الدار البيضاء - جميلة عمر
أشاد الكثير من البرلمانيين والجامعيين والسياسيين والمسؤولين المكلّفين بالشؤون الدينية في عدد من البلدان المتوسطية، خلال لقاء نظّم في مقر مجلس الشيوخ الإيطالي، بمبادرة من الجمعية البرلمانية للمتوسط، في الدور الذي يضطلع به المغرب في نشر قيم التسامح، وكذلك احترامه لحقوق الأقليات ودفاعه عن التعددية والحوار بين الثقافات والأديان، مشيرين إلى أن تجربة المغرب في مجال تدبير الشأن الديني ومقاربته المتعددة الأبعاد لمحاربة التطرف، تجعلانه "نموذجا يحتذى"، و"مختبرًا حقيقيًا للباحثين الراغبين في فهم أسس الاستقرار في المملكة".
وأوضح مدير الشؤون الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد قوسطاس، أن "تدبير الشأن الديني في المغرب، يقوم على ثوابت تحظى بإجماع المغربيين منذ قرون والمتمثلة في إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي"، مشيرًا إلى أن الوزارة حرصت في إطار إعادة هيكلة الحقل الديني على تشكيل هذه الثوابت دليلا للأئمة الجدد وبعض الأئمة القدامى، والذين شملهم برنامج تأهيل الأئمة الذي تم تحت إشراف المجالس العلمية المحلية.
ودعا المشاركون في اللقاء إلى الاستثمار في التعليم وتدريب الشباب من أجل حمايتهم من التطرف، مشددين على أن هذا اللقاء ينعقد في ظرفية صعبة تمر منها منطقة المتوسط، وأبرز الحاضرون أن التسامح يعد من الخيارات المؤسسة للمجتمع المغربي، فالمغرب فتح على مر العصور أبوابه أمام الأقليات، بغض النظر عن الدين أو اللون، كما تمت الإشادة بإطلاق مرحلة ثانية لإدماج المهاجرين غير الشرعيين، تهدف إلى تعزيز التعاون جنوب – جنوب وتعكس كرم الضيافة التي يتميز بها المغرب