دمشق – خليل حسين
واصلت فصائل المعارضة المسلحة تقدمها السريع، اليوم الخميس على حساب عناصر تنظيم "داعش" في عدة جبهات من ريف حلب الشمالي، ووصلت إلى مشارف بلدة الراعي، ودارت معارك عنيفة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في المدخل الشمالي لمدينة حلب، شمالي سورية، وسط قصف جوي لطيران النظام الحربي.
وقالت مصادر ميدانية إن فصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على المزيد من المواقع الاستراتيجية قرب الحدود السورية التركية، في ظل قصف مدفعي مكثف تعرضت له مواقع تنظيم "داعش" شمالي حلب، ما تسبب في وقوع إصابات كبيرة بصفوفه.
وأكدت المصادر أن مقاتلي لواء الحمزة وفيلق الشام تمكنوا من استعادة السيطرة على بلدة دوديان بعد ساعات من سيطرة تنظيم ‹داعش› عليها بعد معارك عنيفة دارت بين الجانبين، وبذلك تكون فصائل المعارضة أصبحت على مشارف بلدة الراعي الاستراتيجية، حيث انتقلت المعارك الطاحنة بين الجانبين إلى محيط منطقة الصوامع، شمالي غرب الراعي، وسط تقدم واضح لمقاتلي المعارضة.
وحاول تنظيم "داعش" الالتفاف على مواقع المعارضة في قرية كفر غان، بهدف قطع طريق إمداد المعارضة، وتصدى لهذا الهجوم مقاتلو فيلق الشام، وأجبروا عناصر التنظيم على الانسحاب إلى داخل قرية جكا، التي بدأ الهجوم من جهتها الغربية. وأشارت المصادر إلى أن " تقدم المعارضة الأخير جاء بعد استفادتهم من الضربات المدفعية التركية على مواقع تنظيم "داعش" حيث طال القصف تجمعات وآليات التنظيم في قرى آخترين، جكا، تلالين، ومحيط كفرغان، ما أدى إلى تكبد التنظيم خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
وكان مقاتلو المعارضة قد تمكنوا، الأربعاء، من السيطرة على معظم القرى المحيطة ببلدة الراعي، في ظل إسناد جوي ومدفعي من قبل التحالف الدولي والجيش التركي لهم في معاركهم ضد "داعش"، في جبهات ريف حلب الشمالي.
وقالت مصادر إعلامية معارضة أن ثمانية عناصر من تنظيم "داعش" قتلوا في مناطق بالريف الشمالي لمحافظة حلب شمالي سورية خلال ضربات مشتركة للجيش التركي وطيران التحالف الدولي .
واكدت مصادر عسكرية تركية أن ثمانية على الأقل من عناصر تنظيم "داعش" قتلوا في قصف مدفعي للجيش التركي، وضربات جوية شنها التحالف الدولي في شمال سورية. وأوضحت المصادر أن الجيش التركي استخدم مدافع الهاوتزر وقاذفات صواريخ في قصف المتشددين، الأربعاء، بينما كانوا يعدون لضرب تركيا بالصواريخ والمورتر. وأسفر القصف عن تدمير موقع قتالي.
وعلى مدخل مدينة حلب الغربي، تجددت المعارك، الخميس، بين القوات الحكومية ومسلحي لواء القدس الفلسطيني من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، في المدخل الشمالي لمدينة حلب شمالي سورية، وسط قصف جوي لطيران النظام الحربي. وقالت المصادر إن القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها حاولوا التسلل نحو مواقع المعارضة في أرض الملاح، ورفع سواتر ترابية محيطة بتلة الاسامات الاستراتيجية، قبل أن تتقدم من خلف السواتر عبر وادي ضيق يمر إلى منطقة أرض الملاح، إلا أن مقاتلي فصائل غرفة عمليات فتح حلب، بالاشتراك مع فصائل إسلامية نجحوا في إفشال تسلل قوات النظام، وتدمير تركس ومجنزرة لها بعد استهدافهما بصواريخ كورنيت.
وأضافت المصادر أن مسلحي المعارضة قصفوا مواقع القوات الحكومية في المنطقة بالهاون ومدافع جهنم محلية الصنع، ما أوقع عددًا من القتلى والجرحى في صفوفها، وأجبرها على الانسحاب نحو بلدة حندرات، وترافقت هذه المعارك مع قصف جوي عنيف للطيران الحربي السوري على المنطقة، ما أسفر عن جرح عدد من المدنيين، واحتراق مساحات من الأراضي الزراعية في ريف كل من عندان وحيان وحريتان وأرض الملاح.
هذا وفشلت القوات الحكومية للمرة السادسة في غضون شهرين بالتقدم نحو قطع طريق الكاستيلو والسيطرة عليه عبر السيطرة على منطقة الملاح وقطع الإمدادات عن فصائل المعارضة والكتائب الإسلامية داخل حلب والتي نجحت بصد وإفشال كافة محاولات القوات الحكومية لحصار حلب.
وفي مدينة حلب لقي أربعة مدنيين مصرعهم وأصيب آخرون، اليوم، جراء استهداف الطيران الحربي الروسي بالصواريخ الفراغية، مناطق سكنية في حي القاطرجي الخاضع لسيطرة المعارضة وسط مدينة حلب. كما قصف الطيران الروسي، بالصواريخ العنقودية، مدينة عندان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، ما أدى لإصابة مدنيين بجروح.
وفي ريف حلب، تستمر الاشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم "داعش" في محيط مدينة منبج وريفها، وسط قصف من قبل طائرات التحالف استهدف منطقة الصوامع ومناطق أخرى في مدينة منبج، وأسفرت الاشتباكات عن تمكن قوات سورية الديمقراطية من التقدم والسيطرة على قرية قناة الشيخ طباش المحاذية للأطراف الجنوبية الغربية لمدينة منبج.
وقالت مصادر خاصة لـ"العرب اليوم" إن قوات سورية الديمقراطية سيطرت على قريتي النواجة وقناة الشيخ طباش على مداخل منبج من الجهتين الشرقية والغربية، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي التنظيم، والتي استخدم فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعربات المفخخة. وفجر التنظيم عربتين مفخختين يقودهما عنصران في صفوفه في مواقع القوات في النواجة، على مدخل المدينة الشرقي، وقرب دوار الكتاب على مدخل المدينة الغربي، بعد سيطرتها على قناة الشيخ طباش.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في محيط قرية الأسدية ومطاحن الحبوب جنوب منبج، في محاولة من القوات للسيطرة عليها بدعم من طيران التحالف الدولي الذي استهدف أطراف مباني المطاحن.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 14 عنصرًا وإصابة 13 آخرين من القوات، بينهم ستة عناصر قضوا جراء استهدافهم بالمفخخة الأولى في قرية النواجة، في حين قتل وأصيب العشرات من عناصر التنظيم. وكان المجلس العسكري لمنبج وريفها المنضوي تحت صفوف قوات سورية الديمقراطية، أطلق، بداية يونيو / حزيران الجاري، حملة عسكرية للسيطرة على منبج وريفها، إذ تمكنت القوات من محاصرة المدينة من الجهات الأربع بعد وصولها إلى دوار الكتائب من الجهة الغربية من المدينة.
وفي ريف دمشق الشمالي دخول قافة مساعدات أممية إلى مدينة جيرود الخاضعة لسيطرة المعارضة في القلمون الشرقي بريف دمشق الشمالي، مؤلفة من 24 سيارة، تحمل نحو 7500 سلة غذائية، إضافة إلى حقائب مدرسية وشوادر.
وفي ريف الرقة الغربي واصل الطيران الحربي السوري طلعاته على تجمعات ومحاور تسلل إرهابيي تنظيم “داعش” في ريف الرقة الغربي. وذكر مصدر عسكري، في تصريح صحافي، أن الطيران الحربي دمر آليات بعضها مزودة برشاشات لإرهابيي تنظيم "داعش"، وقضى على العديد منهم في هجمات على تجمعاتهم جنوب مدينة الطبقة، في ريف الرقة الغربي.
ودمر سلاح الجو في الجيش العربي السوري لإرهابيي تنظيم “داعش” آليات مصفحة ومزودة برشاشات لإرهابيي تنظيم "داعش"، وأوقع العشرات منهم بين قتيل ومصاب على طريق الطبقة – انباج، وطريق انباج – أبو العلاج، وجنوب غرب زكية في ريف الرقة الغربي. وكانت القوات الحكومية قد وصلت إلى مشارف مطار الطبقة العسكري، إلا الهجوم المفاجئ للتنظيم، مساء الاثنين، أدى إلى طرد عناصر القوات الحكومية من حدود محافظة الرقة مجددًا.
وقالت المصادر العسكرية السورية إن من وصفتها بـ"التنظيمات الارهابية" أقرت، الخميس، بمقتل من سمته "الأمير العسكري لأجناد الشام"، الإرهابي سمير شرتح، في ريف حلب الجنوبي.
وذكرت صفحات محسوبة على مسلحي المعارضة أن "شرتح" الملقب بـ"أبو محمد كفروما كان أميرًا عسكريًا لأجناد الشام، وقتل اليوم في بلدة زيتان، جنوب مدينة حلب.
وأعلنت مصادر من حركة أحرار الشام في ريف حلب الشمالي، الخميس، عن تمكنها من إلقاء القبض على الشرعي العام لحركة المثنى الإسلامية العاملة في درعا، وهو في طريق هروبه إلى تركيا، الأربعاء. ويعتبر أبو اليمان شمسي محمد المسالمة، الشرعي الأول في الحركة، والقاضي العام لها، خلال الأشهر القليلة التي سبقت اندلاع القتال بين حركة المثنى وفصائل حوران، في شهر آذار / مارس الماضي، إذ أكدت المصادر أنه ممن انتهج فكر تنظيم "داعش" بتكفير الفصائل وإطلاق حكم الردة عليهم.
وأكدت المصادر أن إلقاء القبض عليه تم في مدينة إعزاز، في الريف الشمالي لحلب، أثناء محاولته الهروب برفقة شقيقه، ويدعى "قسورة"، الملقب بـ"أبو عمر عقرب"، إلى تركيا.
وتخوض فصائل الجبهة الجنوبية معارك مستمرة مع حركة المثنى، المبايعة لتنظيم "داعش"، حيث وتمكنت من استراد بعض البلدات التي فرضت الحركة سيطرتها عليها.