وجدة - هناء امهني
كشف الكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، إدريس لشكر، في المهرجان الوطني المُنظم الجمعة، في مسرح محمد السادس في وجدة، أن اللقاء يحمل دلالات سياسية ورمزية متعددة وقال لشكر، إن المهرجان الخطابي المنظم بمدينة وجدة تحت شعار ”المغرب والجزائر قاطرة مستقبل البناء المغاربي”، يعطي رمزية ودلالة كبيرة لقوة العلاقات التي كانت تربط البلدين الشقيقين منذ عقد من الزمن، مشدّدًا على أن المهرجان الوطني المنظم في وجدة جاء للتأكيد على صدق اليد الممدودة إلى الأشقاء الجزائريين، قصد توفير شروط المصالحة الضرورية للتوجه المشترك نحو بناء غد أفضل يطبعه حسن الجوار والتعاون الثنائي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لفائدة الشعبين المغربي والجزائري.
وأشاد لشكر، بالدور الذي لعبه المقاوم والوزير السابق عبد الرحمن اليوسفي، بحكم إسهامه الكبير في حركة المقاومة وجيش التحرير، وعلاقاته الوطيدة مع العديد من القيادات الجزائرية، والهادفة لتعزيز روابط الإخاء والتعاون بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، كما أشار إلى أن تفاعل اليوسفي مع نداء العاهل المغربي محمد السادس، يعطي دفعة للأجيال الاتحادية الصاعدة عن كيفية وصل الماضي بالحاضر والقفز على العقبات للتوجه نحو المستقبل.
وأبرز الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي، أن اختيار حزب "الوردة" لمدينة وجدة مكانا لتنظيم هذا المهرجان الوطني، يتوخى التذكير بالدور التاريخي والاستراتيجي الذي لعبته هذه المدينة العريقة في التلاحم الوثيق بين المغاربة والجزائريين، سواء في أوقات الفرح أو في لحظات الشدة، من أجل الدفاع عن المصالح المشتركة للشعبين بشكل مبكر ومنذ معارك التحرر من الاستعمار.
وقال في سياق حديثه "ستظل المواطنات الوجديات والمواطنون الوجديون، متشبثين بالجوار المفتوح مع الجارة الجزائر الذي لا حدود له، وبالأمل المغاربي الذي انبعث من مؤتمر طنجة (1958) كمحطة بارزة في ترسيخ الوعي الناضج بالمصير المشترك والآمال الموحدة لكلا البلدين، كما نوّه باختيار المنظمين لمسرح محمد السادس في وجدة لاحتضان المهرجان، لأنه يحمل اسم عاهل البلاد المغربي، الذي أصر منذ اعتلائه العرش على دعم سبل التعاون وإشاعة ثقافة وقيم السلام والاخاء بين مختلف شعوب العالم، ويتأكد ذلك من خلال كل المبادرات الرائدة التي أقدم عليها صاحب جلالة الملك في هذا الصدد عربيًا، إسلاميًا، أفريقيًا ودوليًا.
وثمّن لشكر، اقتراح الملك بإحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور تشكل إطار عمليا للتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، قائلا إنها آلية ستمكن من خلق الأجواء المناسبة وبعث روح الثقة بين الطرفين للعمل، دون شرط وبعيدا عن أي استثناءات كيفما كان نوعها، على بلورة منهجية مشتركة لدراسة جميعه القضايا المطروحة، وخاصة ما يتعلق بمحاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة والتصحر وتحقيق الأمن الغذائي والاستثمار في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية.