الرباط- رشيدة لملاحي
يلقي العاهل المغربي الملك محمد السادس، الاثنين، خطابا ساميا إلى الشعب المغربي. وأعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن الملك محمد السادس، أنه بمناسبة حلول الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، سيوجه الملك خطاب سامي للشعب المغربي.
وحسب وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة بهذا الخصوص، أنه سيبث الخطاب الملكي على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة في الساعة الثامنة والنصف من الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري". وهذه المسيرة كانت ملحمة وطنية مجيدة، شعارها القرآن، وركيزتها الإيمان، وغايتها تحرير الأرض والإنسان، وصلة الرحم مع سكان الأقاليم الجنوبية الأصلاء البررة الأوفياء، الذين حافظوا على التعلق بوطنيتهم المغربية الصادقة، وبرهنوا على الولاء الدائم والإخلاص المتجدد لملوك الدولة العلوية الشريفة، والتشبث بالوفاء بالعهد الذي هو في ذمتهم للعرش العلوي المجيد، عملا بقوله تعالى “وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا”.
وأوضح أن ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة تعتبر نموذجا فريدا من إبداعات العرش العلوي، وواحدة من عبقريات الحسن الثاني طيب الله تراه، كما ستظل نصرا عزيزا وفتحا مبينا لعرش وشعب متحابين، متراصين ومتفانين.
وقال "ها هو خلف الحسن الثاني ووارث سره البار، أمير المؤمنين الملك محمد السادس، يواصل الجهاد الأكبر بمسيرات متتاليات "مسيرة التنمية الاجتماعية، مسيرة القضاء على أسباب الهشاشة والإقصاء، مسيرة تكريم المرأة، مسيرة تنمية الاقتصاد وتأهيل المجتمع، مسيرة التنمية البشرية، مسيرة إصلاح القضاء إيمانا من مولانا أمير المؤمنين بأن العدل أساس الملك، مسيرة إصلاح التعليم وتطويره، إلى غير ذلك من المسيرات المتلاحقات التي تستلهم من المسيرة الخضراء روحها ونهجها، وتعبئتها وحماسها، لعل أهمها مسيرة إصلاح الإدارة القائمة على ربط المسؤولية بالمحاسبة، التي أعلن عنها مولانا أمير المؤمنين في خطابه المجيد بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية 2017-2018″.
يذكر أن مسجد حسان في الرباط خصص موضوع حديث الجمعة لمناسبة المسيرة الخضراء بحضور الملك محمد السادس، حيث أكد تاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والمكرمات، يوم سادس نوفمبر من كل سنة، الذي ستخلده الأمة المغربية ، مستحضرة فيه ذكرى من أعز ذكرياتها الوطنية المجيدة، ذكرانطلاق المسيرة الخضراء المظفرة.
وأضاف قائلا "نحمد الله تعالى في هذا البلد الأمين على أن أمير المؤمنين، حريص على رقابة سلوك المكلفين بالتدبير العمومي من حيث قيامهم بمسؤولياتهم، يسدد تلك المسيرة ويقوم اعوجاجها عند الاقتضاء، ويجدد فيها نشاطها وحيويتها، ويبقى على الأفراد والجماعات، كل في موقعه، أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة، وعدم الاكتفاء بإلقائها على جهة واحدة، وزارة كانت أو مؤسسة أو قطاعا من القطاعات”.
ووجه الخطيب رسائل، حيث أكد أن من شأن الالتزام بمحاسبة النفس أولا ثم محاسبة الغير ثانيا، أن يجنبنا الوقوع في أمراض خلقية جماعية كالزور والبهتان والوقيعة والتواكل والظهور دائما بمظهر الضحية، وكلها، وما يشبهها من الأمراض، متأصلة في عدم تربية النفس التي وصفها الله بالأمارة بالسوء إذا لم تتطهر، وباللوامة إذا اجتهدت في محاسبة نفسها، وبالمطمئنة إذا وصلت إلى الغاية القصوى من التزكية"، مشددا على أن ما ينبغي التنبه له هو أن كل محاسبة تبدأ من محاسبة النفس، مبرزا أن الإنسان إذا لم يتمرن على محاسبة نفسه فإن انحرافه يظهر في ميله إلى اتهام غيره وإسقاط كل مشاكله على ذلك الغير، ولاسيما على المكلفين بالتسيير والتدبير العمومي في بلده.