الرباط - وسيم الجندي
شارك العشرات من المواطنين المغاربة، في وقفة احتجاجية أمام البرلمان في مدينة الرباط، للتنديد بما اسموه "العنف داخل جامعات المغرب"، وللتضامن مع فتاة قاصر أقدم فصيل طلابي يساري ، على حلق شعر رأسها، داخل كلية العلوم في مدينة مكناس .
وردد المشاركون شعارات تندد بالعنف الذي يستعمله فصيل طلابي يساري (فصيل البرنامج المرحلي)، في حق بعض الطلبة أو العاملين في الجامعات، من بينها "الجامعة للطلاب، وليست قلعة للإرهاب"، و "تحية تحية، لشيماء الضحية".
وانتقد المحتجون غياب مواقف بعض الجمعيات الحقوقية، التي التزمت الصمت إزاء ما تعرضت له هذه الفتاة، كما رفعوا لافتات، تندد بالعنف داخل الجامعات، وتطالب السلطات بحماية الطلبة، والعاملين بالجامعات.
وانتقد عبد الصمد بنعباد، ناشط مشارك بالوقفة، إقدام فصيل طلابي على محاكمة فتاة وحلق شعرها، مشيرا إلى ضرورة وضع حد للعنف الذي يطال الجامعات المغربية.
وندد بصمت العديد من الجمعيات، إزاء هذا الحادث الذي لا يعبر عن الحق في الحياة، معتبرا أن عمل بعض الجمعيات ببلاده يطغى عليه البعد السياسي أكثر من الحقوقي. وقال إن الجامعة تعيش على وقع العنف والمحاكمات والعبث بمصير الطلبة، وهو ما أسفر عن بعض الضحايا خلال السنوات الماضية، مطالبا سلطات بلاده بحماية الطلبة وعمال الجامعات.
وأوقف الأمن المغربي الخميس الماضي، طالبين جامعيين ينتمون إلى فصيل طلابي يساري ماركسي، يشتبه في قيامهما بحلق رأس فتاة قاصر، داخل رحاب كلية العلوم في مكناس .
وقال بيان للمديرية العام للأمن الوطني، في وقت سابق، إنه "تم ضبط المشتبه فيهما بمدينة مكناس، وذلك بعدما أوضحت التحريات الأمنية المنجزة أنهما شاركا بشكل مباشر في الاعتداء الجسدي على فتاة (تسمى شيماء)، تعمل بمقصف (كافيتيريا) بالجامعة، وذلك بعد أن تم تكبيل يديها وحجب رؤيتها بواسطة وشاح قطني وحلق شعر رأسها بشكل قسري".
وأضاف البيان أن مصالح الأمن بالمدينة حجزت لدى المشتبه فيهما سلاحين أبيضين من الحجم الكبير، كما تم تقديم الإسعافات الأولية لأحدهما بالمستشفى، بعدما أصيب بحالة إجهاد عند محاولته الفرار خلال عملية التدخل الأمني. وتابع البيان أن التحريات لا تزال متواصلة لإيقاف باقي المتورطين في هذه القضية.
وكان بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام مغربية محلية، تحدثوا الثلاثاء الماضي، عن أن مجموعة من الطلبة المنتمين إلى فصيل "البرنامج المرحلي"، الماركسي، الذي يتبنى ما يسميه "العنف الثوري"، قاموا بحلق رأس فتاة قاصر تشتغل بمقصف كلية العلوم، بجامعة مكناس، أمام مرأى الطلبة، بعدما أجروا لها ما يصفونه بـ"محاكمة جماهيرية"، وسط الكلية، بعدما اتهموها بـ"التجسس" لصالح فصيل الطلبة الأمازيغيين.
وعرف هذا الحادث موجة عارمة من الاستنكار، في مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل عدد من الناشطين عن المستفيد من "التغاضي" عن مثل هذه التصرفات التي وصفوها "بالبربرية".