الدار البيضاء ــ جميلة عمر
كشف نشطاء حراك الريف، أنّ عدد المعتقلين على خلفية الأحداث التي تعرفها الحسيمة وضواحيها ارتفع إلى عشرات الأشخاص إلى حدود اليوم الأحد، وذلك بعدما أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أوقفت الجمعة والسبت، 20 شخصًا "للاشتباه في ارتكاب جنايات وجنح تمس بالسلامة الداخلية للدولة وأفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون".
وحسب تدوينة الناشط عبد الحميد العزوزي، على حسابه في "فيسبوك"، أن العدد الإجمالي للمعتقلين في اليومين الأخيرين في الحسيمة ناهز 70 شخصًا، بعدما تم اعتقال 37 شخصًا جديدًا اليوم في الحسيمة والمدن المجاورة، لافتًا إلى أنهم كانوا سيقدمون للمحكمة صباح الأحد.
وأمام ارتفاع عدد المعتقلين، تضاعف زخم الإحتجاجات، احتجاجات طالب من خلالها عائلات المعتقلين في أحداث الحسيمة أمام "الكوميسارية"، حيث يطالبون بالإفراج عن أبنائهم مؤكدين أنهم لم يمارسوا العنف وفي هذا الإطار، طالب رئيس جماعة لوطا في إقليم الحسيمة، المكي الحنودي، الجميع بالتهدئة وضبط النفس في هذه الفترة الحرجة، محملًا المسؤولية كاملة لأجهزة الدولة في كل التطورات الخطيرة.
ودعا الحنودي في تدوينة على حسابه في "فيسبوك"، الأحزاب السياسية والهيئات النقابية والحقوقية في الإقليم، إلى اجتماع عاجل لتدارس الوضع بعد أحداث السبت والاعتقالات والتوقيفات والمطاردات والمتابعات في حق نشطاء الحراك الاجتماعي، من أجل تحديد موقف موحد والعمل على إيجاد صيغة متوافق عليها لحل الأزمة وتحقيق مطالب السكان وتجاوز أجواء الاحتقان والتصعيد
وطالب المسؤول المذكور المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي، بوقف المتابعات ومطاردة نشطاء الحراك الاجتماعي وإطلاق سراح المعتقلين والموقوفين خلال اليومين الأخيرين، والعمل على إيجاد الحلول المتوافق عليها لتحقيق مطالب اقتصادية واجتماعية وثقافية، مشيرًا إلى أنه لن يكون ذلك إلا بالحوار الجدي والصادق لتجاوز الاحتقان والتوتر، واشتعلت مجددا المواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في كل من إمزورن والدرويش، بعد صلاة التراويح، السبت إلى حدود الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وذلك بعد يوم واحد من المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة الحسيمة عقب محاولة قوات الأمن اعتقال قائد الاحتجاجات ناصر الزفزافي.
وأظهرت مقاطع "البث المباشر" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مواجهات عنيفة في كل من إمزورن والدرويش بين متظاهرين وقوات الأمن، حيث استعملت القوات العمومية شاحنة المياه لرش المتظاهرين بالمياه من أجل تفريقهم، فيما هاجم متظاهرون أفراد الأمن بالحجارة. كما عرفت مدن أخرى وقفات احتجاجية تضامنًا مع حراك الحسيمة، بدون أن تعرف تدخلات أمنية، أبرزها مدينة مرتيل ومنطقة أيت حذيفة وتمسمان كرونة.