الدار البيضاء - جميلة عمر
بدأت أزمة جديدة بين المغرب وإسبانيا، تطل من جزر الحسيمة، بعدما شرع الجيش الإسباني في أشغال بناء مرافق فوق جزيرتي "لاتييرا" و"مار" قبالة سواحل مدينة الحسيمة، وهما الجزيرتان اللتان تحتلهما إسبانيا، وتنص الأعراف بين البلدين على الحفاظ على الوضع القائم فيهما.
ووفقًا لمصدر مطلع، أن الجيش الإسباني قام بنقل مواد للبناء بين صخرة الحسيمة "النكور" وجزيرتي "مار" و"لاتييرا"، وهي ثلاث صخور تعرف بـ"جزر الحسيمة" تحتلها إسبانيا، وأن المؤسسة العسكرية الإسبانية أقامت خيمتين عسكريتين في الجزيرتين.
فبعد أزمة جزيرة ليلي التي وقعت في 17 يوليو/تموز 2002، لاحت بوادر نسخة ثانية لأكبر أزمة خارجية في عهد الملك محمد السادس تلوح في الأفق، بعدما عاد الجيش الإسباني مرة أخرى، إلى استفزاز المغرب من جديد، من خلال الشروع في أشغال بناء مرافق فوق الجزيرتين المغربيتين قبالة السواحل مدينة الحسيمة، وهما الجزيرتان اللتان تحتلهما إسبانيا.
وكانت الاتفاقيات الموقعة مع السلطات المغربية، تقضي بالحفاظ على الوضع القائم في الجزيرتين، لكن تم الكشف أن الجيش الإسباني يقوم في الأيام الأخيرة بنقل مواد للبناء بين صخرة الحسيمة (النكور)، وجزيرتي "مار" و"لاتييرا"، وهي ثلاث صخور تُعرف بـ"جزر الحسيمة" وتحتلها إسبانيا.
المصدر ذاته أضاف قائلا: "انطلاقا من السواحل المغربية (الحسيمة)، يتضح جليا في الأيام الأخيرة، وإلى حدود اليوم، وجود مروحية تصل إلى صخرة الحسيمة (الجزيرة الوحيدة المسكونة)، من أجل إفراغ مواد البناء ونقلها في زوارق إلى الجزيرتين، حيث لم تكن توجد أي بنيات مشيدة.
وعلى الرغم من أن أشغال البناء ظاهرة للعيان بالجزيرتين إلى أنه، وإلى حدود الساعة، ليس هناك أي رد رسمي من قبل الحكومة المغربية على الخطوة الإسبانية. مصدر مغربي مطلع أوضح أنه لا يمكن للسلطات المغربية ألا تكون على علم بتلك الأشغال، وهي على بعد أميال قليلة من ساحل الحسيمة، مشيرًا إلى إمكانية "أن تكون السلطات الإسبانية دخلت مع نظيرتها المغربية في مفاوضات ومشاورات بهذه الخصوص"، نظرا إلى العلاقات "الممتازة"، التي تجمع بين البلدين حاليًا.
وأضاف أن تلك الأشغال يمكن أن يكون الهدف منها بناء مراكز مراقبة بالجزيرتين لمنع المهاجرين السريين من العبور إلى إسبانيا، لاسيما في ظل ضغط الهجرة مؤخرًا، انطلاقًا من سواحل الحسيمة والناظور، بدوره لم يكشف الجيش الإسباني رسميًا عن طبيعة وأهداف التحركات التي يقوم بها في الجزيرتين المغربيتين، علمًا أن هذه التحركات تأتي في عز أزمة احتجاجات الريف وانشغال السلطات المغربية بإيجاد حل لها، كما أنها تأتي، أيضًا، في عز تحضير حكومة كتالونيا لإنجاح مشروع الاستفتاء، أول أكتوبر/تشرين أول المقبل لتقرير المصير في كتالونيا.