دمشق – خليل حسين
منعت السلطات السورية دخول اهالي محافظة دير الزور الى العاصمة دمشق وريفها وحولت معسكر الطلائع في محافظة السويداء الى معتقل لهم ، وقوات المعارضة تستعيد مناطق واسعة في الغوطة الشرقية خسرتها الخميس. وكشفت مصادر خاصة للعرب اليوم من دير الزور ان " القوات الحكومية تقوم ومنذ بداية الشهر الحالي بمنع ابناء محافظة ريف دير الزور من دخول المدينة وتضعهم في معسكر الطلائع اغلبهم اطفال ونساء ونقل بعضهم الى محافظتي حمص وحماة ومن يسمح لهم بالخروج اما بالوساطات او دفع مبالغ مالية تتراوحي ( 500-800) دولار اميركي.
وأكدت المصادر ان الكثير من ابناء محافظة دير الزور الذين يغادرون الريف الشرقي والغربي يسلكون الطرق الصحراوية القريبة من الحدود السورية العراقية والاردنية ومن ثم يتجهون الى محافظة السويداء في رحلة شاقة والبعض منهم مرضى واخرين لديهم اقامة في دول الخليج ضاعت عليهم اقاماتهم نتيجة احتجازهم في معسكر الطلائع ناهيك عن الاوضاع السيئة داخل هذا المعسكر مع وجود عشرات العائلات خرجوا من جحيم "داعش" الى معتقل الطلائع ، مع تكتم اعلامي كبير على هذا الامر بل حتى السؤال عنه اصبح من المحرمات .
وتفرض القيادات العسكرية السورية على سكان احياء مدينة دير الزور وهي( الجورة والقصور وهرابش) التي والتي يقدر عدد ساكنيها حوالي / 200 / الف وتسيطر عليها القوات الحكومية والمحاصرة من تنظيم "داعش" منذ حوالي 16 شهرًا مبالغ مالية تصل الى حوالي 800 دولار امريكي للسماح لهم بالخروج من المدينة عبر طائرات مروحية الى مطار القامشلي في ظل حصار قاتل راح ضحيته العشرات نتيجة نقص الغذاء والدواء والقصف اليومي من عناصر "داعش" على تلك الاحياء .
ويسيطر تنظيم "داعش" على كل احياء مدينة دير الزور عدا ثلاثة احياء (الجورة والقصور وهرابش ) ومطار دير الزور تحت سيطرة القوات الحكومية والدفاع الوطني .
وبدأت القوات الحكومية السورية والدفاع الوطني بفرض التجنيد الاجباري وصل الى تجنيد حتى الاطفال بعد هجوم "داعش" الاخير والنقص في اعداد المقاتلين فقد نقلت مصادر اعلامية في دير الزور ان " قائد ميلشيات الدفاع الوطني فراس العراقية قتل شاب في شارع الوادي بسبب رفضه التجنيد الإجباري ، وأن القوات الحكومية والدفاع الوطني شنت حملة تجنيد اجباري هي الأكبر من نوعها منذ بداية الحصار طالت شباب بعمر ال13 عامًا ونقلتهم حولي 50 شابًا الى جبهات القتال مع تنظيم "داعش" دون اي خبرة عسكرية ".
وتشهد مدينة دير الزور منذ الجمعة، تصعيدًا كبيرًا على كافة جبهات المدينة وان القوات الحكومية تقصف المدينة براجمات الصواريخ من فرع أمن الدولة قصفًا هو الاعنف منذ أشهر تزامن ذلك مع غارات للطيران الحربي على المدخل الجنوبي للمدينة صوامع الحبوب وأطراف قرية الحسينية ورد التنظيم بتقصف الاحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية".
وأكدت المصادر ان القوات الحكومية بدأت باستخدام صواريخ من نوع (بركان ) بشكل مكثف بالفترة الأخيرة لقصف الاحياء التي يسيطر عليها "داعش" وهذه الصواريخ ذات قدرة تدميرية كبيرة استخدمها حزب الله لأول مرة في معركة القصير في حمص وكذلك غوطة دمشق ، وهي صواريخ ايرانية الصنع تستخدم ضد الأبنية السكنية و تتسبب بانهيار المبنى بشكل كامل .
وتمكنت فصائل فيلق الرحمن وجيش الفسطاط، من استعادة السيطرة على مزارع بلدة بزينة في الغوطة الشرقية بالإضافة لسيطرتهم على أجزاء واسعة من بلدة حرستا القنطرة في الجبهة الجنوبية لغوطة دمشق جنوبي سورية، ونقلت مصادر اعلامية معارضة ان " فيلق الرحمن بالاشتراك مع جيش الفسطاط وعدد من الفصائل العسكرية شنوا ليل الجمعة السبت هجومًا عنيفًا على مواقع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في مزارع بلدة بزينة في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أفضت لانسحاب الأخيرة محملة بالعديد من القتلى والجرحى في صفوفها، لتفسح المجال لفصائل المعارضة للتقدم والسيطرة على المزارع بشكل كامل.
وأضافت المصادر أن " فصائل المعارضة شنت أيضًا هجومًا مماثلًا على مواقع القوات الحكومية على جبهة بلدة حرستا القنطرة، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين تمكن على إثرها فيلق الرحمن وجيش الفسطاط من السيطرة على مساحات واسعة من البلدة، كما تمكنوا من قتل اكثر من 30 عناصرًا من القوات النظام وحزب الله والحرس الثوري الايراني ومقاتلين من مليشيات عراقية إضافة لجرح اكثر من 50 منهم ".
وأكدت المصادر أن " القوات الحكومية بعد هذه الخسائر وبعد خطاب امين عام حزب الله الذي وحديثه عن انتصارات الغوطة الشرقية ردت بقصف عنيف على مزارع بلدة بزينة بعد سيطرة فصائل المعارضة عليها بالإضافة لأجزاء واسعة من بلدة حرستا القنطرة وذلك بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وسط تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء المنطقة دون تنفيذ غارات جوية نظرا لقرب خطوط المواجهة بين قوات النظام الحكومية والمسلحين الموالين لها وقوات المعارضة ".
وتأتي استعادة فصائل لمناطق واسعة في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية، بعد يوم واحد من سقوط العديد من البلدات والمواقع بيد القوات الحكومية جراء انسحاب مفاجئ لفصائل المعارضة المسلحة وفي مقدمتها جيش الإسلام.
وأعلن (جيش المجاهدين) أحد أكبر تجمعات الفصائل المقاتلة شمالي سورية عن انضمام عشرة فصائل عسكرية معارضة إلى صفوفه، وذلك تلبية للمطالب الشعبية بـ (التوحد والابتعاد عن التفرقة ونبذ الفتنة) وذلك استعدادًا للمواجهات القادمة ضد القوات الحكومية وتنظيم "داعش" كما وجه ‹جيش المجاهدين› الدعوة لبقية الفصائل للقيام بخطوات مماثلة بالوحدة ورص الصفوف.
و أصدر جيش المجاهدين بيانًا حصلت العرب اليوم على نسخة منه، أعلن فيه " استكمالا لمسيرة الوحدة التي بدأها جيش المجاهدين في إطلاقه لمبادرة تحت عنوان (توحيد الجبهة الشمالية) منذ أكثر من أربعة أشهر، نؤكد دوام التزامنا في العمل التشاركي مع كافة مكونات ثورة الشعب السوري الأبي، وتنفيذا لأوامر الله تعالى في وحدة الصف ومتطلبات الظروف الأخيرة التي تمر بها مدينة حلب بشكل خاص، نشكر كل من استجاب للمبادرة، ونعلن اندماج كل من الفصائل التالية بهيكلية جيش المجاهدين ".
وذكر البيان أسماء كل من فصائل (كتيبة الشهيد محمد شعبان، كتيبة الفاروق، الكتيبة الخامسة، تجمع ثوار الأتارب، لواء شهداء الأتارب، كتيبة الشهيد علاء الأحمد، القوة المركزية لمدينة الأتارب، كتيبة أنصار الحق، كتيبة الولاء الله، لواء قذائف الحق ) .
ودعا البيان " كافة الفصائل الثورية للقيام بخطوات مماثلة، ونعاهد شعب سوريا بالثبات وزيادة تنظيم الصفوف حتى تحقيق النصر".
"جيش المجاهدين" تم تشكيله بمدينة حلب وريفها، بالاشتراك بين عدة فصائل عسكرية بشهر نيسان / أبريل 2014 بهدف محاربة القوات الحكومية وتنظيم ‹"داعش"›، وكان له الفضل الأكبر بالقضاء على نفوذ التنظيم داخل مدينة حلب وريفها الشمالي، وفق مراقبين.
و تجددت المعارك بين تنظيم "داعش" وفصائل المعارضة المسلحة وسط قصف مدفعي للجيش التركي على مواقع التنظيم في الريف الشمالي، وقال قائد ميداني إن مقاتلي غرفة عمليات حور – كلس، شنوا هجومًا معاكسًا على مواقع تنظيم ‹"داعش"› بإسناد مدفعي تركي طال قرى وبلدات جارز ويحمول وتل حسين والفيزرية وجكا، تمكن على إثره مقاتلو المعارضة من استعادة بلدتي يحمول وتل حسين وسط اشتباكات متواصلة عند محور بلدتي جارز والبل، وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الفصائل والتنظيم».
وتشهد معارك الريف الشمالي كر وفر بين عناصر "داعش" وفصائل المعارضة حيث تمكن تنظيم "داعش" قبل يومين من استعادة السيطرة على خمس قرى وبلدات خلال ساعات بعد معارك ضد فصائل المعارضة بدأها التنظيم بهجوم بالعربات المفخخة، على الرغم من القصف المدفعي التركي.