واشنطن - المغرب اليوم
يبدأ الرئيس الأميركي، جو بايدن، أسبوعاً جديداً في المعركة من أجل بقائه السياسي، تحت أنظار الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها والمتوقع مشاركتها في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في واشنطن، بدعوته الديمقراطيين إلى الاتحاد خلف ترشحه للرئاسة.
ودعا بايدن الاثنين البرلمانيين الديمقراطيين المجتمعين في واشنطن في دورة برلمانية جديدة إلى "الاتحاد" خلف ترشحه، الذي اهتز بعد مناظرته الفاشلة أمام منافسه دونالد ترامب قبل عشرة أيام. وكتب الرئيس الأميركي: "رغم التكهنات في الصحافة وأماكن أخرى، تصميمي ما زال قوياً للاستمرار في السباق"، معتبراً في رسالة إلى البرلمانيين أنه "آن الأوان للاتحاد وللمضي قدماً كحزب موحد وإلحاق الهزيمة بدونالد ترامب".
وأعرب بايدن عن ثقته بأن الناخبين ما زالوا يدعمونه رغم القلق بشأن كِبر سنه بعد أدائه السيّئ في المناظرة. وقال بايدن خلال برنامج تلفزيوني على شبكة "إم. إس. إن. بي. سي" إنه عقد تجمعات انتخابية عدة بعد المناظرة "للتأكد من أنني كنت على حق في أن الناخب العادي ما زال يريد جو بايدن، وأنا واثق من أنهم يريدون ذلك".
كما هاجم بايدن المتمردين في حزبه قائلاً: "هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أنه يجب ألا أترشح فليتحدّوني.. في مؤتمر الحزب" الديمقراطي في أغسطس. وأضاف "لا يهمني ما يفكر فيه أصحاب الملايين"، كما قال إنه على قناعة بأنه سيحصل على دعم "الناخب العادي" ويرى في نتيجة الانتخابات التشريعية الفرنسية نافذة أمل.
وأوضح قائلاً أن "فرنسا رفضت التطرف" خلال الانتخابات التشريعية وأن الديمقراطيين "سيرفضونه أيضاً" في الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية، مضيفاً: "لم أعرف في حياتي مرشحاً أكثر تطرفاً" من دونالد ترامب. لكن بعد عشرة أيام من مناظرته الفاشلة في مواجهة ترامب، لم يتمكّن الرئيس الأميركي بعد من إقناع معسكره بأنها كانت مجرد "أمسية سيئة".
وفي حين تتواصل الضغوط لسحب ترشّحه للرئاسة، فإن الديمقراطي البالغ من العمر81 عاماً لا يظهر أي نية للاستسلام، بل يعمل بأقصى جهده في حملته الانتخابية. وخطّط بايدن الذي لم يشاهد بهذا النشاط منذ إعلان ترشحه لولاية ثانية في أبريل 2023، للقيام برحلات إلى ميشيغان في 12 يوليو ثم إلى تكساس ونيفادا خلال الأسبوع المقبل.
كذلك، يستضيف بايدن اجتماعاً لحلف شمال الأطلسي في واشنطن من الثلاثاء إلى الخميس في مناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الناتو. وكتب عمار موسى، وهو أحد الناطقين باسم حملة بايدن، للصحافيين، الأحد: "لا أرى كيف يمكن أن يكون أكثر وضوحاً (بشأن نيته البقاء في السباق الرئاسي)"، مع ذكر أجندة الرئيس المزدحمة.
في مواجهة ناخبين يشكّكون في قدراته البدنية والعقلية، قد يذكّر بايدن بأن تحت قيادته، تحرّك حلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا في وجه روسيا مع تعزيز تلك الجهود بانضمام عضوين جديدين إلى الناتو هما السويد وفنلندا. ويعتزم الرئيس الأميركي أيضاً عقد مؤتمر صحافي منفرد الخميس، بعدما تجنب القيام بذلك منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
لكن سيكون عليه أن يظهر حيوية واتساقاً في الأفكار.. باختصار، كل ما افتقده أثناء المناظرة أمام سلفه الجمهوري البالغ من العمر 78 عاماً. وفي مقابلة الجمعة مع شبكة "إيه. بي. سي"، قال الرئيس الأميركي الذي شكك في استطلاعات الرأي السلبية ورفض فكرة الخضوع لاختبار معرفي، إنه لن يتنحى إلا "إذا طلب الله ذلك" منه.
من جهته، يعتبر فريق حملة بايدن أن الرئيس الديمقراطي هو ضحية تحامل إعلامي منفصل عن الوقائع. وبالتالي، أصبح بايدن الآن يبذل جهوداً كبيرة ليبدو حيوياً ومليئاً بالحماسة. على سبيل المثال، أطلق الأحد خطباً مرتجلة واختلط مع الحشود الغفيرة في ولاية بنسلفانيا، وهي إحدى الولايات الحاسمة في انتخابات نوفمبر.
ومع ذلك، يعتقد العديد من المسؤولين المنتخبين أن الوقت حان لانسحابه. وتبقى معرفة ما إذا كان هذا الاعتراض سيتبلور ويؤدي إلى هجوم منسق بدعم أسماء بارزة في الحزب الديمقراطي لحضّ جو بايدن على التنحي. لكن اتخاذ قرار مماثل سيكون صعباً في ظل جدول زمني ضيق للغاية.
بدايةً، لا مؤشر على أن الرئيس الأميركي سيوافق على التنحي. ومن ثم، حتى لو قبل بالقيام بذلك، لن يكون أمام الحزب الديمقراطي سوى أسابيع قليلة لتسمية بديل له، وهو ما قد يشعل انقسامات داخلية مع المجازفة بأن تطغى الفوضى على مؤتمره لتثبيت المرشح الرئاسي للحزب في أغسطس. في هذا السيناريو الذي يبقى مستبعداً في الوقت الحاضر، لن يكون أمام المرشح الجديد سوى ما يزيد قليلاً عن شهرين للقيام بحملته قبل الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر.
قد يٌهمك ايضـــــاً :
الرئيس الأميركي يُعرب عن ثقته في دعم الحزب الديمقراطي له وسط الجدل المتزايد
إلغاء اجتماع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي لدعم بايدن