الرباط _ المغرب اليوم
دخل نزاع الصحراء المغربية منعطفا جديدا فبعد التضامن الدولي الواسع مع تحرير معبر الكركرات، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية اعترافها رسميا بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على الصحراء، وقررت الولايات المتحدة الأميركية، في أول خطوة عملية تجسد السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأميركية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويعتبر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تاريخياً لاعتبارات عدة؛ أبرزها أن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة التي تعد قرارات مجلس الأمن بخصوص تجديد مهمة بعثة المينورسو، ما يعني أن القرارات المقبلة قد تحمل انتصارات جديدة للمغرب. وحرصت الإدارة الأميركية في عهد ترامب على تقديم مساعدات
مالية، ضمن قوانين المالية، إلى المغرب يمكن أن يتم استخدامها في تنمية الأقاليم الجنوبية، كما باقي جهات المملكة، وقال الموساوي العجلاوي، الخبير في ملف الصحراء، إن "القرار الأميركي حدث تاريخي لا مثيل له شكلا ومضمونا"، مضيفا أنه "من حيث الشكل، فإن صياغة القرار تحمل ثقلاً كبيرا لأنه صادر عن الرئيس الأميركي، ثم بعد ذلك بيان الديوان الملكي، أي نحن بصدد قرارات رسمية". وأعرب العجلاوي، عن اعتقاده أن السياقات السياسية التي جاء فيها القرار الأميركي لا يمكن فصلها عما جرى في الكركرات والتضامن الدولي الكبير الذي لقيه المغرب إثر تدخله العسكري، الذي حشد دعم أزيد من 80 دولة، وشدد المتحدث على أن القرار الأميركي يأتي أيضا في ظل الانتكاسة التي لقيتها جبهة البوليساريو خلال قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة،
بما في ذلك موقف رئيس جنوب أفريقيا الذي لم يعلن عن أي إدانة للتدخل المغربي. ويرى الخبير ذاته أن قوة القرار الأميركي تكمن في كونه صادرا عن دولة عضو دائم في مجلس الأمن الدولي لها وزنها وثقلها، مبرزا أن واشنطن هي من تتكلف بصياغة مسودة مشاريع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن تجديد ولاية بعثة "المينورسو"، وأضاف العجلاوي أن ملف الصحراء دخل منعطفا حاسما اليوم، لأن البلد الذي يكتب "قرار الصحراء" يعترف بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء المغربية، معتبرا أن هذا الأمر هو سابقة في التاريخ ويكون له ما بعده على مستوى قرارات مجلس الأمن. وأوضح أن قراءة العديد من التطورات والأحداث المرتبطة بمسار ملف الصحراء، تبين أن الملف دخل مرحلة حاسمة على مستوى الحل النهائي، مشيرا إلى تصريح
لوزير الخارجية الفرنسي منذ سنة ونصف تقريبا، قال فيه: "لن تمر سنة 2022 دون حل نزاع الصحراء". وتابع المصدر ذاته بأن عدم تحمس الأمم المتحدة لتعيين مبعوث جديد خلفا لهورست كولر، الذي استقال من منصبه قبل أزيد من سنة، يعود إلى أن دولا كبيره، ضمنها روسيا، غير مستعجلة لتعيين مبعوث جديد، مضيفا أنه "حتى بعد ما جرى في الكركرات والفرقعة الإعلامية الكاذبة لبلاغات البوليساريو، لم تعر دول العالم أي قيمة لكل البلاغات الحربية المزعومة لانفصاليي البوليساريو".
ويرى العجلاوي أن "قرار أميركا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة يفتح الباب أمام دول أوروبية لها وزن كبير يرتقب أن تحط بعثاتها الدبلوماسية بالصحراء المغربية"، مؤكدا أن "ما حصل عليه المغرب في عهد ترامب لم يقع في عهد أي رئيس أميركي سابق".
قد يهمك ايضا
اللجنة البرلمانية المكلفة بتتبع تحالف المحيط الهادئ تدعم إجراءات المغرب