الدار البيضاء ـ جميلة عمر
اعتبر سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة و التنمية أنَّ تصريحات الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار لا تحترم ميثاق تحالف الأغلبية الحكومية الذي نص على الحرص على تماسك الأغلبية وعدم الإساءة للأحزاب المكونة لها".
ورد عليه عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار مصطفى بيتاس في تدوينه له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" بقوة على تدوينة العمراني سليمان، التي رد فيها على تشكيك القيادي التجمعي ووزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العالمي في المشروع السياسي لحزب المصباح.
وبدأ بيتاس في تدوينته قائلًا "ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ العمراني"، مضيفًا" لكل أجل كتاب ولكل رسالة جواب.. وهذا كتابنا وجوابنا إلى الأستاذ العمراني سليمان نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بخصوص الاشتباك المصطنع مع تصريحات الأخ راشيد الطالبي العلمي. هذه التصريحات التي قلتم عنها أنها لم تحترم ميثاق تحالف الأغلبية الحكومية، والتي بالمناسبة لا تدخل في إطاره، لكون الميثاق جاء واضحًا متعلقًا بتنسيق العمل الحكومي وعمل الأغلبية ولم يتحفظ على إبداء أي طرف لآرائه السياسية، وإلا كنا أول من يغضب عندما كان قياديون كبار عندكم يتناوبون على مهاجمتنا بشكل منتظم وعنيف، من شيوخ ونساء و شباب، وكنا عندها نحفظ الود ونترفع عن صغائر السياسة".
وبلغة صارمة وحادة، أضاف بيتاس "فليكن ما تشاؤون، ولنجعل من مواجهاتنا على حلبة يرقبها الملأ ويشاهدها المغاربة، للتناظر والمحاججة دون خوف أو ريب، فقد ولى بدون رجعة زمن الطرق السياسية السيارة من دون محطات أداء، ولكل دفع منكم تعقيب منا يليق به وبمصدره".
وأضاف بيتاس قائلًا " السيد العمراني سليمان المحترم ، و التجمع الوطني للأحرار حزب الإلتزام بالعهود ولكم أن ترجعوا لتاريخ تحالفاتنا السياسية بخاصة في زمن التناوب، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينجر إلى "صراع الديكة" الذي يحاول بعض قياديي العدالة والتنمية أن يجرنا إليه".
وتابع بيتاس قائلًا "فمنذ البداية، نبهنا كشركاء في الأغلبية الحكومية السيد رئيس الحكومة، إلى أن ما يقوم به قياديون بحزبه من ضرب تحت الحزام بجميع فنون الحرب بما من شأنه أن يقوض مبدأ التماسك والتضامن الحكومي، من خلال تهجمهم على التجمع الوطني للأحرار واستهداف قيادته، بشكل مستفز وبأسلوب غير مقبول، تعدى المواقف السياسية وحاول تلطيخ سمعتها والمس بكرامتها وحقوقها".
وأضاف بيتاس قائلًا "وانطلاقا من حرصنا الوطني والمسؤول على إنجاح الولاية الحكومية الحالية، وضمان استمراريتها إلى نهايتها، ما فتئنا ندعو إلى ضرورة الالتزام بميثاق الأغلبية الذي وقعه رؤساء الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، وإذا كنا قد تقبلنا إلى حد ما اعتبار كون تلك التجاوزات في حينها مجرد مواقف شخصية نفسية لا تستحق الرد، ولا تعبر عن موقف حزب العدالة والتنمية، فإننا نتفاجأ اليوم بالردود غير المسؤولة والمرفوضة أخلاقيًا وسياسيًا التي عبرتم عنها، السيد العمراني بصفتكم الحزبية كنائب الأمين العام لحزبكم، تتبنون فيها بشكل مباشر حينا وبشكل ضمني أحيانا أخرى، كل التهجمات السابقة على حزبنا، ومن جملتها تهجمات عبد العالي حمي الدين الذي حكم على حزبنا بالنهاية، وعبد العزيز أفتاتي الذي وصفنا بكارتيلات المال الحرام والناس تفهم وتعي ما معنى كارتيلات، مستعملًا لغة ذات رمزية دينية ليمارس نوعًا من التسلط على عقول الناس، مما يطرح التساؤل مجددًا حول عدم قدرتكم على ممارسة السياسة من دون اللجوء إلى الدين والعواطف".
وقال بيتاس " لسنا في حاجة لتذكيرك السيد العمراني بأننا نتواجد في الحكومة بقرار سيادي لحزبنا وفقًا لميزان القوة وليس صدقة من حزبك، ولا ننتظر منك أو من بعض إخوانك أن يقرروا لنا متى نستمر أو ننسحب من الحكومة، فلا ينبغي أن تغفلوا أن تشكيل الحكومات و الأغلبيات في بلادنا وفي العالم كله، له أعراف دستورية و مساطر سياسية خاصة ليس من السهل بتاتا إطلاق التصريحات على عواهنها بهذا الخصوص".
وأضاف بيتاس قائلًا "مشكلتك السيد العمراني أنك تخلط بين السياسة والدعوة ولذلك تلجأ إلى خلق فكرة العدو، في ثنائية الطاهر والمدنس والحق والباطل والحلال والحرام، وتسيس الدين وتدين السياسة، وعلى ما يبدو أنكم لا تستطيعون العيش بدون خطاب الأزمة وبدون خلق “عدو” تتصارعون معه لكي تظهروا للعموم، فبدون عدو تتصارعون معه وتشهرون أنفسكم لا يمكن أن تحققوا وجودكم".
لذلك صرت ترى الوقائع وتحللها من زاوية ضيقة. وتبرر الفشل بعرقلة "العدو" لتشكيل الحكومة، هذا العدو الذي لا يوجد إلا في مخيلتك".
وفي السياسة لا وجود للعدو ولا تمارس أصلا بمنطق العداوة، وتذكر أن للتجمع الوطني للأحرار علاقات ود واحترام في علاقاته مع باقي الفرقاء السياسيين وعلاقاتنا كانت طيبة للغاية ومبنية على الاحترام والتصالح و الحوار بيننا وبين عدد مهم من الأحزاب الوطنية بخاصة في تسعينات القرن الماضي.
وبفضل تلك العلاقات ساهم التجمع الوطني للأحرار بقوة في إنجاح حكومة التناوب التوافقي التي قادها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، وحرص التجمعيون على إنجاحها، وكنا على الدوام في الحكومات التي شاركنا فيها ومانزال، وتذكرون أننا أنقذنا حكومة بنكيران من السقوط بعد انسحاب حزب كبير ضمن الأغلبية آنذاك سنة 2013، عندها كنا مسهلين ومتجاوبين وكانت قيادتنا قيادة المعقول حسب مقولات بنكيران، والآن معاكسين و "شوافين"، أي منطق هذا الذي تقيسون به العلاقات السياسية؟.
ولكن للأسف يبقى المنطق الفرعوني مسيطر على عقولكم وكأنكم تملكون تفويضا ربانيا منحتكم قلما أحمرا تصحح به أخطاء العباد من وجهة نظركم ويقيمون لهم محاكم تفتيش وأيام حساب، مع العلم أنكم أنتم أيضا بشر تقبلون على الطهر كما قد تقعون في الرجس والدنس، وقد تدافعون عن الدنس إذا كان يخدمكم و تنفرون من الطهر إذا خالفكم المسير
فنحن نجعل العمل أساس تدبير الشأن العام، وليس الشعارات. وما كان التجمعيون يوما يرفعون سقف الإنتظارات أو ينزلون بالسياسة إلى الشعبوية التي لا تخلق إلا التيئيس والمعارضة من أجل المعارضة
الأستاذ العمراني نحن منسجمون ومتناغمون مع انفسنا منذ تأسيس التجمع ولم نغير أبدا بوصلتنا، ولم نقم بمراجعات وتنازلات عن مواقفنا وأفكارنا لندخل غمار الدولة، أما تنظيمك فقد سار في ليال كثيرة بدون بوصلة قبل الإدماج في الحياة السياسة وبعدها، وتغيرت مواقفكم بعدها علنا من مؤسسات كثيرة ومهمة في البلاد
السيد المحترم العمراني أفتنا بصدق في اشتباكنا هذا، أيهما أخطر على استقرار العلاقات كيفما كان نوعها داخل الدولة المجتمع، أن يبدي القيادي وعضو المكتب السياسي للتجمع الطالبي العلمي رأيه بهذه الصفة في تأطير شبيبة حزبه، بحكم تجربته في تدبير الشأن العام عن افلاس نموذج اقتصادي وصل التضخم فيه حوالي 20في المائة وتدهورت قيمة عملته الوطنية وأصبح نموذجا لا يمكن الاقتداء به، وأقر ذلك كل الخبراء المستقلين، أم أن يهاجمك قيادي مستعملا قاموس الحلال والحرام، ويصفك بأنك تجسد كارتيلات المال الحرام، أو يطالبك بالرحيل لأنك فاسد أو أنت تمارس العرافة في الحياة السياسية والتي جاءت على لسان رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزبكم؟ لقد وصل السيل الزبى أمام هذه التقية الميكيافيلية وامام تبادل الأدوار هذا والذي لا يمت لقيم الإسلام بشيء".