الدار البيضاء ـ سعيد بونوار
نددت جمعيات حقوقية في المغرب، بتجاهل السلطات بلاغات عن اختطاف أطفال في خنيفرة وبوكماز ومراكش وقتلهم من قِبل عصابات تنشط في مجال استخراج الكنوز. ولم تكن "أم رضوان" تعتقد يومًا أن الجان يترصدون بابنها وابنتها، وأن أقل ما يطلبون شرب دماء الصغيرين من أجل تمكين "مشعوذين" من كنوز ذهب وفضة مدفونة تحت الأرض، كانت تعتقد أن قصصًا من هذا النوع ترويها فقط الجدات
للأحفاد قبل النوم، وقبل أن يتدخل التلفزيون و"ألعاب الفيديو" لمحو صورة الجدة وهي تحكي عن "الشاطر حسن" و"ست الحسن والجمال".
فقد ذبح المشعوذون الطفل بدعوى أن الجن يتعطش لدماء "الزوهري"، وهو كل طفل أو طفلة تكون يداه ملفوقتين (بمعنى أن خطا يقطع راحة اليد)، وتكون قدرة الإبصار لديه ضعيفة عن بعد، ويعتقد السحرة المغاربة أن الجن الذي يحرس الكنوز والدفائن منذ آلاف السنين يتعطش لدماء "الزوهريين".
ويقول مصطفى واعراب، صاحب أشهر المؤلفات عن السحر في المغرب، "إن الاعتقاد السائد لدى المشعوذين هو أن الطفل الزوهري يفترض أنه من أبناء الجان تم استبدال مولده وأن الجن لا تخافه، ويمكن أن تتعامل من المشعوذين أثناء الحفر لاستخراج الكنوز أو الدفينة أو المرصودة بلغة هؤلاء.
ويرى الباحث بوعزة المحذوفي، أن حالة رضوان ليست الأولى في المغرب فقد سبقتها العشرات من الاختطافات لأطفال في مدينة خنيفرة، وجدت جثامينهم مذبوحة أمام حفر كبيرة، ولم يتمكن رجال الأمن من فك رموز قتلهم، ولا تحديد هويات منفذي الجرائم البشعة.
وتتهم نجية أديب، رئيس "منظمة ما تقيسش ولدي" (لا تمس ابني)، المهتمة بالدفاع عن الأطفال من كل أشكال الاستهداف (اغتصاب ، تشرد، اختطاف، استغلال جنسي...)، السلطات بتقاعسها عن حماية الأطفال، خوفًا من انتقام عصابات تدعي تسخير الجان.
ووجهت تعليمات إلى مخبرين، وكذلك سكان بعض المناطق في كل من سوس ومناطق الأطلس الكبير، لإبلاغ الشرطة والسلطات المحلية عن عصابات تنشط في الليل، وتقوم بالحفر في عدد من المناطق بالاستعانة بـ"الطلبة" أو مقرئين للقرآن، وغالبًا ما تعمد إلى ذبح الطفل "الزوهري"، بدعوى أن الجان يتعطشون لدم هذا النوع من البشر، وكانت عناصر الأمن قد اعتقلت أخيرًا 5 مشعوذين، يتربصون بطفل لإختطافه وذبحه، مقابل الكشف عن مكمن كنز تحت الأرض.