دمشق،لندن ـ جورج الشامي/عبدالرحيم جرار
اتفق أعضاء مجلس الأمن الدولي، على إدراج جماعة "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، على قائمة المنظمات الإرهابية، تزامنًا مع إعلان السلطات التركية أنها ألقت القبض على مجموعة من مقاتلي الجبهة كانت تخطط لشن هجوم على أراضيها، في الوقت الذي هددت فيه إسرائيل بضرب منظومات الصواريخ الروسية
من طراز "إس 300" إذا وصلت إلى الأراضي السورية، بينما اعتبرت لندن أن صفقة الصواريخ، عقبة أمام حل النزاع، في حين أعلن الائتلاف الوطني السوري، في اجتماع إسطنبول، تأجيل انتخاب رئيسه.
وأعلن دبلوماسيون أميركيون، أن "أعضاء مجلس الأمن الـ15 أيدوا إدراج (النصرة) على قائمة المنظمات الإرهابية بالإجماع، وأنه من المنتظر أن يتم الإعلان عن هذا القرار رسميًا في وقت لاحق الجمعة، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتيد برس"، استنادًا إلى بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وأكد الرئيس الموقت للائتلاف الوطني السوري، جورج صبرا، أنه تم الاتفاق على توسعة رقعة الائتلاف بإضافة 43 عضوًا من قيادات الجيش الحر "المعارض"، ليصبح العدد الإجمالي للأعضاء 114 عضوًا.
وقال صبرا، خلال مؤتمر صحافي عُقد في مدينة إسطنبول التركية، بعد الانتهاء مباشرة من اجتماع الدورة السابعة للائتلاف، إن الهيئة العامة للائتلاف اتخذت جملة من القرارات، أولها تأجيل انتخاب رئيس جديد للائتلاف حتى 12 حزيران/يونيو المقبل، وتكليف الرئيس الحالي بمباشرة مهام عمله إلى حين إجراء الانتخابات في وقت لاحق، وتشكيل لجنة وطنية للحبوب، لهدف شراء المحاصيل الزراعية من الفلاحين في المناطق المحررة، فضلاً عن إنشاء لجنة وطنية للتعليم تعني بالإشراف على الامتحانات والتدريس في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، وإنشاء لجنة وطنية للشؤون الصحية، لرعاية الجرحى الذين أصيبوا بنيران القوات الحكومية في مناطق متفرقة من البلاد.
وأفضت الانتخابات التي نظمت في ساعة مبكرة من الجمعة، عن فوز ٤٣ شخصًا، ١٥ منهم ممثلون عن الجيش الحر، و١٤ آخرين يمثلون الحراك الثوري، ومثلهم من تكتلات أخرى، على رأسها تكتل القطب الديمقراطي الذي يرأسه ميشيل كيلو، فيما رفض الائتلاف، الخميس، المشاركة في أي مؤتمر دولي، في إشارة إلى مؤتمر "جنيف 2" المقترح للسلام، قبل أن تتوقف مشاركة مقاتلين من إيران و"حزب الله" في المعارك الدائرة في سورية.
واشترطت المعارضة السورية للمشاركة في المؤتمر الدولي، في وقت سابق، تحديد موعد نهائي للتوصل إلى تسوية مضمونة دوليًا، تقوم على أساس رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
وفي أول تعليق من الجيش الحر، وصف المنسق الإعلامي والسياسي لـ الحر، لؤي المقداد، الاتفاق الذي أعلن عنه جورج صبرا بالأمر الإيجابي، فيما تأتي تلك التطورات بعد أن هددت القيادة العسكرية العليا لهيئة أركان الثورة السورية، الائتلاف الوطني، بسحب شرعيته في حال رفض تمثيل القوى الثورية بنسبة 50%، مضيفة في بيان لها، أن "أي محاولة للمماطلة والالتفاف على التمثيل العسكري والثوري الشرعي في الداخل، لن يُكتب لها النجاح تحت أي ضغط".
وتستضيف جنيف في 5 حزيران/يونيو المقبل، اجتماعًا يضم ممثلين عن روسيا وأميركا، للتمهيد للمؤتمر الدولي المقترح للسلام في سورية، حيث يمثل الأمم المتحدة في هذا الاجتماع الموفد الخاص للمنظمة الدولية والجامعة العربية إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف الشؤون السياسية جيفري فيلتمان.
وذكرت وسائل إعلام محلية، أن السلطات التركية ألقت القبض على مجموعة من مقاتلي "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وبحوزتهم كمية من غاز السارين، وقالت إنهم كانوا يخططون لشن هجوم في تركيا، موضحة أن أعضاء المجموعة وعددهم 12 فردًا، اعتقلوا في مدينة أضنة الجنوبية، على بعد نحو مائة كيلومتر من سورية، خلال مداهمات على منازلهم، حيث عثرت الشرطة على كيلوغرامين من غاز السارين وأسلحة ثقيلة، وأن المحكمة العليا في أضنة أمرت بالقبض على الرجال الذين يشتبه في تخطيطهم للقيام بهجوم كبير في المدينة، لكن لم يتضح بعد التهم الموجهة إليهم.
ونقلت صحيفة "فيدوموستي" عن مصدر في الصناعة الحربية الروسية، نفيه للأنباء التي تحدثت عن توريد الدفعة الأولى من منظومات صواريخ "إس-300" الروسية إلى دمشق، مشيرًا إلى أنه "لم تتم حتى الآن أية توريدات، ومن غير المعروف ما إذا ستنفذ هذه التوريدات حتى نهاية العام الجاري".
وأفاد مصدر قريب من هيئات التعاون العسكري التقني في روسيا، لصحيفة "كوميرسانت"، أنه من المخطط إرسال 6 منظومات من طراز "إس-300" إلى سورية في الربع الثاني من العام المقبل".
وذكرت وسائل الإعلام الأميركية، نقلاً عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، تأكيده مقتل مواطنة أميركية في القتال الدائر في سورية، تُدعى نيكول لين مانسفيلد (33 عامًا)، والتي ولدت في مدينة فلينت في ميشيغان.
وقالت عمة وجدة مانسفيلد للصحافيين، إن عملاء "في بي آي" التقوا مع أفراد العائلة، وأكدوا لهم الأنباء عن مقتل مواطنة أميركية في سورية، ومرجحين أن يكون الحديث يدور عن مانسفيلد.
وأوضحت مونيكا سبيلمان، عمة نيكول مانسفيلد، أن "الأخيرة تزوجت من مهاجر من الدول العربية منذ سنوات عدة وأسلمت، ومنذ 3 سنوات حصل زوجها على حق الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، وطلقها، وأن العائلة لم تعرف حتى اسم زوج مانسفيلد، ومن ثم فقد الاتصال بها تمامًا بعد طلاقها، ولم تعرف أنها كانت تحارب في سورية، ولمانسفيلد ابنة تبلغ 18 عامًا".
وقال الخبر الذي نقله التلفزيون السوري، إن مانسفيلد قُتلت بجانب أجنبيين آخرين أحدهما بريطاني، في كمين استهدف سيارتهم في محافظة إدلب السورية، حيث أظهر شريط فيديو بثه التلفزيون 3 جثث وأسلحة وخريطة وراية "جبهة النصرة".
وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نقل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة حازمة، خلال اجتماعهما في منتجع سوتشي قبل 6 أسابيعـ أكد فيها أن إسرائيل تنوي ضرب منظومات الصواريخ الروسية من طراز "إس 300" إذا وصلت إلى الأراضي السورية، وقبل أن تصبح عملياتية".
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية غربية، أن نتنياهو كان على علم بوصول أجزاء من هذه المنظومات إلى سورية، وأنّ الرئيس الروسي أعرب عن قلقه من احتمال رحيل الأسد، وتأثير ذلك على أمن المنطقة، غير أن نتنياهو أكد له أن اسرائيل قلقة أكثر من احتمال تسرب أسلحة متقدمة إلى "حزب الله" في لبنان، فيما ردّ بوتين على ذلك بالقول إنه سيكون بإمكان إسرائيل مهاجمة القافلات التي تحمل مثل هذه الاسلحة لدى دخولها لبنان، تفاديًا لتصعيد الموقف مع سورية، وأوضح لنتنياهو أنه ملزم بإنجاز الصفقة، في حين اعتبرت المصادر الدبلوماسية، أن "تهديد نتنياهو بضرب المنظومات قد يوفر لبوتين الذريعة ليتراجع عن إنجاز الصفقة".
واعتبر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بعد لقائه في زغرب نظيره الكرواتي فيسنا بوسيتش، أن "شحنات الأسلحة الروسية إلى سورية، إضافة إلى الصعوبات والخلافات داخل صفوف المعارضة السورية بشأن المشاركة في المفاوضات في جنيف، لا تساعد أبدًا على حل الأزمة"، وذلك في معرض رده على سؤال بشأن إعلان الرئيس بشار الأسد، يُقرّ فيه ضمنًا بتسلّم صواريخ أرض جو حديثة من طراز "إس -300" من روسيا.
وقد اهتمت الصحف البريطانية الصادرة في لندن، الجمعة، بتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بشأن تحذيره إسرائيل من مغبة مهاجمة سورية، وقالت "إن تسلم سورية لشحنة روسية من صواريخ (إس-300) الروسية المتقدمة المضادة للطائرات، من شأنه أن يزيد من احتمالات الحرب".
ولفتت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أن حالة من الاضطراب سادت عواصم غربية بشأن مدى صحة تصريح الرئيس بشار الأسد بأن سورية تسلمت أول شحنة من صواريخ "إس-300" الروسية المتقدمة المضادة للطائرات، موضحة أن "محللين يرون أنه من الممكن أن بعض مكونات النظام الصاروخي قد وصلت بالفعل، لكن النظام غير جاهز للعمل بعد".
وقالت الصحيفة، إن شخصيات إسرائيلية بارزة ألمحت إلى أن تل أبيب قد تشن الآن هجومًا استباقيًا لهدف تدمير نظام "إس-300" الذي تعتبره تهديدًا لوجودها، حيث نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: إن هذا التحرك سيغير بالتأكيد الديناميكية بأكملها، وأنه في المقام الأول نتيجة للقرار المتهور للاتحاد الأوروبي برفع الحظر على السلاح.
ونشرت صحيفة "الديلي تلغراف" مقالاً لوزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، قال فيه، "إن الثمن سيكون مرتفعًا، لكن مفتاح سورية عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، ولا توجد حلول سهلة للتعامل مع سورية"، مشيرًا إلى أن هناك خيارات للتعامل مع الأزمة، ومنها الحل العسكري.
ورأى باراك، أن أفضل فرصة لقرار ناجح بشأن الأزمة السورية في الوقت الراهن، هو مبادرة دبلوماسية تقودها روسيا، كون أن "الكرملين" لديه النفوذ اللازم لإقناع الرئيس الأسد بالرحيل، أو وقف القتال على الأقل، وأن الروس استثمروا الكثير في المجالات السياسية والعسكرية في عائلة الرئيس الأسد خلال العقود الأربعة الماضية"، مشيرًا إلى أن "القيادة الروسية تعي جيدًا أن نظام الأسد زائل في نهاية المطاف".
وخلص المسؤول الإسرائيلي السابق، إلى القول "إنه يجب إقناع روسيا بقيادة الجهود الدولية بشأن سورية، باعتبارها قوة عالمية مهمة، ويجب أن تؤخذ مصالحها ووجهات نظرها بعين الإعتبار بجدية، وأن ثمن استعداد روسيا للقيادة، سيكون في صورة إثارة قضايا من قبيل الحائط الصاروخي في أوروبا، بالإضافة إلى قضايا تجارية وأخرى متعلقة بالطاقة، لكن لا ينبغي أن يردعنا كل هذا عن الدخول في هذا الحوار مع روسيا".
وحذر الرئيس بشار الأسد إسرائيل، في حديث تلفزيوني مع محطة "المنار" اللبنانية، الخميس، من أن سورية سترد على أي ضربة جوية تقوم بها في المستقبل، وأن أسلوب الرد سيعتمد على الظروف وتوقيت الضربة، مشيرًا إلى أن ثمة "ضغط شعبي" لفتح جبهة عسكرية ضد إسرائيل في مرتفعات الجولان.
وردًا على سؤال في ما يتعلق بتسليم روسيا صفقة الصواريخ من طراز "S-300"، قال الأسد، "إن روسيا ملتزمة بتنفيذ العقود الموقعة معها، وإن تلك العقود ليست مرتبطة بالأزمة".
وكشفت مصادر أميركية، لصحيفة "الحياة"، عن أن سفير واشنطن لدى دمشق، روبرت فورد، يستعد لمغادرة منصبه بعد مؤتمر جنيف، مرجعة ذلك إلى إرهاق سياسي وشخصي للسفير، الذي يشارك الجمعة في مهمة تنظيم صفوف المعارضة في إسطنبول، في حين لم تطرح أسماء بديلة بعد للمنصب، علمًا بأن فورد لن يغادر السلك الدبلوماسي، وقد يتولى منصبًا آخر في وزارة الخارجية الأميركية.