مراكش - جميلة عمر
ساهمت اليقظة الأمنية والجاهزية للتصدي للخلايا المتطرفة، في تجنيب المغرب مخططًا إرهابيًا خطيرًا كان يعد له أتباع تنظيم "داعش"، حيث أعلنت وزارة الداخلية صباح السبت، عن تفكيك خلية تابعة للتنظيم من قبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ويتوزع عناصرها على مدن فاس ومكناس وخريبكة والدار البيضاء وزاوية الشيخ وسيدي بنورودمنات وسيدي حرازم.
وتوزع العناصر المتطرفة على عدد من المدن يعني أن الدواعش أصبحوا يوزعون عملهم على مدن متعددة حتى يموهوا على العناصر الأمنية، ولأول مرة يتم توقيف الرقم الأول في الخلية في عمارة يسكنها موظفون في إدارات عمومية وليس في حي شعبي أو حي عشوائي، وذلك بغرض الاختفاء عن أنظار الأمن، حيث تم حجز أسلحة نارية عبارة عن 3 مسدسات وبندقيتان للصيد، وكمية وافرة من الذخيرة الحية، وقنينات غاز بوتان صغيرة الحجم وقنابل مسيلة للدموع وكمية كبيرة من السوائل المشبوهة والمواد الكيماوية يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات.
كمية الأسلحة التي تم حجزها ليست سهلة فهي قادرة على تجهيز كتيبة مهاجمة، خصوصًا مع توفرها على مواد كيماوية، يمكن من خلالها صناعة عبوات ناسفة مدمرة، وكانت الخلية على أهبة صناعة أحزمة ناسفة، كما تم العثور على كافة المواد المستعملة في صناعة مثل هذه الأحزمة من سترات وأسلاك كهربائية ومسامير ومبيدات سامة.
وتتوفر الخلية على كافة الوسائل التي يتم استعمالها في المعركة من قبيل التليسكوبات وأجهزة للاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى عدة معدات كهربائية، وأسلحة بيضاء مختلفة الأحجام، ومجموعة من الأصفاد البلاستيكية، ومبالغ مالية، هذه المواد المشبوهة سيتم إخضاعها للخبرة بمختبر الشرطة العلمية والتقنية لتحديد طبيعتها.
وتتجلى خطورة هذه الخلية، كون أحد أعضائها يمتلك خبرات عالية في مجال صناعة المتفجرات والتفخيخ، بما يعني أننا كنا أمام مخطط إرهابي خطير كان يسعى إلى بحر من الدم في إطار ما يسمى مشروع "إدارة التوحش"، الذي يهدف إلى إدخال الرعب في نفوس المواطنين حتى يتسنى لهم تحقيق مطامحهم التخريبية.
هذه العملية الأمنية الاستباقية تؤكد مرة أخرى الانعكاسات الخطيرة للآلة الدعائية لتنظيم داعش، والذي ما فتئ يحرض أتباعه على تكثيف الهجمات الإرهابية خارج مناطق نفوذه في ظل تشديد الخناق عليه بالساحة السورية العراقية، حيث يتم استقطاب العديد من العناصر لإيجاد موقع قدم في المغرب الذي بقي عصيًا على التنظيم الإرهابي.