الدار البيضاء ــ جميلة عمر
كشفت الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحّد، نبيلة منيب، ليلة أول أمس الثلاثاء خلال اللقاء التواصلي على هامش ذكرى مرور عام على تأسيس مكتب الطلبة في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات أن "البلوكاج" الحكومي مرتبط بطبيعة النظام السياسي في البلاد، مشيرة إلى ازدواجية النسق السياسي في المغرب بوجود ديمقراطية صورية متجسدة في تعددية حزبية صورية، تجعل عددا من الأحزاب السياسية غير مستقلة بقرارها، والتي تكون رهن الإشارة للدخول إلى الحكومة أو امتناعها عن ذلك، معتبرة ذلك من الأدوات التي تستعمل من أجل الضغط على أي حكومة مرتقبة مستقبلًا.
وتساءلت منيب، عن مدى براءة الحكومة المقبلة، موضّحة أن هذه الأخيرة تعرف طبيعة النظام السياسي المغربي وتعرف وجود التحكم الذي تكلّمت عنه، موضّحة أن اليسار قد تكلم عن التحكم قبل هذه الحكومة، وذكرت بعض الأدوات المستعملة من أجل التحكم في الحقل السياسي وفي باقي السياسات المتبعة في البلاد، كخلق الأحزاب وتسمينها للتدخّل في التوازنات، بالرغم من مغالطة الدولة للشعب بالقطبية بين المحافظين والحداثيين.
وأضافت القيادية اليسارية، خلال كلمتها في اللقاء ذاته الذي تمحور حول عنوان "اليسار.. الخط الثالث للشباب المغربي"، أن التعثر الذي تعرفه الحكومة الحالية كان منتظرا، حيث أن الملاحظ أن رئيس الحكومة ليس حرا في اختياراته وغير قادر على اتخاذ هذا الاتجاه أو ذاك، بل ينتظر بعض الإشارات لتشكيل حكومته، مشيرة إلى أن حزب العدالة والتنمية بقيادة بنكيران يلعب على حبلين، حيث رفع شعار محاربة الفساد وطبّع معه، "فهم يقولون ما لا يفعلون"، مستدركة أنه لا يمكن محاسبة بنكيران على جميع أسباب فشله؛ وحول السيناريوهات الممكنة في حالة عدم قدرة بنكيران على تشكيل الحكومة، قالت نبيلة منيب إنها لا ترى أي تغيير بالنسبة إلى المغرب والمغاربة، موضّحة أن الحكومة ستشكّل وستقدم تصريحا حكوميا ثم يرمى به في سلّة المهملات، لكي تطبّق التوجيهات الآتية من داخل المغرب ومن المؤسسات المالية الدولية.
وأكدت الأمينة العامة لحزب اليسار الاشتراكي الموحد أن محطة الانتخابات هي محطة البناء الديمقراطي والتقدم نحو دولة الحق والقانون، والدولة الديمقراطية التي تحترم الإرادة الشعبية وتطبيق البرامج وربط المسؤولية بالمحاسبة، موردة "أن المغاربة عانوا خلال الخمس سنوات الماضية من عمر الحكومة، وستزداد المعاناة أكثر في السنوات المقبلة، معللة ذلك بعدم التغيير على مستوى الجوهر؛ واعتبرت منيب أن القضية الوطنية لا نقاش فيها، موضّحة أن المدخل الأساسي لحل المشكل في الصحراء المغربية هو البناء الديمقراطي الحقيقي وليس الصوري، والتداول السلمي على السلطة والتوزيع العادل للثروات، وليس الريع والمقاربة الأمنية، حتى يتمكن المشاركون في المحافل الدولية الدفاع عن القضية الوطنية ويسمع صوتهم.
ودعت منيب الحاضرين إلى محاربة الأمية السياسية، وذلك بالانخراط في الهيئات من أجل التكوين والتأطير، معتبرة معركة التوعية هي بداية التغيير التي يقودها الشباب، مقترحة رؤيا إستراتيجية لإصلاح المنظومة التعليمية في إطار شمولي انطلاقا من الأستاذ والاهتمام به، وتكافؤ الفرص في جميع المستويات، واختيار الأساتذة والتركيز على المدرسة العمومية الجيدة وتشجيع البحث العلمي، رافضة الخوصصة في المجالات الحيوية كالصحة والتعليم وغيرهما