غزّة - كمال اليازجي
طالبت حركة حماس في بيان لها، الوسطاء في مفاوضات وقف إطلاق النار بتقديم خطة لتنفيذ المقترح الذي تم طرحه مطلع يوليو/تموز الماضي، والذي وافقت عليه الحركة آنذاك.
وأوضحت الحركة في بيانها: "خاضت حركة حماس جولات مفاوضات عديدة، وقدمت كل ما يلزم من مرونة وإيجابية من أجل تحقيق أهداف ومصالح شعبنا وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه، وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة شعبنا وعودة النازحين وإعادة إعمار ما دمره العدوان".
مشيرة إلى أنها وافقت على مقترح الوسطاء مطلع مايو/أيار الماضي، ورحبت بإعلان الرئيس بايدن في الحادي والثلاثين من مايو/ أيار، وبقرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص، وهو ما "قابله العدو بالرفض واستمرار المجازر بحق شعبنا، واستمر بالتأكيد على موقفه بأنه غير جاد بوقف دائم لإطلاق النار"، بحسب بيان الحركة.
واقترحت الحركة في بيانها الذهاب لرؤية الرئيس الأمريكي بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام إسرائيل بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة، اعتبرت أنها قد "توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيداً من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني"، بحسب البيان.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية موقف حركة حماس الرافض إلى الذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة بأنه تسبّب بصدمة في البيت الأبيض .
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه "مصمم" على وضع حد للحرب في غزة، وهاريس تعبّر عن "مخاوف جدية" بشأن العمليات العسكرية الاسرائيلية.
واقترح الرئيس الأميركي جو بايدن في نهاية مايو أيار الماضي، خطة تتكون من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، تتكون من ثلاث مراحل، وتنص على:
المرحلة الأولى: تستمر ستة أسابيع، وتشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في قطاع غزة، مع إطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين لديها، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ويتمكن المدنيون الفلسطينيون، خلال هذه المرحلة، من العودة إلى منازلهم في كافة مناطق غزة، بما في ذلك الشمال. كذلك يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بمعدل 600 شاحنة يوميا.
المرحلة الثانية: يجرى خلال هذه المرحلة الإفراج عن كافة المحتجزين الأحياء المتبقين لدى حركة حماس، بمن فيهم الجنود الرجال، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مع تحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى "وقف دائم للأعمال العدائية"، في حال أوفى الطرفان بالتزاماتهما.
المرحلة الثالثة: تشهد هذه المرحلة إعادة إعمار قطاع غزة، كذلك يجرى إعادة رفات من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين، الذين قتلوا.
ولم يعلق نتنياهو شخصياً على المقترح حينها، إلا أن مكتبه أشار إلى أن "شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي عبارة عن تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح كافة الرهائن، وضمان أن غزة لن تشكل تهديدا على إسرائيل"، مؤكداً أن إسرائيل "ستواصل الإصرار على استيفاء هذه الشروط قبل أن يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".
غير أن الرئيس الأميركي أقرّ باحتمال وجود عقبات إسرائيلية أمام المقترح، قائلا: "بعض الأطراف في إسرائيل لن تتفق مع هذه الخطة، وستدعو إلى استمرار هذه الحرب إلى أجل غير مسمى، وبعض هذه الأطراف في الائتلاف الحكومي"، على الرغم من تأكيده على أن "المقترح الإسرائيلي" الذي صاغه لا يمثل أي خطر على أمن إسرائيل لأن "قدرات حماس قد دُمرت خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، ولم تعد قادرة على شن هجوم مماثل للسابع من أكتوبر/تشرين الأول".
واتهمت حماس إسرائيل في بيانها، بمواجهة المقترح بـ "شروط جديدة لم تكن مطروحة طوال عملية التفاوض، بل وذهبت للتصعيد في عدوانها وصولاً لاغتيال رئيس الحركة القائد الشهيد إسماعيل هنية"، بحسب نص البيان.
ردٌ على البيان الثلاثي
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه موقع أكسيوس الأمريكي عن أن عدداً من المسؤولين الأمبركيين سيتوافدون على منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع في محاولة جديدة لاستئناف مفاوضات اتفاق تبادل ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة والحيلولة دون توسع الصراع الحالي في الشرق الأوسط لجبهات إضافية أو حرب إقليمية شاملة.
وكتب محرر الموقع لشؤون الشرق الأوسط في تدوينة له، أن مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماجورك سيزور القاهرة هذا الأسبوع لمحاولة انجاز اتفاق أمني بخصوص الحدود بين مصر وقطاع غزة، وأن مدير المخابرات الأمريكية سي أي أيه سيرأس وفد بلاده في محادثات صفقة التبادل التي من المرتب أن تبدا في القاهرة أو الدوحة الخميس المقبل ، وأن وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن يدرس كذلك زيارة المنطقة خلال نفس الفترة.
وسبق و أصدرت القاهرة الخميس الماضي بياناً مشتركا مع واشنطن والدوحة لدعوة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى جولة تفاوض جديدة منتصف شهر أغسطس/آب الجاري في الدوحة أو القاهرة لإزالة العراقيل التي تحول دون تنفيذ الهدنة.
واعتبرت الدول الثلاث في بيانها أنه "آن الأوان لتقديم الإغاثة الفورية للناس في غزة الذين طالت معاناتهم وكذلك للرهائن وعائلاتهم الذين طالت معاناتهم"، مشددة على أنه قد "حان الوقت لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمعتقلين".
وأوضحت الدول أنها عملت "بلا كلل" على مدار أشهر عديدة لصياغة اتفاق إطاري أصبح الآن على الطاولة ولم يتبق سوى تفاصيل التنفيذ، "يستند إلى المبادئ التي حددها الرئيس بايدن في 31 أيار/مايو 2024، والتي أقرها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735".
وأكدت الدول في بيانها على استعدادها لـ"تقديم مقترح نهائي يُجسّر هوة الخلاف لحلّ ما تبقى من قضايا التنفيذ بطريقة تلبي توقعات كلا الطرفين".
واعتبر مراقبون بيان حماس أول رد فعل منها على إصدار الولايات المتحدة ومصر وقطر بياناً ثلاثياً، وهي الدول التي تتوسط في المحادثات، بيانا ثلاثيا مساء الخميس الماضي، يطالب إسرائيل والحركة، باستئناف مفاوضاتهما يوم الخميس المقبل، 15 أغسطس/آب، في القاهرة أو الدوحة.
و قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن إسرائيل سترسل فريق المفاوضات في الخامس عشر من الشهر الجاري إلى المكان الذي يتفق عليه الوسطاء، لم تُعلّق الحركة رسميا على البيان الثلاثي، حتى صدور بيانها مساء اليوم، الذي رآه البعض بمثابة رفض ضمني للمشاركة في محادثات جديدة.
و بعدما أصدرت الولايات المتحدة وقطر ومصر التي تتوسّط بين إسرائيل وحركة حماس، بيانا يوم الخميس الماضي، حضّت فيه طرفي النزاع على استئناف المحادثات في 15 آب/أغسطس في الدوحة أو القاهرة، أصدرت حماس بياناً اليوم لتوضيح مطالبها.
فقد طالبت حماس في بيان الأحد، من الوسطاء تقديم خطة تعتمد على المحادثات السابقة بدلا من الدخول في مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت في بيان إنها "تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ الثاني من يوليو 2024 استنادا لرؤية (الرئيس الأميركي جو) بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال وتمنحه مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية بحق شعبنا".
"لا أحد يعرف ما يريده نتنياهو"
في سياق متصل، قال مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر إن زعيم حماس يحيى السنوار يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على الأقل، وهذه هي الرسالة التي نقلها الوسطاء المصريون والقطريون إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة قبل قمة حاسمة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وأضاف مصدران إسرائيليان أن حلفاء نتنياهو أخبروا الصحفيين ومسؤولين حكوميين آخرين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد لإبرام صفقة، بغض النظر عن التأثير على ائتلافه الحاكم. لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تزال أكثر تشككًا في استعداد نتنياهو لإبرام صفقة في ظل المعارضة الشرسة من وزراء اليمين المتطرف في ائتلافه، بحسب شبكة "سي إن إن".
فيما قال مصدر إسرائيلي، في إشارة إلى نتنياهو: "لا أحد يعرف ما يريده بيبي".
مخاوف من حرب إقليمية
أتى ذلك فيما تزايدت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في 31 تموز/يوليو في طهران التي حملت إسرائيل مسؤوليته، واغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني فؤاد شكر في اليوم السابق في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
والسبت أكدت إيران أن "أولويتنا هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة. وأي اتفاق توافق عليه حماس سنعترف به أيضا".
لكنها أكدت أيضا أن اسرائيل "انتهكت أمننا القومي وسيادتنا من خلال العمل الإرهابي الأخير. ونملك الحق المشروع بالدفاع عن انفسنا وهو أمر غير مرتبط بتاتا بوقف إطلاق النار في غزة".
وتابعت "لكن نأمل بألا يكون توقيت ردنا وطريقة تنفيذه على حساب وقف إطلاق نار محتمل".
ووسط ترقب لما سيكون عليه أي رد محتمل من جانب طهران، وجه الرئيس الأميركي جو بايدن السبت كلمة لإيران قائلا "لا تفعلوا!"، وذلك ردا منه على سؤال عن الرسالة التي يريد توجيهها إلى إيران.
ولم تعلق حماس التي عينت خلال الأسبوع الراهن رئيسا لمكتبها السياسي هو يحيى السنوار الذي تقول إسرائيل إنه أحد المخططين لهجوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر، على الفور على إعلان استئناف المفاوضات.
ومساء السبت، تظاهر العديد من الإسرائيليين في تل أبيب وحيفا ضد حكومة بنيامين نتانياهو، مطالبين باتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن.
قد يٌهمك ايضـــــًا :
الخارجية السعودية تٌؤكد أن إغتيال هنية يعد انتهاكاً صريحاً لسيادة الجمهورية الإيرانية وأمنها القومي
حماس تٌؤكد أن خليل الحية سيواصّل التفاوض مع إسرائيل بشأن وقف إطلاق نار في غزة بالتنسيق مع السنوار