما لا يقل عن 3 غارات على مناطق في حيي الرصافة والعمال بمدينة دير الزور، دون معلومات عن خسائر بشرية.
ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وتنظيم "داعش" في محيط المطار العسكري وسط قصف بالطيران الحربي يستهدف محيط المطار إضافة إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين في محيط حاجز البانوراما جنوب مدينة دير الزور"
وفي ريف اللاذقية قال مصدر ميداني لموقع "المغرب اليوم" عن القوات الحكومية شنت ظهر اليوم هجوما مباغتا على مواقع ونقاط خسرتها في اليومين الماضيين في منطقة الصراف بجبل التركمان تحت قصف مدفعي عنيف وغارات جوية من الطيران الروسي والسوري.
واضاف المصدر أن الهجوم لم ينجح في تحقيق أي تقدم حيث اضطرت القوات الحكومية على التراجع إلى مناطق تمركزها بعد أن خسرت 3 من عناصرها في الهجوم.
وفي حلب قصف الطيران المروحي مناطق في حي مساكن هنانو، دون معلومات عن إصابات كذلك سقطت قذيفة على منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، فيما قصفت القوات الحكومية مناطق في حي بستان القصر بمدينة حلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
وقتل سائق شاحنة وأصيب آخرون بجراح، جراء ضربات جوية استهدفت صهاريج لنقل الوقود من ريف حلب الشمالي، باتجاه ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.
وقصف القوات الحكومية براجمات الصواريخ مناطق في بلدتي عندان وكفرحمرة بريف حلب الشمالي والغربي ما أدى لاضرار مادية ترافق ذلك مع تنفيذ طائرات حربية غارات على مناطق في بلدة دارة عزة دون معلومات عن الخسائر البشرية.
إلى ذلك تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن توثيق مقتل 4885 شخصا على الأقل خلال 20 شهراً جراء غارات التحالف الدولي، وضرباته الصاروخية على مناطق في سوريا منذ فجر الـ 23 من شهر أيلول / سبتمبر 2014، وحتى ليل أمس الـ 23 من شهر أيار / مايو، من العام 2016، كما أصيب المئات بجراح في الغارات والضربات ذاتها، غالبيتهم الساحقة من عناصر تنظيم "داعش".
وذكر المرصد أنه من ضمن المجموع العام للخسائر البشرية 417 شهيداً مدنيا سوريا بينهم 111 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و70 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا إثر ضربات التحالف الصاروخية وغارات طائراته الحربية على مناطق نفطية يوجد فيها مصافي نفط محلية وآبار نفطية ومباني وآليات في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور، من بينهم عائلة مؤلفة من رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة، استشهدوا جراء قصف لطائرات التحالف على قرية دالي حسن بالريف الشرقي لبلدة صرين في شمال شرق محافظة حلب، و64 مواطناً تم توثيق استشهادهم في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف الدولي ليل الخميس - الجمعة، (30-4 // 1-5) 2015، وذلك لتنفيذها عدة ضربات استهدفت قرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب.
وافاد المصدر بأن الشهداء توزعوا على الشكل التالي: 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر هم 16 طفلة و15 طفلاً ذكراً، و19 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و13 رجلاً فوق سن الـ 18، وفتى في الثامنة عشر من عمره.
وأوضح المرصد أنه قتل 4312 عنصرا على الأقل من تنظيم "داعش"، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، جراء الضربات الصاروخية وغارات طائرات التحالف الدولي، على تجمعات وتمركزات ومقار لتنظيم "داعش" ومحطات نفطية في محافظات حماه وحلب وحمص والحسكة والرقة ودير الزور، من ضمنهم عشرات القياديين من جنسيات سورية وعربية وأجنبية، أبرزهم أبو عمر الشيشاني القيادي العسكري البارز وأبو الهيجاء التونسي وأبو أسامة العراقي "والي ولاية البركة" وعامر الرفدان "الوالي السابق لولاية الخير" والقياد أبو سياف ووقادة عسكريين وأمنيين وأمراء قواطع.
ولقي ما لا يقل عن 136 مقاتلاً من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) مصرعهم، جراء ضربات صاروخية نفذها التحالف الدولي وغارات لطائراته، على مقرات لجبهة النصرة في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، أبرزهم القيادي في تنظيم القاعدة محسن الفضلي وأبو همام -القائد العسكري في جبهة النصرة والقيادي أبو عمر الكردي والقياديان أبو حمزة الفرنسي وأبو قتادة التونسي.
في حين قضى 10 مقاتلين من جيش السنة جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقرهم في منطقة أطمة بريف إدلب كما استشهد مقاتل من لواء إسلامي كان معتقلاً لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" جراء قصف لطائرات التحالف الدولي على مقر لتنظيم "الدولة الإسلامية" في ناحية معدان بريف مدينة الرقة.
إلى ذلك أكد نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي يفغيني لوكيانوف أن العمليات العسكرية السوري الروسية المشتركة أدت إلى تكبيد تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" خسائر تقدر بـ 28 ألف مقاتل أي ما يقرب من 35% من عناصر التنظيمين الإرهابيين.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن "سورية لا يمكن أن تتحول إلى أفغانستان ثانية"، ذلك أن إدارة المعارك على تجري وفق "خطة عسكرية دقيقة" مضيفا أن "الهدف الرئيسي لموسكو في سورية هو إطلاق الحوار السياسي باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الصراع".
ونفت وزارة الدفاع الروسية مزاعم تناقلتها وسائل إعلام عن إسقاط مروحيات قتالية روسية في سورية، مؤكدة عدم حصول ذلك أو وقوع أي خسائر في الأرواح بين العسكريين العاملين في قاعدة حميميم.
وقال الناطق باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف، في تصريح صحفي أدلى به، الثلاثاء 24 مايو/أيار من قاعدة حميمي الروسية إن جميع المروحيات القتالية الروسية في سورية تواصل تنفيذ المهمات المخططة لها، وذلك تعليقا على ما نشرته بعض وسائل الإعلام، نقلا عن شركة "ستراتفور" (Stratfor) الأميركية المتخصصة بجمع وتحليل المعلومات وتقديم الخدمات الاستشارية.
وقال كوناشينكوف: "جميع المروحيات القتالية الروسية المتواجدة في الجمهورية العربية السورية تواصل تنفيذ المهمات المخططة لها للقضاء على الإرهابيين. ولم يتكبد قوام القاعدة الروسية أية خسائر".
وأشار إلى أن مصدر هذه الشائعات دعاية "داعشية"، حيث كان التنظيم الإرهابي يحاول إطلاق مزاعمه الكاذبة قبل 10 أيام.
وفي ما يتعلق بصور قاعدة "التيفور" الجوية المؤرخة بـ17 مايو/أيار الجاري، والتي نشرتها شركة "ستراتفور" لإثبات إسقاط أربع مروحيات روسية وتدمير شاحنات خلال القصف الذي شنه "داعش" في 14 مايو/أيار، قال كوناشينكوف: "أما صور القاعدة السورية (قاعدة "تياس" (Т4) فالطائرات والعربات المحروقة والحفرات التي تشكلت نتيجة انفجار الصواريخ موجودة هناك منذ أشهر. إنها نتيجة القتال العنيف في هذا المطار بين القوات الحكومية السورية والتنظيمات المسلحة".