دمشق ـ جورج الشامي
واصل الجيش السوري، الجمعة، قصفه العنيف على مدينة حمص وريفها، لليوم السادس على التوالي، في هجمة هي الأشرس على الإطلاق، شهدت تزايدًا في استخدام صواريخ "أرض - أرض" أخيرًا، فيما دارت اشتباكات عنيفة في أحياء عدة من دمشق وريفها وحلب، تزامنًا مع إعلان واشنطن أن موسكو منعت إصدار بيان يسمح بوصول
مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة في حمص، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في المدينة، في حين تمكن الجيش الحر "المعارض" من صدّ محاولات القوات الحكومية في اقتحام داريا والمعضمية في الغوطة الغربية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مناطق في حي جوبر في دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات الحكومية، صباح الجمعة، كما دارت اشتباكات متقطعة عند أطراف مخيم اليرموك عند منتصف ليل الخميس الجمعة، وجرى قصف المناطق الجنوبية والغربية في مدينة في داريا في ريف دمشق، يرافقها اشتباكات عنيفة في مناطق من المدينة، وسط أنباء عن خسائر في صفوف الجيش السوري، في حين تتعرض مناطق في بلدة يلدا أيضًا للقصف, كما استهدف مقاتلو المعارضة مناطق تمركز القوات الحكومية في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، تبعها قصف حكومي على المنطقة، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة, واستهدفت القوات الحكومية منطقة ريما في ريف مدينة يبرود بعدد من القذائف، عند منتصف ليل الخميس الجمعة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من المعارضة من جهة، والقوات الحكومية وعناصر من "حزب الله اللبناني من جهة أخرى، عند أطراف حي الخالدية في محاولة من الجيش السوري اقتحام الحي والسيطرة عليه، يرافقها قصف عنيف على أحياء الخالدية وحمص المحاصرة، وأصوات انفجارات عنيفة تهز أرجاء المنطقة جراء القصف, كما تجدد القصف على مناطق في مدينة الرستن فجر الجمعة، وفي حلب تعرضت بلدة الأتارب في الريف للقصف برشاشات الطيران الحربي من بعد منتصف الليل، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كما تجددت الاشتباكات في مناطق من بلدة خان العسل, وفي مدينة حلب دارت اشتباكات في حي صلاح الدين، رافقها قصف على مناطق في أحياء الصاخور وبستان الباشا، فيما سقطت قذيفتان على حي الهلك مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، كما استهدفت كتائب المعارضة مركز البحوث العلمية بقذائف عدة.
وأضاف المرصد السوري، تعرضت أطراف بلدة المسيفرة في ريف درعا للقصف من قبل القوات الحكومية عند منتصف ليل الخميس الجمعة، كما تجدد القصف على بلدة طفس، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي محافظة دير الزور قصف الجيش السوري بلدة البصيرة، وسقطت قذائف عدة على بلدة البوليل، مما أدى إلى أضرار مادية, كما دارت اشتباكات في حي الجبيلة من بعد منتصف الليل، وسط أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين، وفي محافظة إدلب تعرضت قرى عدة في جبل الزاوية للقصف من قبل القوات الحكومية، رافقها أصوات انفجارات، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي ريف الرقة تجددت الاشتباكات فجر الجمعة عند أسوار "الفرقة 17"
وقال ناشطون سوريون، إن أحياءً عدة في حمص القديمة تعرضت لمحاولة اقتحام من قبل قوات الحكومة مدعومة من مليشيات "حزب الله" وما يُسمى بـ"جيش الدفاع الوطني"، وأن الطيران الحربي من طراز "ميغ" التابع للقوات السورية نفذ غارات جوية عدة مخلفًا دمارًا هائلاً في منازل المدنيين والأحياء السكنية، وتصاعد لأعمدة الدخان في سماء المنطقة جراء القصف، إضافة إلى أن الرشاشات الثقيلة لا تكاد تهدأ من تمشيط الخطوط الأولى لمقاتلي الجيش الحر.
ورصد الناشطون قدوم دبابات عدة من حاجز الفارابي في اتجاه حي باب هود، في حين كان الوضع في الخالدية والقصور وجورة الشياح تكرارًا لسيناريو حمص القديمة، حيث استهدف القصف العنيف تلك الأحياء بالمدفعية وراجمات الصواريخ، وكذلك صواريخ "أرض - أرض"، مما تسبب في أضرار جسيمة في المنازل والأحياء السكنية، وأن الحرائق اشتعلت جراء القصف على الخالدية في محاولة لاقتحام الحي من جهة المدرسة الأموية لليوم السادس على التوالي، مؤكدين مقتل بطل العالم لكمال الأجسام فراس سيد السليمان جرّاء القصف العشوائي، فيما تمكّن "الجيش الحر" في حمص من صد محاولات قوّات الحكومة اقتحام أحيائها المحاصرة، وتم تكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، في حين قُتل مواطنان سوريان أحدهما من قرية البكار، وقد قضى تحت التعذيب في السجون الأردنية، و تسلم ذووه الجثة وعليها آثار التعذيب.
ووثق الناشطون تعرض 23 منطقة للقصف في الريف والمدينة، وهي "سوق الخضرة - باب الدريب - باب تدمر - الباب المسدود - باب التركمان - باب هود - بني سباعي - سوق الناعورة - السوق المسقوف - الورشة - الصفصافة - الحميدية - جورة الشياح - القرابيص - القصور - الخالدية - وادي السايح - تدمر - تلبيسة - الطيبة الشرقية - الخضر - الرستن - الحولة"، وذلك من قبل قوات الحكومة المتمركزين في مناطق عدة من أحياء النزهة وعكرمة المواليتين وكتيبة الهندسة في كل من الرستن والمشرفة، الكلية الحربية، سطح قلعة حمص.
وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سورية، عن سقوط 68 قتيلاً، الخميس، بينهم ست سيدات و11 طفلاً وأربعة تحت التعذيب، منهم 29 في دمشق وريفها، 18 في حلب، 8 في درعا، 5في حمص، 4 في إدلب، 2 في كل من حماه ودير الزور، فيما سجلت اللجان 345 نقطة للقصف، كان أعنفها على حمص: القصف بالطائرات الحربية سجل في 23 نقطة كان أعنفها على حمص، القصف بصواريخ "أرض ـ أرض" سجل في خمس نقاط أربعة منها في حمص، وأحدها في جاسم في درعا، القصف بصواريخ "سكود" سجل في نقطة واحدة على ريف الرقة الغربي، أما القصف بالبراميل المتفجرة فقد سجل في محيط مطار كويرس العسكري في حلب، وسُجل القصف بقذائف الهاون في 85 نقطة، أما القصف الصاروخي في 113 نقطة، والقصف المدفعي سجل في 117 نقطة على مختلف المدن والبلدات السورية.
واشتبك الجيش السوري الحر مع قوات الحكومة في 116 نقطة تمكن خلالها من صد محاولات قوات الحكومة اقتحام أحياء حمص المحاصرة، وكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، في دمشق وريفها تمكن الجيش السوري الحر من صد محاولات قوات الحكومة في اقتحام داريا والمعضمية في الغوطة الغربية، واستهدف مستشفى تشرين العسكري في برزة الذي يعتبر ثكنة عسكرية لقوات الحكومة، وصد هجمات قوات الحكومة على أحياء جوبر والقابون، في إدلب استهدف "الحر" رتلاً عسكريًا متجهًا إلى حاجز عماد، وكبدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، في حلب استهدف "الحر" قوات الحكومة في حي سيف الدولة، وقتل العديد من العناصر، كما استهدف "الحر" مبنى الأمن السياسي في حي السليمانية في حلب بقذائف الهاون، واستهدف مطار حلب الدولي بصواريخ محلية الصنع، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية و"الحر" على أطراف المطار، وقد افيد عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما دارت اشتباكات أخرى على طريق حلب دمشق، وقصف الطيران الحربي التابع للنظام محيط مطار كويرس العسكري الذي يحاصره "الحر"، كما قصفت القوات الحكومية قرية الجديدة في ريف حلب الشرقي، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى، ودمر "الحر" العديد من الآليات والمدرعات في مناطق مختلفة من سورية.