الرباط - المغرب اليوم
حظي الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، باهتمام كبير من قبل الصحافة الجزائرية، خاصة وأنه تطرق للعلاقات المغربية الجزائرية واستحضر التضامن بين قيادات المقاومة المغربية وجيش التحرير الجزائري في مكافحة المستعمر أواسط القرن الماضي، وعلقت إحدى الصحف المقربة من دوائر صنع القرار في الجزائر، على الخطاب الملكي مؤكدة أن الملك محمد السادس "تفادى" ما وصفته بلهجته التصعيدية المعتادة تجاه الجزائر داعيًا إلى العمل سويًا خدمة للقضايا المغاربية والعربية والأفريقية.
كما أشارت الصحيفة الواسعة الانتشار في الجزائر"الشروق"، إلى استحضار الملك محمد السادس لـ"التنسيق والتضامن، بين قيادات المقاومة المغربية، وجبهة التحرير الجزائرية" ضد الإستعمار الفرنسي، وأضافت أن الخطاب الملكي وعلى عكس المرات السابقة شهد لهجة تصالحية ودبلوماسية تجاه الجزائر.
أما جريدة "الخبر" الجزائرية فأوردت في مقال لها تحت عنوان "المغرب يرفض الاستسلام لليأس مع الجزائر" أن الملك محمد السادس أعاد في خطابه الأخير طرح ملف علاقات بلاده مع الجزائر، ودعاها إلى ما سماه "تضامنًا صادقًا"، بعد عدم إفلاح كل المحاولات السابقة في حلحلة الوضع على الحدود.وأردفت الجريدة الجزائرية أن الوصول إلى تطبيع كامل في العلاقات، كما تريده المملكة، يظل مصطدمًَا في الواقع بملفات تجعله ما يزال بعيد المنال.
وتابعت صحيفة "الخبر" أن خطاب الملك محمد السادس لم يشذ عن سياق محاولات التقارب التي تبنتها المملكة المغربية في الأسابيع الأخيرة، حيث حاولت المغرب، في الأسابيع الأخيرة، التحرك باتجاه الجزائر عبر عدد من الخطوات، إلا أن ذلك لم يصل إلى درجة إحداث الصدمة" اللازمة التي تؤسس لعهد جديد في العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وردّت الصحيفة الجزائرية في مقالها رفض الجزائر فتح حدودها مع المغرب إلى الوضع الاقتصادي المريح في الجزائر خلال الأعوام الماضية جراء ارتفاع أسعار النفط، مشيرة إلى أن تراجع مداخيل النفط قد يرغم صناع القرار في قصر المرادية على تطبيع العلاقات مع المغرب وفتح الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994.
من جانبها تطرقت يومية "أخبار اليوم" الجزائرية للخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب وقالت "إن العاهل المغربي وجه رسالة غزل غير معهودة باتجاه بلادنا" مشيرة إلى تطلعه "إلى تجديد الالتزام والتضامن الصادق مع الجزائر مذكرًا بالتاريخ المشترك للبلدين اللذين تعاونا على مقاومة الاستعمار الفرنسي"،وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن ما وصفته بـ" الغزل الملكي" نحو الجزائر جاء "ساعات قليلة بعد رسالة متميزة تلقاها من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة".
أما صحيفة "الفجر" الجزائرية فقالت "إن الملك محمد السادس أبدى تطلع بلاده لتجديد الالتزام والتضامن الصادق مع الجزائر، في خطاب ينحو نحو اللغة التصالحية".وأضافت أن العاهل المغربي خص "الجزائر بجزء مهم في خطابه الموجه لشعبه إذ دعا إلى إعادة بعث الروح التضامنية بين الشعبين لرفع التحديات التنموية والأمنية المشتركة، مشيرة إلى حديث الملك عن ضرورة استلهام الدروس والعبر من التاريخ المشترك للبلدين".