تونس حياة الغانمي
كشف الناطق بإسم غرفة عمليات "البنيان المرصوص"، التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد الغصري، الخميس، أن قواتهم تقترب من حسّم معركة سرت وتحريرها بالكامل من قبضة العناصر المتطرفة.
وأضاف الغصري أن قوات عملية البنيان المرصوص تحاصر العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم "داعش" في حي الجيزة والعمارات السكنية (656) الواقعة وسط المدينة، مشددًا على أنها مساحة لا تتجاوز 1 كلم مربع وعلى أنه سيتم السيطرة على كامل مدينة سرت في غضون أيام قليلة.
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، أطلق العملية العسكرية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار 2015 إثر تشكيل غرفة عمليات لطرد الإرهابيين من منطقة سرت الساحلية بدعم دولي سياسي وعسكري تمثل في غطاء جوي أميركي. ومازال الطيران الحربي الأميركي يشن ضربات جوية مركزة على معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة سرت الواقعة وسط ليبيا.
وتوقع الغصري أن يكون عدد العناصر الإرهابية المحاصرة في أحد أحياء مدينة سرت ما بين 600 و 650 عنصرًا من ضمنهم أطفال ونساء. وأضاف أن عملية اقتحام الحي الذي تتحصن به المجموعات الإرهابية تعطلت نظرًا لوجود نساء وأطفال معهم في المنطقة التي يتحصنون بها، مبينًا أنه سيتم اقتحام هذا الحي في وقت قريب. وأعلن الناطق باسم عملية البنيان المرصوص بأن الطيران الأميركي ساعد بصفة جيدة قواتهم وقدّم المساعدة الكافية في معركة تحرير سرت من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأعلن الناطق باسم العملية العسكرية الليبية أنه لا يمكن حصر أعداد الارهابيين التونسيين الذين تم قتلهم في معركة تحرير سرت، مضيفًا أن أغلب الإرهابيين المتواجدين في سرت هم من الحاملين للجنسية التونسية. وأبرز ذات المتحدث أنه تم القضاء على عدد هام من الإرهابيين التونسيين المنتمين لفرع تنظيم "داعش" في سرت، مضيفًا أنه قد تم القضاء على 3 أرباع الإرهابيين التونسيين المتواجدين في سرت في معركة تحرير هذه المدينة.
وذّكر أن الهلال الأحمر الليبي بصدد حصر عدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم في معركة سرت، مشددًا على عدم وجود نساء وأطفال من ضمن العناصر الإرهابية التونسية التي تم قتلها. ونفى محمد الغصري ما يروج عن فرار مئات العناصر الإرهابية التونسية من مدينة سرت نحو المدن الليبية المتاخمة للحدود التونسية الليبية للتسلل إلى تونس.
ولم يستبعد الغصري تسلل بعض الإرهابيين وخروجهم من مدينة سرت خلال الأيام التي نزحت فيها العائلات الليبية، قائلًا "من غير المستبعد تخفي بعض الإرهابيين من مدينة سرت وسط العائلات النازحة". وشدّد محمد الغصري على أن العناصر الإرهابية التونسية لا يمكنها خلال هذه الفترة الخروج من مدينة سرت حتى لو تنكرت وغيرت مظهرها الخارجي.
ودعت السلطات التونسية إلى أخذ الحيطة و الحذر خاصة في تأمين الحدود المشتركة بين تونس وليبيا، نظرًا لكثرة أعداد العناصر الإرهابية التي تواجدت في ليبيا والتي تم القضاء على أغلبها.
وفي خصوص إمكانية تسلل عناصر إرهابية نحو مدينة سرت لدعم التنظيم الإرهابي، قال محمد الغصري إنه لا يمكن في هذه الفترة لأي عنصر إرهابي التسلل داخل المدينة، نظرًا لحدة الهجمات العكسرية والضربات الجوية الليبية والأجنبية على معقل هذا التنظيم. وأشار إلى أن قوات عملية البنيان المرصوص تفطنت لوجود مجموعات إرهابية أخرى في منطقة ليبية لم يفصح عنها وسيتم التعامل معها في الأيام القليلة المقبلة.