واشنطن - رولا عيسى
حث الرئيس الأميركي باراك أوبامـا الشباب على نبذ التشاؤم، والتفاعل مع أولئك الذين لديهم معتقدات مختلفة إذا كانوا يريدون إجراء تغييرات في العالم, ففي اليوم الأخير من زيارته الأخيرة إلى بريطانيا كرئيس للولايات المتحدة، وجه أوباما حديثه إلى 500 من القادة الشباب خلال لقاء مفتوح في لندن قائلاً, "أنا هنا لأطلب منكم إستبعاد فكرة أن هناك قُوَى لا يمكننا السيطرة عليها، وذلك كما قال جون كنيدي بأن مشاكلنا هي من صنع الإنسان، ومن ثم فهو قادر على حلها", وأضاف الرئيس الأميركي في جلسة النقاش مع الطلاب في مرحلة الثانوية العامة ، ومن هم ضمن برنامج تبادل الطلاب بين بريطانيـا والولايات المتحدة, "بأنه لا أحد منا يمتلك أدوات أفضل لإحداث التغيير "، داعيًا إلى عدم التشاؤم والتهكم، مع التأكد من أن التغيير ممكن ولا مفر منه، ولكنه يتطلب الكفاح والإنضباط والإيمان, وأكَّد على أن هناك تحديات يواجهها الشباب، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر وكذلك 7 من تموز / يوليو، فضلاً عن عصر المعلومات ومواقع التواصل الإجتماعي حيث التدفق المستمر من الأخبار السيئة.
وهتف الحضور للرئيس بعدما تم تقديمه، ليذهب بعدها إلى الحديث عن سياساته بداية من الرعاية الصحية وحتى حقوق المثليين والتعليم, وحث الرئيس الأميركي المستمعون على التفاعل مع أولئك الذين لديهم معتقدات سياسية مختلفة بما يمكن من تحقيق التوافق, وخلال جلسة طرح الأسئلة، فقد أجهشت سيدة مسلمة شابة بريطانية - باكستانية وتدعى ماريا منير البالغة من العمر20 عامًا في البكاء بسبب عدم تحديد جنسها وما إذا كانت ذكرًا أم أنثي, وإستجابةً لسؤالها حول حقوق المتحولين جنسيًا، أشار أوباما إلى أنه ينبغي عليها الشعور بالتشجع في ظل تغير المواقف الإجتماعية حتى وإن كان ذلك التغير ليس سريعًا، إلَّا أنه يجب عليها الإستمرار في الضغط, وردًا على سؤال حول إرثه الرئاسي، قال أوباما إنه يشعر بالفخر للإصلاحات التي قام بها في ملف الرعاية الصحية، وهو ما نال عليه هتافات صاخبة من الجمهور.
وتناول أوباما الحديث عن تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة المالية التي حدثت عام 2008، وكيف كان إنقاذ العالم من الكساد الكبير واصفًأ إياه بالأمر الجيد جدًا, ولم يغفل كذلك في عرضه للإنجازات خلال فترة رئاسته الصفقات الدبلوماسية مع إيران والإستجابة لأزمة فيروس إيبولا وهو ما يجعله فخورًا, وشدد على ضرورة عدم الإستسلام والخضوع للساخرين لعدم التمكن من القضاء على الفقر بعد خمس سنوات, وعن الشراكة المثيرة للجدل في التجارة والإستثمار عبر الأطلسي، فقد أوضح بأنه من الضروري بأن يولي الإهتمام بحقوق العمال ولا يوقف التعاملات بسبب العولمة.
وقبيل وصول أوباما، صرحت تانيا ويليامز وهي موظفة في الإشراك المجتمعي بأنها تحب باراك أوباما، ومن المثير الإستماع إلى شخصٍ ما تغير كثيرًا وعمل على تحفيز الكثيرين ممن لم يقوموا بالإدلاء بأصواتهم من قبل, جاء ذلك خلال حديثها إلى صحيفة "الغارديان" على هامش لقائهم بالرئيس الأميركي. أما أوليفر سيدورشزوك التي تبلغ من العمر 26 عاماً، فقد قالت بأن الجميع متحمس للغاية للإستماع إلى ما عليه التحدث بشأنه. مشيرةً إلى أنها سوف تسأله عن الحقوق الإنتخابية وما إذا كان سوف ينضم إلى الحملة التي تعمل بها لسؤال ديفيد كاميرون عن التسجيل التلقائي.
وتلقى أوباما في نهاية جلسة الحوار سؤالاً من إحدى الفتيات الشابات من لندن ذات عقيدة سيخية حول مسألة التنميط العنصري في المطارات والفهم الخاطئ للمسلمين، وأوضح أوبامـا بأنه وعلى الرغم من " الأيديولوجية المجنونة " لبعض الأشخاص، إلا أن التعددية مهمة. مشيراً إلى أنه عقد زيارة إلى مسجد قبل بضعة أشهر، وأن أكبر حلفاء الولايات المتحدة من المسلمين الأميركيين.
وقال الفرقان نعيم، وهو مناضل من مانشستر بأنه قام مؤخراً بزيارة إلى الولايات المتحدة من خلال السفارة الاميركية في برنامج قادة المجتمع، وقد رأى بعض الأعمال الهامة حقا التي قام بها الرئيس في الاحتفال بالتنوع في أميركا وجلب جميع الأطياف في المجتمع ليكونوا معاً.
وتقابل الرئيس أوباما وفي وقتٍ لاحق السبت مع جريمي كوربن، والذي قال بأن المناقشة التي إمتدت إلى 90 دقيقة كانت رائعة. وأضاف زعيم حزب العمال بأنهم تحدثوا حول التحديات التي تواجه المجتمعات ما بعد الصناعية وقوة الشركات العالمية، وتزايد استخدام التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم ومدى التأثير الذي تركه.
وعن تدخل أوباما خلال النقاش في عضوية بريطانيـا في الإتحاد الأوروبي، أكد كوربن على أن الرئيس الأميركي لم يخوض كثيراً في ذلك الأمر وتحدث فيه بإختصار. ومن المقرر بأن يغادر أوباما إلى ألمانيـا اليوم الأحد بعدما إنضم إلى كاميرون من أجل لعب الغولف في تشاندلر كروس Chandlers Cross الواقع في هيرتفوردشاير Hertfordshire وتناول العشاء مع رئيس الوزراء والسفير الأميركي ماثيوبارزون في مقر إقامة السفير.