الرباط ــ سناء بنصالح
خلّف دخول الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة ردود فعل سلبية لدى عدد كبير من مناضلي حزب العدالة والتنمية، ووجه محمد يتيم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والقيادي الأبرز نصائح إلى المناضلين والمتعاطفين والمراقبين الموضوعيين الذين يعرفون ويعترفون بتعقيد الواقع السياسي المغربي وتعقد عملية الإصلاح عامة.
القيادي في حزب العدالة والتنمية قال إن "الذين لم يستسيغوا الإعلان عن الأغلبية الحكومية بالتركيبة التي أعلن عنها الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، وانتقدوه وانتقدوا الحزب أيضا، رأيهم محترم ومقدر ومتفهم، ومن تألموا لإنهاء مهمة عبد الإله بن كيران كرئيس حكومة معين وتعاطفوا معه من حقهم ذلك لكن هناك معطيات مهمة وجب أن يعلموها أن لمؤسسات حزب العدالة والتنمية تقديرها كما لهم تقديرهم وفي نهاية المطاف هي التي تقرر بعد أن تستعرض كل المعطيات والاحتمالات".
وأضاف يتيم يتعين على الجميع أن يستحضر أن بن كيران كان على وعي منذ البداية بصعوبة المهمة، كما أصبح على اقتناع تام قبل إعفائه بأسابيع بأن تشكيلا للحكومة قد أصبح متعذرا وكان عازما على أن يرفع الأمر إلى الملك وكان ينصح من عدد من مستشاريه بتأجيل ذلك.
وفي توضيح للأمر، أبرز يتيم أن بن كيران انتقد بعض التصريحات وبعد التقديرات التي كانت تغلق خيار تعيين شخص ثانٍ من حزب العدالة والتنمية، وكان يعتبر أنه أحد المخارج الممكنة لتجاوز حالة الانسداد، وهو الخيار الذي انتهى إليه الملك بين خيارات متعددة، وهو أيضا الخيار المتوافق مع الدستور، ولذلك كان بن كيران الأكثر استعدادا لهذا السيناريو بل والداعي لعدم إغلاق بابه.
وفي السياق ذاته، أكد يتيم أن بن كيران كان أول المرحبين ببلاغ الديوان الملكي وبتعيين الدكتور سعد الدين حتى قبل أن تجتمع الأمانة العامة أو المجلس الوطني، وكان موقفه شهما مما يسر على الأمانة العامة والمجلس الوطني اتخاذ المواقف التي جعلت التسريع بتشكيل الأغلبية الحكومية أمرا ممكنا.
وزاد قائلا إذا كان هناك ما يشبه الإجماع في المجلس الوطني على استبعاد خروج الحزب للمعارضة وتقدير عالٍ لكلفته على البلاد والمجتمع وانتظارات المواطنين الذين أرادوا لتصويتهم المكثف على الحزب أن يواصل مسيرة الإصلاح التي بدأها في الولاية السابقة، المواطنون الذين لا يفهمون تعقيدات السياسة ودهاليزها وحكايات البلوكاج واخنوش ولشكر والتحالف الرباعي، فعشرات من تدخلات أعضاء المجلس. الوطني أكدت على ضرورة رد التحية الطيبة التي وجهها الملك إلى أعضاء الحزب حين علموا من الدكتور سعد الدين العثماني أن الملك أبلغه أنه يريد أن يواصل الاشتغال مع الحزب.