الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
استخدمت ميليشيات جبهة البوليساريو الرصاص الحي لتفريق مظاهرة تم تنظيمها أمام مقر إقامة زعيم الجبهة إبراهيم غالي، حيث تم منع المتظاهرين من التقدم أكثر نحو مكان تواجد زعيم البوليساريو، وتظاهر عدد من النشطاء، احتجاجًا على مقتل ناشط سياسي وحقوقي في سجن "الذهيبية"، حيث تم توجيه أصابع الاتهام نحو قيادة البوليساريو بالتستر على قتله في السجن، والترويج لخبر انتحاره داخل زنزانته.
ولم ينجح بعض قادة الجبهة في إقناع المحتجين بالتراجع واللجوء إلى الحوار، ليتم إطلاق رصاصات تحذيرية من أجل تفريق المتظاهرين، الذين هددوا بعدم السكوت وفضح ممارسات قيادات الجبهة واغتيالها للناشط السياسي "إبراهيم . س" على المستوى الدولي، كما تم رفع شعارات مناهضة لقيادة الجبهة، على غرار "الجبهة عادت دم، وغالي ما يفهم"، و"أهل الصحراء ضاعوا، والقيادة باعوا".
وأوفد قادة البوليساريو بعض شيوخ القبائل لإقناع المحتجين بالعدول عن احتجاجهم، ودعوتهم إلى انتداب لجنة للحوار وعودة باقي المحتجين إلى خيامهم، محذرين من تبعات استمرار الاحتجاج، وهو الأمر الذي رفضه المتظاهرون، الذين طالبوا بتحقيق نزيه في وفاة الناشط السياسي وبتشريح جثته من طرف لجنة طبية دولية مستقلة، وبإثبات تورط قيادة البوليساريو في تصفية الأقليات القبلية ومصادرة حقوقها.
من جانبها، طالبت عائلة الضحية بفتح تحقيق في ملابسات وفاته في السجن، مؤكدة حصولها على أدلة ومعطيات تفيد بتعرضه للقتل بعد تعذيبه ونقله في حالة غيبوبة على متن سيارة عسكرية من مكان سري إلى السجن، قبل الإعلان عن إقدامه على الانتحار للتستر على اغتياله.