الرباط - رشيدة لملاحي
عبّر السلك الديبلوماسي الأفريقي في الرباط عن نأيه بنفسه عن التصريحات "المتجاوزة للحد" و"غير المفهومة" التي لن تسهم إلا في تسميم الأوضاع، التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري ضد المغرب.
وأكد السفير نيماغا إسماعيلا، عميد السلك الديبلوماسي الأفريقي متحدثا باسم السفراء الأفارقة في الرباط، أن "رؤساء بعثات البلدان الأفريقية اطلعوا باستغراب على تصريحات (وزير الخارجية الجزائري) التي صدرت عن شخص مخول له التحدث من السلطات الجزائرية أكثر من غيره".
ونظمت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مع السفراء الأفارقة المعتمدين في الرباط، على خلفية التصريحات الكاذبة التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري ضد المغرب، وسياستة الأفريقية، أعرب السفير إسماعيلا عن أسفه لكون "مثل هذه التصريحات لن تسهم إلا في تسميم الأوضاع". ووصف عميد السلك الديبلوماسي الأفريقي ما نسبه الوزير الجزائري في هذه التصريحات إلى قادة دول أفريقية بكونه "متجاوزا للحد"، مذكرا في هذا الصدد بأن قادة البلدان الأفارقة سيجتمعون قريبا في أديس أبابا وستكون المناسبة سانحة لطلب "توضيحات" بشأن إدراجهم في مثل هذه التصريحات.
وأكد السفير إسماعيلا أن تصريحات الوزير الجزائري تبدو غير ذات معنى بخاصة أنه "داخل الاتحاد الأفريقي، حيى قادة الدول الأفريقية بالإجماع عودة المغرب، أو بالأحرى استعادة مكانته، لأن المغرب لم يغادر أبدا أسرته" المؤسسية. ولم يفت عميد السلك الديبلوماسي الأفريقي أن يشير إلى المصادفة بين خرجة وزير الخارجية الجزائري والجولة التي قام بها في المنطقة المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للصحراء، وأكد أن "ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لقضية الصحراء سيكون شاهد عيان لما يمكنه أن يعرقل هذه الإجراءات".
وأكد السفير نيماغا إسماعيلا أن هذه التصريحات غير المرغوب فيها تأتي "في وقت اعترفت فيه جميع القوى الدولية ودعمت رؤية المغرب بالنسبة لقضية الصحراء، مؤكدة أن هذا المقترح هو الأكثر مصداقية وعقلانية". وباسم جميع السفراء الأفارقة بالرباط، حرص العميد على التأكيد أن "الشعب المغربي، الموحد وراء جلالة الملك، اختار دائما طريق التفاوض، ونحن نشجعه على هذا الاتجاه".
وشدد العميد إسماعيلا، متحدثا باسم السفراء الأفارقة، على أن "السياسة الأفريقية للمغرب توجد في حالة جيدة جدا"، مشيدا "بتبصر المغرب وبالأخص انخراطه في جعل القارة تتحدث بصوت واحد". وخلص إلى أن قادة الدول الأفريقية يعلقون الكثير من الآمال على أن "عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي سيسهم في تعزيز قدرات الاتحاد"، نحو تكفل حقيقي ونهائي من أجل أن تظل أفريقيا موحدة.