برلين ـ جورج كرم
أطلق عدد من المسلحين النار بشكل عشوائي في المركز الأولمبي التجاري في مدينة ميونيخ الألمانية جنوبي البلاد، الجمعة، 22 تموز/يوليو ما أدى إلى سقوط 11 قتلى وجرح آخرين, وأعلنت السلطات الألمانية حالة الطوارئ في المدينة بعدما كشفت أن ثلاثة مسلحين استهدفوا ثلاث مناطق متفرقة في ميونيخ وهي شارعي هاناور وريس والمركز التجاري ومحطة القطارات، فيما أشارت لاحقًا إلى انتحار أحدهم بعدما اطلق النار على نفسه, داعية السكان للبقاء في منازلهم أو الاختباء في المباني القريبة, وطالبت الجميع بإخلاء الشوارع, موضحة أنَّ عناصرها يطاردون مطلقي النار الذين هاجموا المتسوقين, وكشفت أنه على الأرجح أن يكون العمل متطرفًا وفقًا لشهود العيان الذين شاهدوا مطلقي النار, ووفقا لتلفزيون (بي.آر) فقد أغلقت الشرطة الطرق السريعة في شمال ميونيخ، وطالبت المواطنين بالابتعاد عنها, فيما أمرت سلطات النقل في ميونيخ بوقف حركة وسائل النقل العامة "خطوط القطارات والحافلات والسيارات" بسبب عمليات الشرطة، وحتى إشعار آخر.
وكشف موظف في مركز التسوق أن إطلاق النار لا يزال مستمرا وأن الموظفين ما زالوا مختبئين, وأوضح, "أطلقت العديد من طلقات الرصاص, لا يمكن أن أحصي عددها, لكنها كثيرة", وتابع: "كل من كانوا في الخارج اندفعوا إلى الداخل وبوسعي فقط رؤية شخص واحد على الأرض مصاب بإصابات بالغة وبالتأكيد لن ينجو, لا معلومات إضافية لدينا, نحن خلف غرف المتجر, لم تصل إلينا الشرطة حتى الآن".
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو على تويتر لأحد منفذي الهجوم على مركز تجاري في ميونخ وهو يصرخ "أنا ألماني أنا ألماني", وبدا في الفيديو أحد المسلحين وهو يخاطب شخصًا آخر "أنا ألماني أفضل منك لأنك تعيش على المساعدات", ورد الشخص الآخر في الفيديو على المسلح بأنه هو ألماني أيضا.
وترأست المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلية أزمة إثر اعتداء ميونيخ ودعت إلى جلسة لمجلس الأمن الفدرالي السبت وقال مدير مكتبها أنها لا تستبعد أي فرضيات بشأن هجوم ميونيخ, وكتب ستيفن سيبرت، على "تويتر": "الوزراء المعنيون في طريقهم إلى برلين، وسنقيم الوضع في إطار مجلس الأمن الفدرالي", وعبر الرئيس الألماني يواخيم غاوك عن "صدمته الكبيرة" بعد الإعتداء "الإجرامي" الذي ضرب ميونيخ جنوب البلاد , وقال "إن الاعتداء الإجرامي في ميونيخ أشعرني بالصدمة إلى أقصى حد"، مؤكدًا تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم, فيما أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أنه قطع زيارته إلى الولايات المتحدة من أجل أن يعود إلى ألمانيا.
وتعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بدعم ألمانيا بعد حادث إطلاق النار العشوائي في مركز للتسوق في ميونيخ, وأضاف, "لا نعرف حتى الآن ما الذي يحدث هناك بالضبط.. لكن بالتأكيد قلوبنا مع المصابين", وتابع "نتعهد بتقديم كل أوجه الدعم التي قد يحتاجونها", فيما دعت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها في ألمانيا بتجنب المنطقة المستهدفة بالهجوم في ميونيخ، واتباع إرشادات السلطات المحلية.
ودانت وزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات حادثة اطلاق النار الذي وقعت مساء الجمعة في مدينة ميونخ الألمانية، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، معربة عن تعازي جمهورية مصر العربية حكومة وشعبا للحكومة والشعب الألمانيين في ضحايا الحادث، ومتمنيةً الشفاء العاجل للمصابين, وجدد بيان الخارجية التأكيد على الموقف المصري الرافض بكل قوة لكافة أشكال ترويع المدنيين وتعريض حياتهم للخطر، والداعي إلى تكاتف الجهود من أجل مكافحة ظاهرة الارهاب واجتثاثها من جذورها, وأكدت على وقوف مصر حكومة وشعبا إلى جانب دولة ألمانيا الصديقة في هذه اللحظات العصيبة, فيما استنكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وملك البحرين الهجوم الارهابي الذي استهدف مدينة ميونخ.
وواصل اليورو هبوطه يوم الجمعة عقب أنباء عن إطلاق نار في مركز تجاري في ميونيخ حيث قالت الشرطة إن عددا من القتلى والمصابين سقطوا فيما أثار قلق المستثمرين وحفز مبيعات للعملة الأوروبية المشتركة, وفي أحدث تعاملات جرى تداول اليورو منخفضا 0.5 بالمئة إلى 1.0963 دولار كما خسر 0.3 بالمئة مقابل العملة اليابانية إلى 116.31 ين.
وأظهر استطلاع للرأي، الجمعة، أن أكثر من ثلاثة أرباع الألمان يعتقدون أن بلادهم ستكون هدفا للإرهاب قريبا في أعقاب هجوم أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه وقام فيه شاب من طالبي اللجوء بإصابة ركاب قطار بفأس, ويبدو أنهم كانوا على حق إذ وقع اليوم إطلاق نار في مركز تجاري في ميونخ أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى, حيث جاء في استطلاع الرأي، الذي أجري لصالح محطة (زد.دي.إف) أن 77 في المئة يتوقعون هجوما قريبا بعد أن كانت النسبة 69 في المئة في الأسبوع الماضي.
وتوقع وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، الأربعاء، الماضي أن بلاده ستواجه هجمات فردية محتملة ينفذها متشددون، على غرار الهجوم الذي نفذه لاجئ بلغ من العمر 17 عاما داخل قطار ركاب باستخدام فأس مساء الاثنين الماضي, وأضاف دي مايتسيره للصحافيين "مثل عدة دول أخرى في الاتحاد الأوروبي, وكل الاتحاد الأوروبي فإن ألمانيا أيضا هدف للإرهاب الدولي, لذا فقد قلت منذ فترة طويلة إن الموقف خطير", وأشار إلى بعض المؤشرات على أن منفذ هجوم القطار كان من باكستان، وليس من أفغانستان مثلما كان يعتقد فيما سبق.
واحتفى مؤيدون لتنظيم داعش الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي، بحادث إطلاق النار في مركز تجاري في مدينة ميونيخ الألمانية، الجمعة، والذي أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص, وتمنى أحدهم على تويتر "التوفيق" للعناصر الإرهابية التابعة لداعش في أوروبا، فيما زعم آخر أن ذلك دليل على تمدد داعش في أوروبا، لاسيما في فرنسا وبلجيكا وألمانيا.
ويأتي هذا الهجوم بعد أقل من أسبوع من إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 عاما بفأس، وهو هجوم أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه, وبعد الهجوم الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في العيد الوطني (يوم الباستيل) عندما قاد تونسي شاحنة ودهس حشودا مما أسفر عن مقتل 84 شخصًا, وأعلن أيضًا "تنظيم "داعش" المسؤولية عن ذلك الهجوم, فيما يوافق يوم الجمعة ذكرى مرور خمس سنوات على مذبحة نفذها أندرس بهرنغ بريفيك في النرويج, ويعد بريفيك بطلا لدي اليمين المتطرف في أوروبا وأميركا.