الرباط - المغرب اليوم
تشهدُ السواحل الشمالية والجنوبية للمملكة موجات مكثفة من المهاجرين غير النظاميين على امتداد الأيام الماضية، إذ تحاول شبكات الهجرة غير الشرعية استغلال الظرفية السياسية الإقليمية والعالمية المتوترة لتهريب الأشخاص الطامحين إلى بلوغ “الإلدورادو الأوروبي”.
واستنفرت تدفقات المهاجرين غير النظاميين بثغريْ سبتة ومليلية السلطات العمومية التي أحبطت العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية بالسواحل الشمالية خلال الأيام الفائتة، حسب مصادر خاصة التي أشارت إلى تشديد الرقابة على المناطق التي تنشط فيها شبكات الهجرة.وأثارت موجات الهجرة الأخيرة توجس السلطات الإسبانية، ما دفع المديرية العامة للأمن الإيبيري إلى مطالبة رئاسة الحكومة باعتماد إستراتيجية أمنية مستعجلة لاحتواء الوضع الحذر، من خلال إيلاء موضوع الهجرة من الضفة الجنوبية أهمية كبرى في السنوات المقبلة.
وبالنظر إلى التطورات الأمنية التي تعرفها المعابر الحدودية بسبتة ومليلية، فتحت السلطات الإسبانية قنوات التواصل مع المملكة المغربية قصد مواجهة “موجات الهجرة” المكثفة، بسبب تسلل مئات المهاجرين غير النظاميين إلى المدينتين المحتلتين في ظرف زمني قصير.وبالنسبة إلى محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإنه “يمكن تفسير موجة الهجرة غير النظامية التي تعرفها سواحل المملكة الشمالية أو الجنوبية بعوامل طبيعية، وأخرى مرتبطة بسياق محلي وإقليمي وعالمي”.
وأوضح بن عيسى، في تصريح خاص، أن “العوامل الطبيعية تأتي بعد فترة ركود امتدت من شهر نونبر إلى غاية شهر فبراير، حيث تكون الظروف الطبيعية البحرية عادة غير مواتية، وتكون الهجرة مغامرة غير محسوبة العواقب”.وأبرز الفاعل المدني أن “مؤشرات الهجرة تبدأ في الارتفاع ابتداءً من شهر مارس؛ كما أنها تأتي في ظل أزمة اقتصادية حادة يعرفها العالم عامة، ودول العالم الثالث بصفة خاصة، بسبب تداعيات أزمة كورونا والحرب الأوكرانية الروسية”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “موجات الهجرة تأتي كذلك في ظل سياق إقليمي يتميز باستمرار الأزمة بين المغرب وإسبانيا منذ استقبال الجارة الشمالية زعيم البوليساريو تحت هوية مزورة، وعدم قدرتها على الخروج بموقف واضح من قضية الصحراء المغربية”.وتابع بن عيسى بأن “إسبانيا تائهة بين مصالحها الاقتصادية المتعلقة بالرغبة في الاستفادة من الغاز والبترول الجزائري من جهة، ورغبتها في أن يلعب المغرب دور الدركي؛ وهو الأمر الذي ترفضه الرباط، وتطالب مدريد بالاحتكام إلى قاعدة رابح-رابح”.
قد يهمك أيضَا :
توقيف ثلاثة أشخاص بتُهمة النصب على الراغبين في الهجرة غير المشروعة في طنجة