نواكشوط ـ عادل سلامة
كشف مصدر دبلوماسي مشارك في القمة العربية في نواكشوط أن وفود الدول العربية المشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، تحفظت بشأن عدد محدود من القضايا العربية, وأوضح أنَّ الوفد اللبناني تحفَّظ على بند التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية, كما تحفظت العراق على البند نفسه, وتحفظت دول على البند الخاص بطلب العراق اتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية, فيما حدث تباين في الآراء إزاء مقعد سورية في الجامعة العربية، إذ طلبت بعض الأطراف أن تشغل المعارضة هذا المقعد، بينما رفضت الغالبية ذلك وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
وتتناول مشاريع القرارات التي سيتم مناقشتها وهي 16 بندًا، من بينها تطورات الأزمة السورية والوضع في كل من ليبيا و اليمن، ودعم الصومال وخطة تحرك السودان لتنفيذ استراتيجية خروج قوات حفظ السلام الدولية "يوناميد" من إقليم دارفور، واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاثة, حيث جاء في مشاريع القرارات، المشروع الخاص بالقضية الفلسطينية، التأكيد العربي على الجهود الدولية والعربية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة المبادرة الفرنسية من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام 2016.
وفي الشأن السوري، طالب المجلس كافة أطراف الصراع في سورية وقف العدوان على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وعدم الزج بهم في أتون المعارك رغم حيادهم منذ بدء الصراع, وفيما يخص باليمن، جدد المجلس استمرار دعمه للشرعية الدستورية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية اليمنية، وعلى أن أي مشاورات أو مفاوضات لخروج اليمن من الأزمة لابد وأن تنطلق من المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216.
ودان المجلس واستنكر تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية، ومطالبة إيران بالكف عن التصريحات العدائية، ووقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية باعتبارها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لهذه الدول, فيما عُقد أمس أول اجتماع تحضيري للقمة العربية التي تنتهي الاثنين المقبل في نواكشوط، وأفاد مسؤولون مصريون بأن القاهرة ستقدم في القمة "تقريرًا عما وصلت إليه نقاشات تشكيل القوة العربية المشتركة" التي كانت طرحتها مصر وأقرتها قمة شرم الشيخ العام الماضي، لكنها واجهت لاحقًا تحفظات عطلت إقرار تشكيلها.
وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي إن "القمة ستناقش العمل على تنفيذ قرارات القمم العربية السابقة، وصياغة موقف موحد إزاء مفاوضات تغير المناخ، واعتماد اتفاقية النقل البحري للركاب والبضائع بين الدول العربية، واعتماد الاستراتيجية العربية لتطوير استخدامات الطاقة المتجددة". واعتبر أن القمة "تنعقد في ظل أوضاع عربية مضطربة ويتطلب الموقف الراهن العمل على ضبط هذه الحالة والتحكم وتصويب الأمور وإعادة الأمن والاستقرار في بلداننا".
وعقد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للجامعة العربية اجتماعًا أمس على مستوى كبار المسؤولين للتحضير لاجتماع وزراء المال والأعمال غدًا. وناقش مشاريع اقتصادية واجتماعية عدة، ومشروعًا لدمج القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية مع القمة العربية العادية.
ويجتمع المندوبون الدائمون لدى الجامعة اليوم لإعداد جدول أعمال القمة ومراجعة مشاريع القرارات المعروضة عليها، بما في ذلك البيان الختامي وإعلان نواكشوط الذي أوضح مندوب موريتانيا الدائم لدى الجامعة ودادي ولد سيدي هيبه أنه "سيتضمن كل القضايا العربية ذات الاهتمام وكل ما يجمع الدول العربية". ويجتمع وزراء الخارجية السبت للتحضير للقمة التي تلتئم الإثنين المقبل برئاسة موريتانيا، بعد تسلمها من مصر.
وأكد مندوب موريتانيا لدى الجامعة أن "الترتيبات والتحضيرات للقمة, دخلت مراحلها النهائية، وتم وضع جميع الأمور في نصابها"، فيما أكد الناطق باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ "قدرة الأمن الموريتاني على تأمين القادة العرب"، مشيرًا إلى أن "الأمن الموريتاني من أفضل الأجهزة الأمنية في المنطقة". وتوقع أن تشهد القمة "مشاركة واسعة من قبل القادة العرب والوفود"، معتبرًا أن القمة التي تعقد تحت شعار الأمل تأتي "وسط تحديات جسيمة وظروف صعبة تمر بها المنطقة العربية".
ولفت إلى أن "هناك استعدادات كبيرة ومراسم احتفالية لاستقبال القادة العرب وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز"، موضحًا أن "هناك دعمًا عربيًا كبيرًا لقمة نواكشوط، وهناك تفاؤلًا بمستوى المشاركة إذ أبدى كثير من الدول العربية حرصه على المشاركة", وأكد أن مقعد سورية سيبقى "مجمدًا وشاغرًا في القمة بقرار من مجلس الجامعة العربية، ونحن نشاطر الشعب السوري دائمًا آلامه