القاهرة - سعيد فرماوي
ودَّعت الطفلة جومانا البالغة من العمر أربعة أشهرٍ ونصف الحياة بوجهٍ مبتسم لوالديها قبل أن تبدأها، لتكون أصغر ضحايـا طائرة "مصر للطيران" المنكوبة التي تحطمت في البحر الأبيض المتوسط، ولقي 66 راكباً من بينهم طاقم الطائرة مصرعهم. وقد كان يجلس إلى جوارها على طائرة الركاب شقيقها الأكبر محمد الذي يبلغ من العمر عامين ونصف العام لينطفئ بريق عينيه البنيتين.
المفترض أن الطفلين كانا ذاهبين للإستمتاع بأول عطلة لهما، والتي تمتد لإسبوعين على شاطئ البحر الأحمر في أحد منتجعات شرم الشيخ، بعدما حجز الأب فيصل بطيشي رحلة له ولعائلته الصغيرة المكونة من زوجته نهي ونجله محمد وإبنته الرضيعة جومانـا وهم جزائريون فرنسيون من غرب مدينة آنجيه Angers
وصرحت شقيقة فيصل بأنه وعائلته كانوا ذاهبين لقضاء عطلة في مصـر تمتد لإسبوعين قبيل حلول فصل الصيف، حتى يبتعد قليلاً عن عمله كتاجر للفاكهة والخضروات، خاصةً وأنهم لم يحظوا بقضاء عطلة مناسبة لمدة ثلاث سنوات. وأضافت آسيـا خلال حديثها إلى صحيفة "الديلي ميل" بأنه كان من المفترض وصولهم إلى القاهرة، ومن ثم إستكمال الرحلة إلى شرم الشيخ.
وتابعت آسيـا حديثها قائلة إن شقيقها كان لديه طفلان رائعان هما محمد وجومانـا، وكان كلاهما في المنزل مع والدتهما، ولكن محمد كان على وشك أن يبدأ بالذهاب إلى الحضانة في شهر أيلول / سبتمبر. وعن كيفية علمهم بالحادث المأساوي، فقد إسترجعت آسيـا البالغة من العمر 38 عاماً ما حدث وقالت بأنهم تمنوا لهم رحلة سعيدة خلال توديعهم في انجيه Angers وهم متجهون إلى مطار شارل ديغول Charles De Gaulle.
وتزوج فيصل بطيشي البالغ من العمر 38 عاماً نهى 28 عاماً قبل ثلاث سنواتٍ ونصف في قسنطينة Constantine، حيث المدينة الجزائرية التي هاجر منها والداه إلى فرنسا. وأشارت شقيقته آسيـا إلى أنهم شعروا جميعاً بالصدمة عندما تحدث إليهم أحد الأصدقاء، لينقل لهم الأخبار المتداولة بإختفاء الطائرة المنكوبة. بينما سادت حالة من الحزن العميق، مع إضطراب الأب الذي يدعي صلاح على إثر فقدان إبنه.