وجدة - المغرب اليوم
أشاد المجتمع المدني الجزائري بالمبادرة التي أطلقها المغاربة للاستفادة من الأوضاع الكروية الحالية وتحويل نجاح الجزائر في بطولة كأس أفريقيا للأمم، "مصر 2019"، إلى أداة لفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ نحو ربع قرن.
وندد فالح حمودي، عضو الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في مدينة تلمسان الساحلية بأقصى غرب الجزائر، في تصريح لـ"إفي"، بعدم اكتراث الساسة الجزائريين بالمبادرة، وقال إن "ذلك يمثل إشكالية خطيرة على عكس المجتمع المدني الذي اهتم بالقضية".
وذكر الناشط والنقابي نفسه: "كما هو معروف، فإن هذه الإجراءات تمثل جزءا من إستراتيجية القوة المغربية. وبالنسبة لبلدنا فإن المجتمع المدني هو الذي يطالب بإعادة فتح الحدود".
أقرأ أيضا :
رئيس "مجتمع السلم" يدعو إلى فتح الحدود المغلقة مع المغرب
أطلقت المبادرة الجديدة من قبل مجموعات من المغاربة الذين اقترحوا، في خضم السعادة التي يشهدها المغرب بنجاح المنتخب الوطني الجزائري في كأس إفريقيا، التحرك بمسيرة يوم الأحد المقبل إلى الحدود الجزائرية للاحتفال مع جيرانهم، حال تتويجهم باللقب في ملعب القاهرة.
وقال حسن عماري، وهو ناشط في مجال حقوق الإنسان وأحد داعمي المبادرة في المغرب، في تصريح: "يجب أن نستغل هذه اللحظة لبعث رسالة حول الروابط بين الشعبين".
وذكر عماري، الذي ينسق العمل مع الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، أن المسيرة المغربية سيشارك فيها مواطنون جزائريون، والعكس صحيح بالجهة المقابلة، للتعبير عن الروابط العائلية الموجودة بين البلدين المتجاورين.
جدير بالذكر أن منتخب الجزائر سيخوض المباراة النهائية للبطولة الإفريقية، مساء اليوم الجمعة ،أمام منتخب السنغال بهدف تحقيق اللقب الذي يعاند الجزائريين منذ تحقيقه للمرة الأولى والوحيدة منذ أكثر من 29 عاما.
وبعد أن أقصي المنتخب الوطني المغربي من البطولة نفسها، قبل أسبوعين، يقترب مشجعو "أسود الأطلس" و"الخُضر"، مع كل انتصار للجزائر، من الحدود لتبادل التهاني عند كل تألق جديد لـ"كتيبة جمال بلماضي".
وتم إغلاق الحدود البرية بين الجزائر والمغرب منذ عام 1994 بقرار جزائري، بعد وقوع هجوم إرهابي في مدينة مراكش المغربية ونسبته الرباط بشكل غير مباشر إلى الجزائر، وفرض تأشيرة إلزامية على الجزائريين لسنوات عديدة.
وفي هذا السياق، يعتقد حمودي أنه إذا نالت الجزائر التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم، اليوم الجمعة، فإن المبادرة المغربية يمكنها أن تحظى بالنجاح وأن تعطي دفعة قوية.
وصرح حمودي قائلا: "سكان المناطق الحدودية متحمسون للغاية، ويستغلون أي مناسبة للذهاب إلى الحدود .. أعتقد أنه إذا فازت الجزائر بكأس أمم إفريقيا،فسيكون ذلك مناسبة للجزائريين للاقتراب بطريقة حاشدة".
وتلقى المبادرة نفسها دعما في الشبكات الاجتماعية على الأنترنيت، حيث شارك آلاف الأشخاص في نشر أغنية دعم مغربية خاصة بالمنتخب الجزائري لكرة القدم، والتي تضمنت كلماتها عبارة "فتح الحدود".
كما نُشرت العشرات من مقاطع الفيديو ذات الصلة؛ مثل تلك التي رفعها مواطنان جزائريان تمكنا من عبور السياج الحدودي وتم الترحيب بهما بأعلام جزائرية على الأراضي المغربية.
ويعادل ذلك تعميم مقاطع أخرى، مسجلة في مقاه بمدن مغربية مختلفة، أكد فيها المشجعون مشاهدتهم لمباريات الجزائر وهم يصرخون "أنا مغربي، لذلك أنا جزائري" أو "خاوة خاوة ماشي عداوة".
قد يهمك أيضا :