الدار البيضاء - جميلة عمر
يسعى المهاجرون السريون المتواجدون في غابات بليونش، والذين حوَّلوا المنطقة إلى محطة الانتظار لتحيُّن فرصة الدخول إلى سبتة المحتلة بصورة غير قانونية، و الوصول إلى مركز حقوقي إسباني مؤقت، حيث يستطيعون من حيث المبدأ تقديم طلب اللجوء، أو الحق في الترحيل إلى شبه الجزيرة الإيبيرية قصد تسوية وضعيتهم القانونية. وأمام كثرتهم، ونجاح 500 مهاجر سري في التسلل إلى داخل سبتة الأسبوع الماضي، شرعت السلطات المغربية في حملة واسعة، لإخلاء الغابات الواقعة في محيط سبتة من المهاجرين واللاجئين من بلدان جنوب الصحراء، وكذلك الحال بالنسبة للقرى والمداشر القريبة من الحدود مع مدينة سبتة.
وقد تم نقل 200 مهاجر أفريقي على الأقل من الشمال، خلال الأسبوع الماضي، على متن أربع حافلات إلى المناطق الداخلية من البلاد. وشهد اليومان الماضيان، حملات مكثفة ومطاردات المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء في غابات بليونش وجبل موسى.
وكان المهاجرون غير الشرعيين، يتخذون من الغابات والأحراش المحيطة بمدينة سبتة المحتلة مأوى في انتظار العبور إلى إسبانيا بحرا، أو برا باقتحام السياجات الحدودية الفاصلة بين سبتة المحتلة وباقي التراب المغربي. ويشارك في العملية المئات من أفراد القوات المساعدة والدرك الملكي، ورجال السلطة المحلية في عمليات المطاردة، وتأتي هذه الحملة بعد هجومين كبيرين للمئات من المهاجرين على فارق لا يتعدى ثلاثة أيام بين 17 و20 شباط/ فبراير، ما مكن مئات منهم من دخول مدينة سبتة.
وكان الجنرال عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، كان التقى مؤخرا والي منطقة طنجة تطوان الحسيمة وكبار المسؤولين في الجيش والقوات المساعدة والدرك الملكي، وتمت دراسة تفاصيل الهجومين الماضيين ومحاولة تحديد مكامن الخلل، للإشارة جاءت هذه العملية ، بعد نجاح أكثر من 500 مهاجر سري ينحدرون من جنوب الصحراء في اقتحام السياج الذي يفصل الجيب السبتي المحتل داخل الأراضي المغربية.
وشارك في عملية الاقتحام نحو 700 مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء ، مع اختيارهم توقيت الفجر ليعبروا معبر باب سبتة، حيث استطاعوا تسلق السياج الشائك الفاصل بين التراب السبتي المحتل والأراضي المغربية، وفق ما ذكره الحرس المدني الإسباني، ونجح في هذه العملية أكثر من 500 مهاجر من اقتحام السياج البالغ ارتفاعه ستة أمتار حول جيب سبتة المحتل، أسفرت عن إصابة العديد منهم.