الدار البيضاء - جميلة عمر
أشرف الملك محمد السادس الثلاثاء 21 حزيران/ يونيو الجاري على المؤسسة السجنية "عكاشة" في الدار البيضاء، على إعطاء انطلاقة برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين- رمضان 2016، وترأس حفل التوقيع على 3 اتفاقات تتعلق بإعادة الدمج المهني للسجناء.
ويجسد برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين- رمضان 2016، المبادرة ذات الحمولة الاجتماعية القوية، الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك لمستقبل المواطنين نزلاء المؤسسات السجنية، وعزم الوطيد على تمكينهم من دمج سوسيو- مهني ملائم عند إطلاق سراحهم. كما يعكس الرؤية الملكية المستنيرة الرامية إلى تعزيز أمن المجتمع، ومحاربة الانحراف، وخفض عدد نزلاء السجون ومعدل حالات العود، وإحداث أنشطة مدرة للدخل
وسيستفيد من هذا البرنامج المنفذ من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة دمج السجناء، بكلفة إجمالية تفوق 5.2 مليون درهم، 333 سجينا سابقا ينحدرون من مدن الدار البيضاء، والرباط، والقنيطرة، وفاس، والخميسات، وطنجة، وسلا، وآسفي، وبني ملال، وأكادير- آيت ملول، وتارودانت، وتيزنيت، وإنزكان. وسيشمل برنامج دعم المقاولات الصغرى والتشغيل الذاتي لفائدة السجناء السابقين- رمضان 2016، تقديم دعم مالي أو توفير التجهيزات للسجناء السابقين الحاملين لمشروع حياة فردي تمت صياغته بناء على تشخيص أنجز خلال فترة تمضية العقوبة السجنية بمساعدة مصلحة التهييئ لإعادة الدمج، وذلك في انسجام مع تكوين وخبرة المستفيدين وحاجيات سوق الشغل.
ويندرج هذا البرنامج في إطار الاستراتيجية المندمجة لإعادة الدمج السوسيو- مهني التي مكنت خلال سنة 2015، من تشغيل 1719 سجينا سابقا في مقاولات مواطنة، ودعم إحداث 1670 مشروعا صغيرا في مجالات مختلفة، وخفض معدل حالات العود الذي استقر في نسبة 3.44%. ويتم تنفيذ هذه الاستراتيجية من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة دمج السجناء، بشراكة مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الدمج، والقطاعات الوزارية المعنية بالتكوين وتلك المانحة لبعض الخدمات، فضلا عن بعض فعاليات المجتمع المدني.
وشكلت مبادرة الشراكة هذه حافزا مهما لتعبئة عدد كبير من المتدخلين الذين انخرطوا في هذه الاستراتيجية التي يرعاها الملك، والتي تروم أيضا جعل الفضاء السجني مدرسة للفرصة الثانية ووسطا لإعادة الدمج والتعلم واكتساب الخبرات وتغيير نمط العيش؛ وبهدف تحسين مستقبل وجودة عيش الأشخاص الذين سبق لهم خرق القانون، ترأس الملك مراسم التوقيع على 3 اتفاقات تتعلق بدمج السجناء في مجال الشغل.
وهكذا، يتعلق الاتفاق الأول بتطوير العرض الخاص بتكوين السجناء في مهن السيارات وإعادة دمج المستفيدين في المؤسسات التابعة للجمعية المغربية لصناعة وتسويق السيارات
ويروم هذا الاتفاق تكوين وإعادة دمج 500 مستفيد في السنة ابتداء من سنة 2016 وإلى غاية سنة 2020، أي 2500 مستفيدا طوال مدة العملية. ووقعها وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الدمج محمد صالح التامك، والمدير العام لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل العربي بن الشيخ، ورئيس الجمعية المغربية لصناعة وتسويق السيارات حكيم عبد المومن، وعضو مجلس إدارة مؤسسة محمد السادس لإعادة دمج السجناء محمد الأزمي. ويتعلق الاتفاق الثاني بإعادة دمج 50 سجينا سابقا من طرف مجموعة رونو، الذين استفادوا من برنامج إعادة الدمج السوسيو- مهني الذي تم إعداده من قبل مؤسسة محمد السادس لإعادة دمج السجناء. ووقع هذه الوثيقة محمد الأزمي، ومارك ناصف المدير العام لمجموعة رونو المغرب. ويهتم الاتفاق الثالث بإعادة دمج 50 سجينا سابقا من طرف مجموعة "بي. إس. أ بوجو- سيتروين". ووقعها محمد الأزمي وريمي كابون ممثل مجموعة بوجو- سيتروين
وبهذه المناسبة، سلم الملك شيكات للدعم المالي وتجهيزات مختلفة لسجناء سابقين حاملين لمشاريع مدرة للدخل من جهة الدار البيضاء الكبرى. كما أشرف على تسليم شهادات لخريجين من السجناء الذين اجتازوا بنجاح امتحانات الباكالوريا، وسجناء خريجي سلك التكوين المهني والتعليم العالي. وفي أعقاب ذلك، زار الملك محمد السادس أجنحة عدة من المؤسسة السجنية "عكاشة" في الدار البيضاء.